سامان شالي: خطاب رئيس حكومة إقليم كوردستان قومي ويسعى لترتيب البيت الكوردي

أربيل (كوردستان24)- أشار المحلل السياسي سامان شالي، إلى خطاب رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، بأنه خطاب قومي ويسعى إلى ترتيب الكوردي، وقال: "إقليم كوردستان يخطو نحو الأمام ليصبح ركيزة وصفحة جديدة نحو ترتيب البيت الكوردي".

وقال شالي، لـ كوردستان24، إن "خطاب رئيس وزراء إقليم كوردستان، الذي ألقاه مساء الثلاثاء 26 آذار 2024، جاء بتقديم المصلحة الوطنية والقومية العليا، على المصالح الحزبية والشخصية".

وأضاف، "لو أصبح خطاب رئيس الحكومة أساساً، بإمكان إقليم كوردستان، عبور هذه المرحلة التي يتعرض خلالها لأزمات مفتعلة، ليقف من جديد على قدميه".

وتوقع شالي، أن خطاب مسرور بارزاني يدور حول قرار مجلس وزراء الإقليم في اجتماع الأربعاء 27 آذار، حول الرواتب ومصادقة مشروع حسابي من قبل الحكومة الاتحادية".

وتابع، "حل مشكلة الرواتب، سيجعل من شعب كوردستان، يلتف أكثر حول حكومته للدفاع عن حقوقه الدستورية واستحصالها".

وشارك رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مساء الثلاثاء 26 آذار (مارس) 2024، في مأدبة إفطار رمضانية جمعته مع عدد من المواطنين في أحد مساجد أربيل.

وقبيل موعد الإفطار، تحدث رئيس الحكومة في كلمة له، عن الوضع الحالي في إقليم كوردستان، وأعرب عن خالص شكره للمواطنين على صمودهم وصبرهم ودعمهم وثقتهم بحكومتهم، لا سيّما وهم يواجهون مختلف المسببات الرامية لعرقلة إرسال رواتبهم.

كما طمأن رئيس الحكومة المواطنين بشأن مسألة الرواتب، وأكد على التزام حكومة الإقليم بمعالجة هذه القضية مع الحكومة الاتحادية، وصولاً إلى حل يصب في مصلحة شعب كوردستان والعراق بأكمله، من دون أن نتنازل عن أي من حقوقنا الدستورية.

كذلك أشار إلى وجود مخططات عديدة تهدف لتقويض كيان إقليم كوردستان بشتى الوسائل، وأعرب عن أسفه لوجود نظرات حاقدة تجاه إقليم كوردستان، مبيناً أن ما يزيد الأمر سوءاً هو من يدعم هذه النظرة الشوفينية من داخل الإقليم، للنيل من كيان الإقليم ومنجزاته.

وأكد أن إنشاء إقليم كوردستان لم يكن هبة أو مكرمة، بل ثمرة لنضال طويل بذل فيه الشهداء دماءهم والتضحيات الجسام.

موضحاً أن الدستور يحدد حقوق الإقليم وواجباته، ولم نتردد في الوفاء بالتزاماتنا على الرغم من انتهاك الكثير من حقوقنا، وخرق ما نصّ عليه الدستور.

وأشار إلى أن جبهة الدفاع عن تجربة إقليم كوردستان واحترام دماء الشهداء وسنوات النضال أوسع بكثير من الذين يحصرون مشاكل الإقليم وقضية شعب كوردستان فقط في موضوع الرواتب، مشدداً على ضرورة حماية تجربة الإقليم ونضال من ضحى بدمائه من أجلها.

ودعا رئيس الحكومة جميع الأطراف السياسية الكوردستانية إلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والحزبية.

وشدد على ضرورة العمل على خدمة المواطنين دون تمييز، بما يصون حقوقهم ويحافظ على التآخي بين المكونات والقومية المتعايشة في كوردستان والعراق.

وعبّر عن خالص شكره وتقديره لكل من ساند شعب كوردستان ونصر الحقائق، في بغداد ومختلف أنحاء العراق، مؤكداً أن دعمهم يمثل دعماً للحقوق الدستورية لجميع العراقيين دون استثناء.

وبيّن رئيس الحكومة على أنّ العراق بلد غنيٌّ، إلا أن ثرواته وموارده لم تدر بالشكل الأمثل، وأنه بإمكان البلاد أن تصبح من أفضل دول الشرق الأوسط لو أديرت ثرواتها بكفاءة، وشدّد على أنّ تحقيق ذلك يتطلب العمل المشترك والاحترام المتبادل وتقبل الآخر.

وقال رئيس الحكومة إن إقليم كوردستان ينوي العيش معاً بسلام مع جميع إخوانه وأخواته في كل أنحاء العراق، ولا بّد من احترام حقوق جميع المكونات من أجل بناء بلد مزدهر ومتقدم.

وحثّ جميع الأطراف على توحيد الجهود تحت مظلة الهدف المقدس والمصلحة العليا للمواطنين وتأمين حقوقهم.

وأشار إلى أنّ المشكلة لا تقتصر على الرواتب فقط، بل هي قضية أمة وقضية أرض، وجدد التأكيد على عدم التنازل عن أي حق كفله الدستور لمواطني الإقليم.

وأوضح رئيس الحكومة أن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعه الأسبوعي يوم غد الأربعاء، وسيتخذ قراراً يصب في مصلحة المواطنين بمشاركة جميع الأطراف.