الكاظمي "يراقص الثعابين" من لندن: ملزمٌ بقيادة دراجة على حبل بين بنايتين

قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إنه مجبر على تحقيق "توازن مستحيل" بين الولايات المتحدة وإيران، ودعا أوروبا إلى مساعدة اقتصاد بلاده المثقل بالديون.

أربيل (كوردستان 24)- قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إنه مجبر على تحقيق "توازن مستحيل" بين الولايات المتحدة وإيران، ودعا أوروبا إلى مساعدة اقتصاد بلاده المثقل بالديون.

وتولى الكاظمي منصبه رسمياً في أيار مايو بعد احتجاجات غير مسبوقة ضد الفساد، ووعد بإجراء انتخابات مبكرة وتحسين الأمن ومنع انهيار الاقتصاد العراقي الذي يعتمد على النفط كلياً.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية فقد أجرى الكاظمي، منذ أن شغل منصبه، تغييرات طفيفة شملت عدداً من المسؤولين الموظفين في بعض المؤسسات الأمنية والاقتصادية.

وفي إفادة صحفية بعد لقائه نظيره البريطاني بوريس جونسون خلال زيارته إلى لندن، تعهد الكاظمي بإن تجرى الانتخابات التشريعية العراقية في موعدها في 6 حزيران يونيو 2021، وقال "موعد الانتخابات لا جدال فيه ونحن ملتزمون به".

ويتهم البعض رئيس الوزراء العراقي بأنه يتحرك بحذر، بيد أنه أبلغ الصحفيين أن الصبر أفضل من الانجرار إلى الفوضى الدموية والحرب الأهلية، وأردف قائلا "ألف عام من النقاش أفضل من لحظة لتبادل إطلاق النار".

وتقول صحيفة الغارديان إن الكاظمي يحاول البقاء في "منطقة وسطى" بين الولايات المتحدة وإيران، وهما البلدان اللذان يتصارعان على النفوذ داخل العراق.

ونقلت الصحيفة عن الكاظمي قوله "أنا (أقف) على حبل بين بنايتين شاهقتين، لستُ مطالباً بالسير على الحبل، بل أن أقود دراجة على الحبل".

وتابع "أرقصُ بشكل يومي مع الثعابين، لكن أبحث عن مزمار للسيطرة على الثعابين".

وتصاعدت المخاوف من أن يصبح العراق مسرحاً لمواجهة بين أمريكا وإيران قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ولا سيما بعد أن خفضت واشنطن عدد قواتها، وهددت الشهر الماضي بإغلاق سفارتها ما لم تكبح الحكومة العراقية الميليشيات المدعومة إيرانياً.

وتعهدت تلك الميليشيات بوقف قصفها على المصالح الأمريكية، لكنها اشترطت أن تضع الحكومة جدولاً زمنياً لسحب الجيش الأمريكي.

وقال الكاظمي إنه سيواجه "مفاوضات دقيقة" بعد الانتخابات الأمريكية إزاء انسحاب باقي القوات الأمريكية ومدة بقائها بعد إعادة انتشارها، مضيفاً "الجميع يبحث عن فرصة للحوار ونحن نبحث عن فرصة لتجاوز هذه القضية الحساسة وتداعياتها، أياً كان من في البيت الأبيض".

وأشار الكاظمي إلى أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديداً للعراق، كما جدد تعهده بإخضاع الفصائل المدعومة من إيران تحت سيطرة الحكومة، وقال للصحفيين "لن يُسمح بأي سلاح خارج سيطرة الدولة".

وأحرق أنصار الحشد الشعبي، قبل أيام قليلة، مبنى فرع الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد، كما قُتل ثمانية مدنيين في محافظة صلاح الدين برصاص ميليشيات موالية لطهران، وفقاً لصحيفة الغارديان.

وتشير الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت القوات الأمنية ستخضع تلك الميليشيات، ومنها عصائب أهل الحق، تحت سيطرتها، أو أن بسط سيطرة الدولة لن يكون سوى أسمي.