العراق يعلن تحقيق "نصر كبير" على داعش في الموصل

أعلن العراق الاحد رسميا عن تحقيق "نصر كبير" مع قرب هزيمة داعش في المدينة القديمة ليقترب بذلك من انهاء وجود داعش في كامل أراضي مدينة الموصل بعد أكثر من ثمانية أشهر من المعارك مع مسلحي داعش.

الموصل (كوردستان24)- أعلن العراق الاحد عن تحقيق "نصر كبير" مع قرب هزيمة داعش في المدينة القديمة ليقترب بذلك من انهاء وجود داعش في كامل أراضي مدينة الموصل بعد أكثر من ثمانية أشهر من المعارك مع مسلحي داعش.

وانطلقت معركة الموصل في 17 من تشرين الاول اكتوبر 2016 بمشاركة مئة الف مقاتل من القوات العراقية والبيشمركة والحشد الشعبي والحشود العشائرية والمتطوعين وبدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وفي اواخر كانون الثاني يناير الماضي انتزعت القوات العراقية الشطر الشرقي بعد مئة يوم من المعارك ثم هاجمت الشطر الغربي في الشهر التالي.

وظلت المدينة القديمة التي تعرف بالموصل القديمة او البلدة القديمة آخر جيب لتنظيم داعش مستغلا بذلك مبانيها المتقادمة واكتظاظها بالسكان.

واقتحمت القوات العراقية الموصل القديمة الشهر الماضي وخاضت معارك مع مسلحي داعش من شارع الى آخر ومن منزل الى منزل في واحدة من اصعب حروب المدن في التاريخ الحديث كما يقول قادة عسكريون عراقيون.

ووصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى الموصل لإعلان النصر مرتديا الزي الخاص بقوات مكافحة الارهاب التي كانت رأس الحربة في المعارك مع داعش.

وكتب التلفزيون العراقي الرسمي على شاشته ان العبادي يبارك لمقاتليه والشعب العراقي "تحقيق النصر الكبير" في الموصل.

وبعد ذلك عقد العبادي اجتماعا مع موسعا مع القادة والآمرين في مقر قيادة قوات الشرطة الاتحادية في الشطر الغربي لمدينة الموصل بحسب بيان حكومي.

وجاء في البيان ان العبادي اصدر "عدة توجيهات بصدد ادامة الانتصارات والقضاء على فلول داعش المنهزمة، وضرورة بسط الامن والاستقرار في المدينة المحررة، وتطهيرها من الالغام والمتفجرات التي خلفها العدو، وحماية المدنيين والنازحين".

واعلن التلفزيون الرسمي تحرير كامل مدينة الموصل لكن بعض المراسلين يقولون إن هناك مواجهات في جيوب صغيرة لداعش بالموصل القديمة.

هذا وأظهرت لقطات بثتها كوردستان24 العديد من جثث مسلحي داعش بينما كانت ملقاة على الارض فيما شوهدت سحب الدخان تغطي سماء مناطق مترامية في الموصل القديمة.

ويقول مراسل كوردستان24 في الموصل زردشت حمي إنه لا يزال يسمع بين حين وآخر اصوات دوي انفجارات وإطلاق نار وسط تحليق مكثف للطيران.

وألحقت المواجهات بين القوات العراقية ومسلحي داعش اضرارا هائلة بالمئات من المباني. واُغلق الكثير من الشوارع والطرقات بفعل الانقاض.

وقال هشام عرفات وهو صحفي من قناة كوردستان24 خلال جولة له بالموصل القديمة إن المباني في المنطقة باتت "ركاما على الارض".

وقبل اعلان النصر وبعده بقليل احتفل جنود عراقيون ورقصوا بالبنادق والأسلحة الآلية ولوحوا بالأعلام العراقية على وقع الموسيقى الحماسية والصاخبة.

وقال قائد الشرطة الاتحادية رائد جودت في بيان إن معارك الموصل القديمة اسفرت عن مقتل الف مسلح من داعش وتدمير 65 مركبة مسلحة و20 سيارة ملغومة و24 دراجة نارية و38 موقعا وخمسة ابراج اتصالات وثمانية انفاق وتفكيك 71 حزاما ناسفا و310 عبوة ناسفة و181 صاروخا.

ولا يعرف بالضبط حجم خسائر القوات العراقية او عدد السكان المدنيين الذي سقط كثير منهم بعدما استخدمهم مسلحو التنظيم كدروع بشرية.

كما قضى كثير من المدنيين بفعل القصف الجوي او المدفعي المتبادل بين القوات العراقية النخبوية وبين مسلحي تنظيم داعش او بفعل القنص.

ونزح نحو 900 الف شخص من الموصل اجمالا منذ انطلاق المعارك وهو نصف عدد سكان المدينة ذات الغالبية السنية قبل استيلاء داعش عليها في منتصف عام 2014.

وتضارب كثيرا موعد تحرير الموصل التي ثاني اكبر مدينة عراقية بعد العاصمة بغداد من حيث عدد السكان. وستحتاج المدينة الى اموال طائلة لإعادة بنائها.

وأشاد مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك بأداء القوات العراقية والبيشمركة في محاربة الإرهاب خصوصا في معركة تحرير نينوى.

وتحدث ماكغورك بذلك في مؤتمر صحفي عقده ببغداد امس السبت.

ويقول احد سكان الموصل ويدعى محمد الحيالي لكوردستان24 "الناس أهم من الحجارة.. أهم شيء بالنسبة لي إعادة بناء الناس.. اهم شيء هو تحذيرهم من داعش وأفكاره".

وحكم داعش السكان في الموصل بقبضة حديدية وفرض عليهم نظرة متشددة للشريعة الإسلامية وحظر أي شيء يراه يخالف تعاليمه وقواعده.

وقال سلمان العلي وهو بائع خضار في الشطر الشرقي للموصل "لا اعرف ماذا اطلق على ما حصل (خاصة في الجانب الغربي).. هل هو تحرير ام تدمير؟"

ويأتي اعلان تحرير الموصل في وقت تعتزم فيه قيادات سنية بعضها معارضة عقد مؤتمر موسع في بغداد استعدادا لمرحلة مع بعد داعش.

وكان السنة يشكون كثيرا من الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة. ويقول كثيرون إن سياسات بغداد هي التي اظهرت داعش وبخاصة في فترة حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

ويقول الخبير الامني هشام الهاشمي "من الأرجح أن يفشل الجهد العسكري... إن لم تُعدّل الاستراتيجية الحكومية والأمنية، من خلال تقوية القوى المجتمعية في المناطق المحررة بشكل كافٍ لفصل وكشف فلول داعش المندسة والمتعاطفين معهم".

ويقول القادة الكورد إن بغداد تجاهلت دعواتهم لوضع خطة سياسية واجتماعية في نينوى للاستعداد على نحو جيد لمرحلة ما بعد هزيمة داعش.

وجاء تحرير الموصل متزامنا مع تضييق الخناق عليه من جانب قوات سوريا الديمقراطية في الرقة معقله الرئيسي في الاراضي السورية.

ولا يزال داعش يستولي على بلدة تلعفر الواقعة غرب الموصل وعلى بلدة الحويجة في كركوك ومناطق حدودية في اقصى غرب العراق كما يحتل مساحات واسعة من سوريا.