قراءة في رواية "هروب نحو القمة "

قدم الباحث الكوردي طه خلو قراءة في رواية "الهروب نحو القمة" لكاتبها الإعلامي أحمد زاويتي، والتي تقارب الهجرة المليونية للكورد العراقيين في تسعينيات القرن الماضي.

اربيل (كوردستان 24)- قدم الباحث الكوردي طه خلو قراءة في رواية "الهروب نحو القمة" لكاتبها الإعلامي أحمد زاويتي، والتي تقارب الهجرة المليونية للكورد العراقيين في تسعينيات القرن الماضي.

ويقول خلو ان الرواية "تطرح التراجيديا الكوردية الحزينة في رحلة هروب كرد العراق المليئة بالأنين والفاجعة، عن هذه التراجيدية الكردية الحزينة ، من ألة القمع الصدامية بعد انتفاضة أبنائه على هذا النظام ربيع  عام 1991 عبر الحدود الجبلية بين كردستان العراق وكردستان تركيا".

ويشير خلو الى أن الرواية تسرد حكاية أبطالها كثر، عائلة كاملة، "رحلة كان ابطالها كثر ولكنه اختزلها بأكثر القصص مأساوية وهي قصة الشاب أوميد الذي دفن عائلته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين  في وديان وجبال كردستان اثناء هذه الرحلة"

وتشعل الرواية دواخل خلو في قراءته لتحرك ذكرياته وأحداثا سمعها هو الآخر عن هول الألم الذي حوته رحلة النزوح الكوردية قبل نحو ثلاثة عقود.

ويقول "وأنا أقرأ هذه المأساة تذكرت سنة دراستي الأولى بمصر سنة 2005 واستضافتي لعائلة من  مدينة دهوك الكردية جاؤوا الى مصر بغرض علاج يد ابنتهم التي أصيبت بعاهة مستديمة اثناء النزوح المليوني ، لم أكن أتوقع هول الفاجعة ، إلا بعد قراءتي لهذه الرواية التي جعلتني كالطفل الذي يبكي اهله في ليل القاهرة الطويل ، أمام مصيبة شعب يريد الحرية والخلاص وأمام هذه الرحلة التي دفنت فيه أجساد أطفال وشيوخ ونساء ورجال" .

لكن الأحداث الحزينة للرواية تذكر خلو بآلام شعبه في جزء آخر من الوطن ليحدث مقارنة عفوية بين سرد زاويتي لمحن كورد جنوب كوردستان، وسرد الكاتب الكوردي السوري سليم بركات عن ممارسات سلطة البعث ضد الكورد السوريين.

كما أن بوصلة الألم وجهت الباحث الى سوريا كوطن فيقول "هي نوستالوجية وسيرة الحنين الى الوطن والعذاب كرواية القوقعة للكاتب السوري "مصطفى خليفة والذي تحدث عن نظام البعث السوري شقيق البعث العراقي في الاجرام في سجن تدمر العسكري، أما الزاويتي فيتكلم عن السجن الكبير لكرد العراق في مناطق تواجده وككتاب السيرتان للكاتب الكردي السوري سليم بركات  الذي تحدث عن ممارسات الحكومات المتعاقبة على كرد سوريا" .

ويؤكد خلو على أن الزاويتي "سرد من خلال هذه الرواية وبإسلوب فني جميل  جغرافية كردستان الجبلية الوعرة، وطبيعة المجتمع الكردي بعاداته وتقاليده وأعرافه ومناسباته وفلكلوره بموسيقاه وفنه ، وواقع التعليم في كردستان العراق وشرح مراحل الثورات الكردية وتواريخه ليعطي للقارئ غير الكردي  موجزاً بسيطاً مكتملاً لنضال الكرد ضد مغتصبي أراضيه وما وقع عليهم من هزائم وانكسارات ومآسي ، لم تخلو الرواية من قصص الحب والعشق والنقلة النوعية لكردستان العراق في تغيير بالبنة التحتية بعد سنة 1991 من حيث النهوض العمراني والعلمي  بالرغم من فداحة المصيبة" .

والرواية التي "اسماها الزاويتي بقصة عشقي الحقيقي ، العشق الذي أبقاه طيلة ستة وعشرين عاما في قلبه ليخرج بعذاباته وآهاته عبر هذه التراجيدية كما اسماها".

ويربط خلو بين الرواية وبين مصير شعب كوردستان الى حد التماه فيؤكد أن الهروب نحو القمة هو محصلة سيرة شعب كردستان نحو الاستقلال حيث اختتمها الزاويتي بالنشيد القومي الكردي " أي رقيب " والذي قال فيه  ترى  كم من الرجال قضو في سبيل هذا الحلم وترديد هذا النشيد.