الجعفري يلمح لرفضه استفتاء كوردستان ويؤيد "عراقا موحدا"

لمح وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الأربعاء إلى رفضٍ غير مباشر لخطوات الكورد في إجراء استفتاء يمهد لاستقلالهم عن العراق، وقال إن إقليم كوردستان "جزء مهم" من العراق وإنه يؤيد أن يساهم الكورد في بناء "عراق قوي".

اربيل (كوردستان24)- لمح وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الأربعاء إلى رفضٍ غير مباشر لخطوات الكورد في إجراء استفتاء يمهد لاستقلالهم عن العراق، وقال إن إقليم كوردستان "جزء مهم" من العراق وإنه يؤيد أن يساهم الكورد في بناء "عراق قوي".

والجعفري مثل غيره من المسؤولين العراقيين وخصوصا في التحالف الوطني الشيعي، يبدون موقفا رافضا- وإن لم يكن علنيا- لخطوات الكورد في الاستقلال.

وقال الجعفري لكوردستان24 على هامش حديثه للصحفيين فور وصوله إلى اربيل، إن من حق الكورد أن يمارسوا حقوقهم الدستورية كاملة بما يخفف الأزمة الحالية بين اربيل وبغداد و"يعزز الوحدة الوطنية".

وكان الجعفري يتحدث خلال زيارة نادرة إلى كوردستان التي كثيرا ما تتهمه بأنه يسعى لتحجيم دور الكورد في المؤتمرات والمحافل الدولية.

وأضاف الجعفري الذي تولى وزارة الخارجية خلفا لهوشيار زيباري، انه لا يفرق بين المكونات العراقية على أساس دين أو عرق أو طائفة.

يأتي هذا في وقت تجري فيه الأحزاب الكوردية في إقليم كوردستان محادثات فيما بينها لدراسة استفتاء شعبي يتوقع إلى حد كبير أن يمهد لاستقلال الإقليم عن العراق.

وفي إشارة الى تمسكه بموقفه الرافض من استقلال كوردستان قال الجعفري إن الإقليم شهد "تجربة حضارية مهمة يمكن التباهي بها أمام العالم وهي دليل على عراق جديد حيث تكون الهوية العراقية هي الجامعة للكورد والعرب والتركمان سنة وشيعة والمسيحيين والايزيديين والصابئة".

ويقول المسؤولون الكورد إن استفتاء الاستقلال سيجرى على الأرجح في وقت لاحق من العام الجاري، وهو خطوة يريد الكورد اطلاع العالم من خلالها بجديته في تشكيل دولة مستقلة أسوة بشعوب المنطقة.

وقال الجعفري إن "العراق الجديد سيبنى عبر تكاتف جهود كافة المكونات العراقية وكل شيء يولد من هذا الرحم أعتبره قوة للعراق".

وأجرى الجعفري مشاورات مع رئيس الحكومة في كوردستان نيجيرفان بارزاني في ملفات كثيرة وإمكانية حلحلة الخلافات بين الجانبين.

وذكر بيان أصدرته حكومة إقليم كوردستان في وقت سابق من اليوم الأربعاء، أن الجعفري اعتبر إقليم كوردستان "جزءا مهما من العراق".

وقال نيجيرفان بارزاني إن اربيل "تؤيد التعاون والتنسيق مع الجيش العراقي لحماية المناطق الخطرة وإنقاذها من سيطرة وخطر إرهاب داعش والقضاء عليه تماما في المنطقة، وشدد على أن "إقليم كوردستان يؤمن بحل المشاكل العالقة مع بغداد بالحوار والتفاهم".

وبموازاة ذلك، حذر رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، إقليم كوردستان من تحركات "غير مدروسة" في إشارة إلى ما يبدو إلى الاستفتاء الشعبي في الإقليم.

وقال الحكيم في كلمة بثها تلفزيون الفرات المملوك له، إنه يتعين صياغة العلاقة بين الإقليم والمركز بـ"طريقة أكثر واقعية ووطنية" بما يحفظ هيبة الحكومة الاتحادية وحقوق الكورد.

وقال الحكيم إن "التشنجات والاستفزازات والتحركات غير المدروسة لا تؤدي إلى أي نتيجة سوى تسببها بالكثير من التأزيم غير المبرر".

ويقول المسؤولون الكورد إن استقلال إقليم كوردستان سيضع حدا للصراعات في العراق.

وفي الوقت الراهن، يقتصر التعاون بين إقليم كوردستان وبغداد على الجانب العسكري فحسب بينما تعصف الخلافات الثنائية في ملفات سياسية وأخرى اقتصادية وجيوسياسية عديدة.