الحكيم محذرا من "تسونامي": استقلال كوردستان لن يتحقق قبل عقود ولن تعترف به سوى إسرائيل

قال رئيس التحالف الوطني الشيعي العراقي عمار الحكيم إن قيام دولة كوردية سيدفع البلاد إلى التجزئة بما يدفع كل طرف للمطالبة بإقليم ثم باستقلال، مشيرا إلى أن البلاد غير مهيأة لهذا الأمر وان الاعتراف بدولة كوردستان سيقتصر على إسرائيل.

اربيل (كوردستان24)- قال رئيس التحالف الوطني الشيعي العراقي عمار الحكيم إن قيام دولة كوردية سيدفع البلاد إلى التجزئة بما يدفع كل طرف للمطالبة بإقليم ثم باستقلال، مشيرا إلى أن البلاد غير مهيأة لهذا الأمر وان الاعتراف بدولة كوردستان سيقتصر على إسرائيل.

كلام الحكيم جاء في مقابلة تلفزيونية مع قناة (اون تي.في) المصرية على هامش زيارة قام بها إلى مصر والتقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال الحكيم إن "الإخوة في كوردستان لديهم طموح وحلم لتشكيل دولة كوردية ومنطقهم أن العرب لديهم 22 دولة والفرس لديهم دولة (إيران) والترك لديهم دولة (تركيا) والقوميات الأخرى لديهم دول فلم لا يكون للكورد دولة.. وهذا الطموح كان منذ أكثر من 70 عاما".

وتابع "يمكن أن يستمر (الطموح الكوردي) لعقود أخرى.. يتحقق أو لا يتحقق".

وتأتي تصريحات الحكيم في وقت يسرع فيه الكورد الخطى لتنظيم استفتاء شعبي لمعرفة نسبة تأييد الشارع الكوردي لمشروع الاستقلال.

وأعرب الحكيم عن اعتقاده بان الظرف الراهن "غير مساعد" لإعلان استقلال كوردستان "لا من حيث التركيبة الداخلية ولا من حيث حجم الإشكاليات السياسية والاقتصادية والأمنية والتحديات التي يواجهها الإقليم والتحديات التي يواجهها العراق ولا الظروف الإقليمية والدولية".

وأضاف الحكيم- الذي يقود المجلس الإسلامي الأعلى وله علاقات جيدة مع الكورد- بأنه لا يعرف "دولة غير إسرائيل يمكن أن تعترف بدولة كوردية إذا ما أعلن عنها في الوقت الراهن".

وعندما سُئل فيما لو اعترفت واشنطن بالدولة الكوردية، قال الحكيم "تلقينا تشديدات وتأكيد من الإدارة الأمريكية الجديدة كما الإدارات السابقة في وحدة العراق وأُطلقت الكثير من التصريحات ومن (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب وفريقه بهذا الخصوص".

وزاد "لذلك هناك التزام بوحدة العراق بشكل واضح".

وقال إن هذا الأمر "لا يلغي الطموح الكوردي (و) الرغبة بهذا الأمر وأحيانا الهروب إلى الأمام في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يعيشها الإقليم".

وعن موقفه من رفع علم كوردستان قال الحكيم، من دون أن يطرح موقفه بشكل واضح من القضية، "ليس لنا إلا بعضنا.. نختلف نتفق.. علينا أن نبحث عن قواعد مشتركة للتعايش المشترك فيما بيننا ونتفق على الدستور العراقي... (الذي) يؤكد على وحدة العراق".

ولفت الحكيم إلى انه يعتقد أن إقليم كوردستان "إذا أراد أن يتحول إلى دولة بدون توافق مع بغداد وبدون قرار جماعي من العراقيين فانه سيشهد حالة من الانحسار في الاعتراف في شرعيته فيما بعد.. وسيعرضه للكثير من المشاكل والعراق غير مهيأ ليتقبل خطوة من هذا النوع".

واعتبر الحكيم أن "كل الدول العربية حريصة على وحدة العراق"، محذرا من تشظي العراق إلى عدة دول على أساس قومي ومذهبي.

وقال إن ذلك لن يقف عند حدود العراق "إنما يمتد هذا التسونامي السياسي إلى المنطقة.. وسنشهد تحولات خطيرة جدا ولا اعتقد من مصلحة أي من الدول العربية والإسلامية المحيطة بالعراق أن تتماشى مع هذه الطموحات وإن كنا نتفهمها ونقدرها ولكن لا نجد الظرف الفعلي ملائما لها".

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قال في مؤتمر صحفي عقده أمس في بغداد إن استقلال كوردستان لن يصب في مصلحة الجميع.

ويقول المسؤولون الكورد إن تجربة الحكم في عراق ما بعد عام 2003 قد فشلت، وإن أفضل حل يقضي بتقسيمه إلى دولتين أو ثلاث دول متجاورة.