بعد أسابيع من القصف والقتال.. الهدنة المنتظرة دخلت حيز التنفيذ

أربيل (كوردستان24)- بدأ رسميا اليوم الجمعة عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي  سريان هدنة من أربعة أيام بين إسرائيل وحماس للسماح بالافراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين.

وأتت هذه " الهدنة الإنسانية" التي توسطت في إطارها قطر ومصر والولايات المتحدة، في اليوم التاسع والأربعين للحرب بين إسرائيل وحماس. وينتظر الافراج عن الدفعة الأولى من الرهائن 13 امرأة وطفلا قرابة الساعة 16,00 (14,00 ت غ). وسيفرج عن 50 رهينة في مقابل 150 معتقلا فلسطينيا على دفعات خلال مدة الهدنة.

استفاق قطاع غزة على مشهد مختلف؛ بلا قصف ولا استهداف، مع بدء سريان هدنة طال انتظارها بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية اليوم الجمعة، وسط آمال بأن تكون مقدمة لإنهاء حرب بدأت قبل شهر ونصف الشهر، وثارت شكوك حول قدرة الوسطاء على إنهائها.

ويُنتظر أن تمنح الهدنة أهل غزة فرصة لالتقاط الأنفاس ولملمة الجراح التي أحدثها القصف الإسرائيلي المتواصل يومياً على مدى 48 يوماً، والذي لم يتح لهم فرصة دفن موتاهم الذين ضاقت بهم المستشفيات والشوارع فاضطر ذووهم لمواراتهم الثرى في مقابر جماعية.

تمنح الهدنة هؤلاء أيضاً تدفقاً معقولاً للمساعدات، بما فيها الوقود، من خلال السماح بدخول 200 شاحنة تقريباً كل يوم، وهو معدل يقترب من نصف ما كان يدخل القطاع قبل السابع من أكتوبر.

حتى الشمال، الذي نال النصيب الأكبر من الدمار منذ اندلاع القتال في السابع من أكتوبر الماضي، وجد سكانه الذين يُقدر عددهم بنحو نصف مليون يتحدون آلة القصف الإسرائيلية أنفسهم فجأة أمام هدوء لم يعرفوه منذ أسابيع بعد أن توقف الجيش الإسرائيلي عن الضرب.

وألقت طائرات حربية إسرائيلية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالا، وكتب فيها "الحرب لم تنته بعد" و"العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدا".

في غضون ذلك، يترقب الجميع ظهور أول مجموعة من المحتجزين الإسرائيليين في إطار عملية التبادل بين إسرائيل وحماس، وسيتولى الصليب الأحمر نقل الذين ستفرج عنهم حركة حماس إلى السلطات المصرية عند معبر رفح الحدودي، وتنقلهم الأخيرة إلى الجانب الإسرائيلي عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، الذي يبعد 13 كيلومتراً عن معبر رفح.

ويُذكرأنه في فجر الأربعاء الماضي، كان قد أُعلن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية تطلق الحركة بموجبه 50 رهينة ممن احتجزتهم خلال هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول أكتوبر، وتفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، على أن تسري هدنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة.

ونقلت حماس إلى قطاع غزة إبان الهجوم نحو 240 شخصاً، بينهم أجانب وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

ووفق آخر حصيلة صادرة عن حماس، قُتل أكثر من 14 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين في عمليات القصف الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول أكتوبر.

كذلك، أسفر هجوم حماس عن مقتل 1200 شخص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.