الرئيس بارزاني لساسة عراقيين: زمن التهديد انتهى

رفض رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني الأربعاء تصريحات لقادة عراقيين يرفضون فيها تطلعات الكورد في انشاء دولة مستقلة.

اربيل (كوردستان24)- انتقد رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني الأربعاء ساسة عراقيين بسبب تصريحاتهم المناوئة لتطلعات الكورد في إنشاء دولة مستقلة، قائلا إن زمن الوعيد انتهى وان العيش كجيران أفضل سبيل للعراقيين والكورد.

ويقول قادة عراقيون وبخاصة الشيعة منهم لاسيما التحالف الوطني الحاكم إن الاستفتاء الذي يعتزم الكورد إجراءه "غير دستوري"، وهو ما كرره رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في محافل كثيرة وآخرها في مؤتمره الصحفي يوم أمس.

وقرر إقليم كوردستان إجراء استفتاء على استقلاله في 25 أيلول سبتمبر ليشمل بذلك أيضا المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد بما فيها مدينة كركوك.

ويقول المسؤولون العراقيون إن الدستور الذي اقر في عام 2005 لم ينص على "تقرير المصير" لأي مجموعة عرقية أو قومية أو أثنية، لكن القادة الكورد يقولون إن الدستور ينص على أن الالتزام به يضمن بقاء العراق موحدا.

وقال بارزاني في بيان نشر على صفحته الرسمية في فيسبوك "كان من الأجدر على المسؤولين العراقيين التدقيق في محتوى ومواد الدستور العراقي، لأن ديباجة الدستور ‏تؤكد وبشكل واضح على أن الالتزام بالدستور العراقي يضمن بقاء العراق موحدا".

ولفت بارزاني إلى أن "عشرات من الأمثلة تؤكد على أن الحكومة العراقية لم تلتزم بالدستور الذي صوت عليه الشعب العراقي".

ومضى الزعيم الكوردي قائلا "على العكس مما جاء في هذه الوثيقة ‏لم يتم حفظ التوازن في الجيش العراقي، وتم تهميش الكورد ‏في حين أن قوات البيشمركة هي التي وضعت الأساس الاول لاعادة تشكيل للجيش العراقي بعد عام 2003".

وقال بارزاني إن بغداد "حاولت دوما تهميش الكورد وإلغاء ممثليات شعب كوردستان، ‏بالإضافة إلى الحصار المفروض على قوات البيشمركة من قبل الحكومة العراقية، في حين أنها تشكل جزءا مهما من المنظومة الدفاعية العراقية".

وأشار إلى أن الحكومة العراقية "أهملت وهمشت المادة 140 من الدستور العراقي والتنصل عن تكوين المجلس الاتحادي.. الذي يضمن التوافق والتوازن بين المكونات العراقية".

والمادة 140 من الدستور تنص على البت في المناطق المتنازع عليها عبر ثلاث مراحل تبدأ بالتطبيع ثم الإحصاء على أن يتبع ذلك استفتاء يحدد عائديتها سواء لإقليم كوردستان أو الحكومة العراقية.

وقال بارزاني إن العلاقة بين بغداد واربيل "وصلت الى قطع قوت هذا الشعب بجرة قلم واحدة، ‏ولم نر أي ادانة من الأطراف السياسية أو المراكز الدينية لهذا القرار اللا انساني واللا دستوري الذي يمنع الحليب عن اطفال كوردستان والذي يشكل خرقا واضحا للدستور".

وتساءل بالقول "‏بأي القوانين أو المواد الدستورية تريد الحكومة العراقية أن تتخذ إجراءات قانونية ضد شعب كوردستان؟"

ونوه بارزاني إلى أن الحكومة العراقية تجاوزت على مبدأ الشراكة وبدأت التحرك نحو مبدأ "الاغلبية السياسية" الذي يهدف لتهميش المكونات الأساسية الأخرى.

وقال "ومن هنا نعلنها للجميع، أن الاستفتاء هو حق طبيعي لشعب كوردستان وجميع شعوب العالم ويجب أن نمارس هذا الحق الطبيعي... إننا لن نتراجع عن هذا الحق وسوف يمارس شعب كوردستان هذا الحق بطريقة سلمية بعيدة عن العنف".

وزاد بالقول "أرى من الأفضل أن نعيش كجيران نحترم بعض ونراعي العمق الاستراتيجي لبعضنا، وأن نتعاون كأصدقاء وإخوان في المجالات المتعددة".

وخاطب بارزاني القادة العراقيين بالقول "انتهى زمن التهديد ‏والوعيد في التعامل مع الحقوق العادلة لشعب كوردستان".

واختتم كلامه بالقول "لا ‏يمكن لهذا الشعب أن يقبل بلغة التهديد والوعيد من أي كان".

وقرر إقليم كوردستان أخيرا تشكيل وفود دبلوماسية تتولى مفاتحة عواصم عديدة بينها بغداد بملف الاستقلال عن العراق.