العبادي يقر بنفوذ ايران ويحذر من ضربات "الشيطان"

أقر زعيم ائتلاف النصر رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، بالتغلغل الايراني بسبب ضعف الحكومة العراقية بما يجعلها عرضة للتأثر بأي نفوذ من خارج الحدود.

اربيل (كوردستان 24)- أقر زعيم ائتلاف النصر رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، بالتغلغل الايراني بسبب ضعف الحكومة العراقية بما يجعلها عرضة للتأثر بأي نفوذ من خارج الحدود، وقال إن أي ضربات اسرائيلية محتملة داخل العراق ستكون بمثابة "حماقة".

وسبق أن المح العبادي بان ايران لعبت دوراً في منع فوزه بولاية ثانية بسبب مواقفه التي بدا فيها وكأنه يميل الى الغرب وواشنطن وخصوصاً فيما يتصل بالعقوبات الامريكية. وبخلاف توقعاته، حل العبادي في المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

النفوذ الايراني

قال العبادي في مقابلة مع تلفزيون (روسيا اليوم) المملوك للدولة يوم السبت، إن معظم الدول تبحث عن مصالحها في العراق ولكن يتعين ان يبحث العراقيون عن مصالحهم اولاً.

وتابع "يجب أن نبحث عن مصالح مشتركة بيننا وبينهم".

وعندما سُئل عن النفوذ الإيراني، اقر العبادي بذلك قائلا "نعم هناك نفوذ (ايراني) ونفوذ لعدة دول في العراق" معرباً عن "الأسى" جراء ذلك.

وأضاف "اما اجهزة تعمل سواء من قبل الولايات المتحدة او من قبل ايران او من قبل السعودية او أي دولة اخرى في التأثير (على) تشكيل الحكومة العراقية فهذا يجب ان يُرفض رفضا قاطعاً".

وأشار الى أن هذه "الاجهزة التي تعمل على التأثير في تشكيل الحكومة العراقية" ليس لها أي نفوذ داخل حكوماتها وهي "لا تستطيع ان تؤثر على اختيار الادارة الامريكية او الحكومة الايرانية او الحكومة السعودية، فلماذا لها هذا النفوذ في داخل العراق؟"

ومضى يقول "هذا نتيجة ضعفنا. نتيجة الصراع، وتقديم المصالح الخاصة على المصالح الشعبية والعامة".

الحشد الشعبي

قال العبادي إن مرجع الشيعة الاعلى في العراق علي السيستاني عندما اصدر فتواه الشهيرة عام 2014 لوقف زحف داعش صوب بغداد فأنه لم يكن يعني تشكيل الحشد الشعبي، إنما دعا العراقيين الى التطوع للدفاع عن بلدهم ودعاهم ليقاتلوا تحت قيادة الدولة وليس خارجها.

ولفت الى أن السيستاني في خطب صلاة الجمعة، التي يتلوها ممثلوه، لم يتطرق قط الى مسمى الحشد الشعبي بل كان يسميهم "متطوعين".

وقال إن المرجعية لا تملك أي سلطة على الحشد الشعبي باعتباره اصبح شأناً حكومياً بعدما اقر البرلمان قانوناً اضفى خلاله الشرعية على فصائل الحشد ضمن اجهزة الدولة.

مصير الحشد الشعبي

اعتمدت القوات العراقية على الحشد الشعبي في طرد داعش من المناطق التي سيطر عليها عام 2014 بعد فرار الجيش والشرطة من تلك المناطق لاسيما الموصل.

وأقر البرلمان العراقي قانونا عام 2016 لإدماج قوات الحشد الشعبي في أجهزة الدولة على أن تكون القوات تحت سلطة رئيس الوزراء مباشرة.

وقال العبادي إن الحشد الشعبي يجب ان يكون خاضعا للدولة ولا أن تكون الحكومة خاضعة له، لأنه إذا خرج عن قيادة الدولة فهذا سيعتبر "تمرداً عسكرياً خطيراً".

ولإيران دور واضح في تنسيق قيادة قوات الحشد الشعبي التي تلتقي كثيرا بقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وتستشيره.

اسرائيل

تطرق العبادي في مقابلته المسجلة عبر الاقمار الاصطناعية الى التهديدات الاسرائيلية بقصف "اهداف ايرانية" في العراق، قائلا إن ايران لا تحتفظ بأي قواعد او قوات في الاراضي العراقية.

ووصف رئيس الوزراء السابق محاولات اسرائيل بشن ضربات داخل العراق بأنها "حماقة" وستدفع العراقيين الى الوقوف "بصف واحد" في مواجهة أي "عدوان على اراضيهم".

ولفت العبادي الى ان ايران لديها "اعداد محدودة" من المستشارين وهم لا يقومون بأي عمل قتالي مثلما هو الحال بالنسبة للعسكريين من التحالف الدولي.

وعما اُشيع عن زيارات وفود عراقية الى اسرائيل، قال العبادي إنه يتعين التحقق من الأمر، إلا انه لم يستبعد حصول مثل تلك الزيارات.

واعتبر العبادي أي زيارة يقوم بها عراقيون الى اسرائيل بأنها انضمام "الى الشيطان".

ووصل عدد العسكريين من التحالف الدولي في ذروة الحرب ضد تنظيم داعش الى نحو 10 آلاف، اكثر من نصفهم امريكيون، وهو ما اكده العبادي.

وقال إن الذي حقق النصر على الارض هم العراقيون، وان الامريكيين وأعضاء التحالف الدولي قدموا المساعدة الجوية والإسناد والمشورة.