أحزاب كوردستان تسرع خطى الاستفتاء وكركوك تدخل على الخط بملفين

تجري الأحزاب الكوردية في إقليم كوردستان محادثات فيما بينها لدراسة استفتاء شعبي يتوقع إلى حد كبير أن يمهد لاستقلال الإقليم عن العراق، في وقت دخلت فيه محافظة كركوك على الخط ودعت المتباحثين الكورد لإشراكها في هذا الصدد.

اربيل (كوردستان24)- تجري الأحزاب الكوردية في إقليم كوردستان محادثات فيما بينها لدراسة استفتاء شعبي يتوقع إلى حد كبير أن يمهد لاستقلال الإقليم عن العراق، في وقت دخلت فيه محافظة كركوك على الخط ودعت المتباحثين الكورد لإشراكها في هذا الصدد.

واتفق الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني على ملف الاستفتاء، كما فاتح الحزبان بقية الأحزاب الأخرى بالموضوع، إلا انه ليس من الواضح بعد معرفة فيما لو كان استفتاء الاستقلال سيشمل سكان مدينة كركوك التي يصفها الكورد بقلب أو قدس كوردستان.

وتتمسك جميع الأحزاب الكوردية بموقفها من كركوك، وهي مدينة ذات يسكنها خليط من الكورد والتركمان والعرب، وتعد واحدة من أهم المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد.

ويقول المسؤولون الكورد إن استفتاء الاستقلال سيجرى على الأرجح في وقت لاحق من العام الجاري، وهو خطوة يريد الكورد اطلاع العالم من خلالها بجديته في تشكيل دولة مستقلة أسوة بشعوب المنطقة.

وقال مسؤول المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي الكوردستاني هادي علي في مؤتمر صحفي إن جميع الأحزاب الكوردية متفقة على إجراء الاستفتاء.

وفي العام الماضي، أجرى مسؤولون كورد في بغداد سلسلة مشاورات مع كبار المسؤولين العراقيين فيما يتصل بملف استقلال كوردستان، دون أن تسفر تلك المحادثات عن نتائج علنية.

وقال عضو الوفد المشترك للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني روز نوري شاويش للصحفيين إن وفدا كورديا سيزور بغداد مرة أخرى لبحث الملف مجددا.

كان رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني قال في مناسبات كثيرة إن استقلال الإقليم عن العراق حق طبيعي للكورد، إلا أن ذلك لن يتم إلا بالاتفاق مع بغداد.

ومنذ سنوات يطالب الكورد بإجراء استفتاء على استقلال الإقليم، في خطوة يقولون إنها ستضع حدا للعديد من الأزمات التي تعصف في العراق.

وأظهر آخر استطلاع أجرته الجامعة الأمريكية في كوردستان- دهوك بان أكثر من 84 بالمئة من الكورد الذين شملهم الاستبيان يؤيدون استقلال كوردستان عن العراق.

وشمل الاستطلاع الذي أعلنت نتائجه في آب أغسطس 2016، معظم المناطق المتنازع عليها بين كوردستان وبغداد، بما في ذلك كركوك.

ويريد المسؤولون المحليون الكورد في كركوك ان يتم اشراك المدينة باستفتاء استقلال كوردستان.

وقال محافظ كركوك نجم الدين كريم إنه يتعين على الأحزاب الكوردية في إقليم كوردستان إشراك المحافظة في المحادثات الجارية بشأن إجراء الاستفتاء.

وقال كريم في تصريح للصحفيين انه يجب إشراك كركوك في نقاشات الأحزاب والجهات في إقليم كوردستان بشأن إجراء الاستفتاء.

وقال كريم "كركوك جزء من كوردستان وعلى الأحزاب بحث الاستفتاء فيها بما ينسجم ما التعايش بين المكونات المختلفة فيها".

وطبقا للمادة 140 في الدستور الذي اقر عام 2005، كان يفترض البت في مستقبل كركوك، والمناطق المتنازع عليها الأخرى، على ثلاث مراحل.

وتشمل مراحل المادة الدستورية، تطبيع الأوضاع ثم الإحصاء على أن يتبع ذلك استفتاء بشأن عائديتها، ولم تنفذ الحكومة العراقية تلك البنود لاسيما الإحصاء والاستفتاء.

ويعتزم مجلس محافظ كركوك عقد جلسة يوم غد الثلاثاء لبحث إجراء استفتاء محلي لحسم مصير المدينة، على وقع مطالبات المحافظ بإشراك المحافظة في استفتاء استقلال كوردستان.

والملفان اللذان تريد كركوك طرحهما، يعدان ابرز ملفين سيحددان مستقبل المدينة التي تدار حاليا بما يشبه الإدارة المشتركة بين بغداد واربيل.

كانت قوات البيشمركة قد أبقت المدينة بعيدا عن خطر تنظيم داعش الذي احتل أجزاء من المحافظة لاسيما الحويجة والمناطق المحيطة بها وهي أراض مترامية تقطنها أغلبية عربية، وذلك في أعقاب سقوط الموصل وانسحاب الجيش من كركوك في منتصف عام 2014.