دولة عظمى ترد على رافضي الاستفتاء بصفقات كبرى

ذكرت مصادر نفطية أن روسيا هي القوة الكبرى الوحيدة التي لم تطالب اقليم كوردستان بإلغاء استفتاء الاستقلال المقرر الاسبوع المقبل.

اربيل (كوردستان 24)- ذكرت مصادر نفطية أن روسيا هي القوة الكبرى الوحيدة التي لم تطالب اقليم كوردستان بإلغاء استفتاء الاستقلال المقرر الاسبوع المقبل.

وبحسب تقرير لرويترز فان روسيا بدل ذلك تحولت على نحو سريع لتصبح الممول الأكبر لصفقات النفط والغاز الكوردية مع تعهدات تصل إلى أربعة مليارات دولار في أقل من عام.

ويأتي هذا في الوقت الذي يعتزم اقليم كوردستان اجراء استفتاء على استقلاله في 25 من الشهر الجاري على رغم من اعتراض عواصم مجاورة وأخرى اقليمية ودولية لاسيما واشنطن.

لكن موسكو لم تصدر دعوات من هذا القبيل، وبدلا من ذلك أعلنت شركة روسنفت عملاق النفط الروسي قبل الاستفتاء بأيام عن أحدث استثماراتها في الأسبوع الماضي وذلك لمساعدة إقليم كوردستان على تطوير صناعة الغاز الطبيعي للإمدادات المحلية وللتصدير فيما بعد.

وتقول مصادر مطلعة إن الصفقة تتجاوز المليار دولار في اطار ثالث مشروع عملاق لروسنفت في إقليم كوردستان منذ شباط فبراير الماضي.

رئيس حكومة كوردستان نيجيرفان بارزاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء سابق - صورة ارشيفية
رئيس حكومة كوردستان نيجيرفان بارزاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء سابق - صورة ارشيفية

وتقول المصادر إن الاستثمارات الروسية ستحول موسكو من دخيل ليس له تأثير يذكر في كوردستان إلى أكبر مصدر للسيولة المالية للإقليم.

وتبلغ صفقات روسنفت في كوردستان منذ وصولها إلى الإقليم في كانون الأول ديسمبر الماضي نحو أربعة مليارات دولار وفقا للمصادر ذاتها.

وتمثل هذه الصفقات تحولا كبيرا لإقليم كوردستان الذي ربطته علاقات وثيقة بواشنطن منذ تسعينيات القرن الماضي.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر رفيع في أربيل قوله إن "موسكو تعمل فعليا على سد الفجوة مع تراجع الولايات المتحدة في العراق".

وتقول موسكو في العلن إنها تؤيد وحدة أراضي العراق غير أنها تعترف في الوقت نفسه بطموحات الكورد لأن يكون لهم وطنهم الخاص.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - صورة ارشيفية
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - صورة ارشيفية

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "نحن مهتمون بأن يحقق الشعب الكوردي مثل أي شعب آخر على هذا الكوكب آماله وطموحاته. ونحن ننطلق من حقيقة أن من الضروري تحقيق الطموحات المشروعة للكورد، مثل الشعوب الأخرى، في إطار الأعراف القانونية الدولية المعمول بها".

إلا أن موسكو على النقيض من القوى الأخرى تحاشت إصدار رأي في قانونية إجراء الاستفتاء نفسه أو في الحكمة من ورائه، حيث قالت وزارة الخارجية إنها ليس لديها ما تضيفه لما أدلى به لافروف من تعليقات في هذه المسألة.

وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني هوشيار زيباري إن "الموقف الروسي هو: دعونا ننتظر لنرى نتيجة الاستفتاء".

وتابع "يبدو أنهم يتفهمون وضعنا".

وقال مصدر دبلوماسي إن الكورد اهتموا في حزيران يونيو الماضي عندما أشار لافروف لوفد كوردي في اجتماع بمدينة سان بطرسبرج إلى أن روسيا لن تعارض الاستفتاء.

وقال المصدر الذي شارك في الاجتماع على هامش المنتدى الاقتصادي الذي عقدته روسيا في سان بطرسبرغ "خلال اجتماعات سابقة كان لافروف يركز دائما على وحدة أراضي العراق".

وتابع قائلا "أما هذه المرة فقد قال إن روسيا تتفهم طموحات الشعب الكوردي للاستقلال. ورغم أنه أضاف أن من الضروري أن يتم ذلك بحرص فقد كانت تلك رسالة كبيرة".

وفي نفس الوقت الذي تم فيه هذا الاجتماع تقريبا كانت روسنفت توقع ثاني اتفاقاتها الثلاثة هذا العام لاستثمارات نفطية كبرى مع اقليم كوردستان.

وبعد ذلك بأيام أعلن الاقليم موعد إجراء الاستفتاء.

يقدر إقليم كوردستان أن لديه احتياطيات قابلة للاستخراج قدرها 45 مليار برميل من النفط و5.66 تريليون متر مكعب من الغاز وهي احتياطيات مرشحة للزيادة مع التنقيب والاستكشاف.

يقدر إقليم كوردستان أن لديه احتياطيات قابلة للاستخراج قدرها 45 مليار برميل من النفط و5.66 تريليون متر مكعب من الغاز
يقدر إقليم كوردستان أن لديه احتياطيات قابلة للاستخراج قدرها 45 مليار برميل من النفط و5.66 تريليون متر مكعب من الغاز

وبالنسبة لروسنفت، التي يديرها إيجور سيتشن الحليف المقرب للرئيس فلاديمير بوتين، فقد تمثل مصدرا رخيصا لإمدادات الخام لمصافي التكرير في أوروبا ودفعة كبرى لطموح الشركة في مجال الغاز.

وفي شباط فبراير 2017 عززت روسنفت تعاونها بالموافقة على إقراض الإقليم 1.2 مليار دولار لتصبح أول شركة نفط أجنبية كبرى تتعهد علانية بالتمويل المسبق للصادرات الكوردية.

ووصف آشتي هورامي وزير الثروات الطبيعية في كوردستان الاتفاق بأنه اتفاق رائد للإقليم من شأنه أن يساعد في استقلاله الاقتصادي وهو شرط حاسم للسعي إلى الاستقلال السياسي.

اجتماع مع روسنفت - صورة ارشيفية
اجتماع مع روسنفت - صورة ارشيفية

وأصبحت روسيا أكبر ممول منفرد للكورد باتفاقها التالي في حزيران يونيو من هذا العام لإقراض أموال والمساعدة في البحث عن المزيد من النفط مما أوصل استثماراتها الإجمالية إلى نحو 2.8 مليار دولار.

وقالت روسنفت إن تعهد روسيا هذا الأسبوع باستثمار أكثر من مليار دولار في البنية التحتية للغاز في كوردستان من شأنه أن يساعد الإقليم في أن يصبح يوما ما مصدرا كبيرا للغاز إلى تركيا وأوروبا.

وقال ميخائيل ليونتيف المتحدث باسم روسنفت هذا الأسبوع "إجراء استفتاء لن يؤثر على عملنا. لدينا أعمال في إقليم شبه مستقل في العراق معترف به بحكم القانون... هذا المكان تديره كوردستان وشعب كوردستان... ولذلك لا نعتقد أننا بصدد الشروع في مغامرة".

كان اقليم كوردستان رفض مؤخرا عددا من المقترحات والمطالب لتأجيل الاستفتاء الذي سيشمل مدن الاقليم كافة فضلا عن المناطق المتنازع عليها.

وحتى الآن لا توجد أي اشارة محتملة من جانب الكورد على تأجيل الاستفتاء الذي يسعون لجعله نواة نحو تشكيل دولة مستقلة انتظرها كثيرون لعقود خلت.