نيجيرفان بارزاني: بغداد تسعى لإلغاء كوردستان ولا تريد حوارا

قال رئيس حكومة اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الاثنين إن الحكومة العراقية تسعى عبر قراراتها "غير الدستورية" الى الغاء الكيان الدستوري للإقليم.

اربيل (كوردستان 24)- قال رئيس حكومة اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الاثنين إن الحكومة العراقية تسعى عبر قراراتها "غير الدستورية" الى الغاء الكيان الدستوري للإقليم، مشيرا في الوقت نفسه الى أن اربيل مستعدة للحوار لكن بغداد لا تبدو كذلك.

وتأتي تصريحات بارزاني بعد مرور وقت قصير من تصريح للمتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي قال فيه إن بغداد "تحترم" اقليم كوردستان ككيان اقره الدستور العراقي المعتمد منذ عام 2005 وإنها لا تنوي التعامل مع محافظاته بصورة مباشرة.

وقال بارزاني في مؤتمر صحفي عقده باربيل إن الحكومة العراقية اصدرت حزمة قرارات "غير دستورية" وتهدف في الاساس الى الغاء الكيان الدستوري للإقليم.

وتنص المادة 117 من الدستور العراقي، على الاعتراف بإقليم كوردستان إلى جانب سلطاته القائمة إقليما اتحاديا.

وأضاف بارزاني ان اقليم كوردستان لا يسعى للقطيعة مع بغداد بل يريد حل القضايا الخلافية بالحوار واستنادا الى الدستور لكن الحكومة العراقية لا تعطي أي مؤشر على اجراء حوار.

وتصاعدت حدة الخلافات- الموجودة اصلا- بين بغداد واربيل منذ اجراء استفتاء قبل شهرين حظي بتأييد الاغلبية الكاسحة للاستقلال عن العراق.

وبعد استفتاء الاستقلال اتخذت بغداد سلسلة اجراءات عقابية ضد الاقليم في تحرك وصفه قادة كورد بأنه معد مسبقا، حيث سيطرت على معظم المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك وحظرت التعاملات التجارية ومنعت حركة الطيران الدولي بمطارات الاقليم.

ويريد مسؤولو العراق الغاء نتائج التصويت قبل الدخول بأي حوار لكن اربيل تعتبر الغاء اصوات نحو ثلاثة ملايين شخص عبروا عن طموحهم امرا مستحيلا.

وقال رئيس الحكومة في كوردستان إن قرارات بغداد تشكل خطرا على الشعب، ولفت الى ان الحكومة العراقية تتعامل بانتقائية مع بنود الدستور.

ومضى يقول "هم يطبقون المواد الدستورية التي تصب في صالحهم لكنهم لا يعملون بنفس الامر مع البنود التي لا تخدمهم... انهم لا يؤمنون بالدستور".

وفي احدث قرارات بغداد الغى التلفزيون العراقي الرسمي مديريته في كوردستان واستبدلها بثلاثة اقسام موزعة على اربيل والسليمانية ودهوك. ويعني القرار الأخير ان التلفزيون المملوك للدولة يريد التعامل مع مكاتبه مثلما يحدث في محافظات العراق.

وتحدث بارزاني عن ذلك وقال إن قرار التلفزيون الرسمي مؤشر الى ان بغداد تريد التعامل مع اقليم كوردستان كمحافظات وليس ككيان.

وقال "نحن لا نقبل بالتعامل معنا على هذا الأساس".

وقطعت بغداد حصة كوردستان من الموازنة منذ نحو ثلاث سنوات كما تتحرك الآن لإقرار موازنة العام المقبل بنسبة تصل الى 12 بالمئة بخلاف الحصة السابقة والبالغة 17 بالمئة.

وخلت مسودة الموازنة المالية للعراق 2018 من كلمة كوردستان واكتفى مشروع الموازنة بذكر عبارة المحافظات الشمالية الامر الذي اثار حفيظة الكورد.

وقال نيجيرفان بارزاني إن حكومته رصدت ملاحظات جمة على مشروع الموازنة وأرسلتها الى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وأوضح ان حصة الاقليم من الموازنة يتعين ان تكون 17 بالمئة وليس 12 بالمئة.

وتقول الحكومة العراقية إن الارقام في مسودة المشروع قابلة للتغيير.

وقال بارزاني "ارسلنا ملاحظاتنا الى بغداد... ولم نتلق أي رد".

وشدد رئيس الوزراء في الاقليم على ضرورة حل الخلافات مع بغداد بالحوار إلا انه اشار في الوقت ذاته الى عدم وجود أي موعد لبدء المفاوضات.

وانتقد المسؤول الكوردي بغداد لعدم ارسالها الدواء الكافي للإقليم في وقت يستضيف فيه مئات الالاف من النازحين العراقيين واللاجئين السوريين رغم الازمة المالية الخانقة.

وكرر نيجيرفان بارزاني ما يذكّر به المسؤولون الكورد في مناسبات كثيرة من ان الموصل لم تكن تتحرر بدون مشاركة قوات البيشمركة في المعارك.

ودعمت البيشمركة، القوات العراقية في معركة استعادة السيطرة على نينوى العام الماضي وهو اول تعاون بين الطرفين منذ نحو ربع قرن.