"ليمونة" يفجر أزمة بين الحكيم والخزعلي وتحركات عليا لنزع فتيلها

اسفر اغتيال مالك أحد اشهر المطاعم في بغداد عن توتر غير مسبوق بين زعيمي تيار الحكمة عمار الحكيم وعصائب اهل الحق قيس الخزعلي.

اربيل (كوردستان 24)- اسفر اغتيال مالك أحد اشهر المطاعم في بغداد عن توتر غير مسبوق بين زعيمي تيار الحكمة عمار الحكيم وعصائب اهل الحق قيس الخزعلي، في وقت حشّد فيه الجانبان لتنظيم احتجاجين متضادين في بغداد على خلفية الأزمة التي فجرها الإعلام.

ويوم الخميس، اُغتيل مالك مطعم ليمونة عماد جبار في مدينة الصدر شرقي بغداد بواسطة سلاح مزود بكاتم للصوت. وصاحب المطعم مؤيد لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي تحالف مع الحكيم ضمن تحالف الإصلاح بعد انتخابات 12 أيار مايو.

وذكر تلفزيون الفرات، الذي يملكه الحكيم، أن قوات الأمن اعتقلت منفذ عملية الاغتيال "وثبت" انتماءه لعصائب اهل الحق من خلال هوياته التعريفية.

ولم يكشف تلفزيون الفرات، ومقره بغداد، عن هوية المتهم ولا صورته، لكنه نشر ذلك بشكل عاجل، مما اغضب عصائب اهل الحق.

الحشد الشعبي

قال قيس الخزعلي على حسابه في تويتر "منتهى الدناءة التي يمكن أن يصل اليها إنسان هو ان يتهم الآخرين زورا وبهتانا إذا اختلفوا معه، إلا إذا كان مأجوراً فانه يكون معذوراً لأنه سيكون عميلا".

والخلاف بين الحكيم والخزعلي ليس جديداً، وبدأ على خلفية ملف محافظ البصرة السابق ماجد النصراوي الذي اثيرت حوله ملفات فساد. لكن التوتر الحالي هو الأشد.

وقال نواب يمثلون عصائب أهل الحق إن اتهام قناة الفرات لهم "ينال" من الحشد الشعبي. ورفضت وسائل إعلام تابعة للحكيم ذلك وحشدت لمظاهرة.

تحشيد لمظاهرات

قال تلفزيون الفرات إن مظاهرة ستنطلق في وقت لاحق من السبت "للدفاع عن قدسية الحشد الشعبي وللتنديد باستغلال اسمه للتغطية عن جرائم الاغتيال والسرقة".

واستمر التراشق الإعلامي الحاد بين اعضاء تيار الحكيم وبين مؤيدي عصائب اهل الحق قبل أن يتدخل قادة عراقيون للتهدئة بين الجانبين.

تحركات للتهدئة

قال مصدر سياسي على صلة بالحكومة لكوردستان 24 "الآن تجري اتصالات على اعلى المستويات مع السيد الحكيم والشيخ الخزعلي" لنزع فتيل الأزمة.

وأضاف أن الرئيس العراقي برهم صالح تحرك على هذا الملف وتبعه قادة آخرون، مشيراً الى أن الاحتجاجات قد تتأجل على خلفية ذلك.

وتابع "الكل يدرك خطورة الموقف.. أي شرارة قد تحرق الشارع".

ودعت هيئة الاعلام والاتصالات في بيان وسائل الإعلام المنخرطة في هذا التوتر "الى الكف عن لغة التشهير وتبادل الاتهامات عبر منصاتها الاعلامية".

قادة الحشد يجتمعون

وعقد قادة الحشد الشعبي اجتماعاً في مكتب الخزعلي لبحث الأزمة. وضم الاجتماع زعيم منظمة بدر هادي العامري ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي فضلاً عن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي جمال جعفر آل ابراهيم المشهور بابو مهدي المهندس.

وقال المجتمعون في بيان مشترك إن هناك مشاريع استهداف ممنهج للحشد الشعبي تقوم بها "جهة سياسية معروفة تمتلك فضائية وجيوشا إلكترونية" في اشارة الى تيار الحكيم وقناته التلفزيونية وأنصاره على الانترنت.

ودعا البيان تيار الحكمة إلى التوقف عن سياسته "فوراً"، كما طالب بإعطاء فرصة لمبادرة رئيس البلاد وإجراء التحقيق فيما حدث بالضبط.

ودعا البيان جمهوره إلى الهدوء وتأجيل المظاهرات التي كان من المقرر أن تنطلق اليوم لحين ظهور "تغيير فعلي" بشأن سياسة استهداف الحشد الشعبي.

تهدئة

كشف صلاح العرباوي مدير المكتب الخاص لعمار الحكيم عن بوادر جدية للتهدئة، وقال على حسابه في تويتر "إن الأمور تتجه للحل، والعقلاء أكبر من المشاكل".

وبعدها، كتب سند الحمداني، وهو مدير قناة العهد التي يملكها الخزعلي، "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" في إشارة واضحة الى اتجاه الازمة الى التهدئة.