بين حزب الله وكردستان... عقدة الإلغاء وثقافة الحياة

Kurd24

تخوين، تهديد، رسائل مليئة بالحقد ونظريات مؤامرة... هذا ما تضمنه خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي وصف فيه خطوة الشعب الكرادي نحو بناء دولة يستطيعون العيش فيها بسلام بعد سنين طويلة من الظلم والقتل والتهجير وسيادة الفكر الالغائي التوتاليتاري.

لطالما عانى الشعب الكردي بمختلف أطيافه من أبشع أنواع التهميش والتدمير الممنهج وسلب أبسط الحقوق. فمن منع تعليم لغتهم تعليماً حقيقياً، إلى نزع حق المواطنة عن جزء كبير من الأكراد في سوريا من خلال إسقاط الجنسية عنهم، إلى منعهم من المشاركة بالحياة الديمقراطية السياسية، إلى تهميش وإهمال مناطق سكنهم رغم ما فيها من ثروات طبيعية ضخمة، إلى الاغتيالات والزج بالسجون والتخوين وشن الحروب عليهم ومحاولات الإبادة التي تعرضوا لها في غير موضع وغير زمان ومكان.

لن أسمي أحداثاً بعينها لأن اللائحة تطول وتطول ولكن مما لا شك فيه ولا مجال للتشكيك فيه أن جهات عديدة باختلاف توجهاتها وأيديولوجياتها قررت في فترات متعددة أن لا تترك للشعب الكردي مجالاً للحياة... فبين النظام الايراني، انظمة البعث باختلافها في سوريا والعراق، إلى أشكال الحكم المختلفة في تركيا وصولاً اليوم إلى المجموعات الراديكالية والمتطرفة كتنظيم حزب الله، بين كل هؤلاء قاسم مشترك ألا وهو أن لا يحصل الشعب الكردي على حق الحياة بحرية...

الدول المحيطة بكردستان قالت كلمتها بوضوح بأنها لا تسمح للشعب الكردي ببناء دولة. والبارحة خرج علينا أمين عام حزب الله حسن نصر الله ليعبر هو أيضاً عن معارضته لحق الشعب الكردي وليصف الخطوة الجبارة التي اتخذها الشعب الكردي بالتصويت بأغلبية واضحة جلية بأنهم يريدون الحياة، وصفها نصر الله ونعتها بأوصاف ونعوت تعكس مدى رفضه ورفض الأيديولوجية التي يؤمن بها هو وتنظيمه ومن يأتمر بأمرهم في إيران لكل أنواع التعددية الحقيقية وحق المجموعات والأفراد بالحياة.

لم أتفاجأ بموقف حسن نصر الله فهو من هو بما يمثل من نموذج حقيقي للالغاء بكل أشكاله المعنوية، المادية والثقافية. لم أتفاجأ وهو يمثل آلة قتل اغتالت مفكرين لبنانيين خالفوا بآرائهم أيديولوجية حزب الله اللاديمقراطية المتعجرفة. لم أتفاجأ وهو الذي يزج بآلاف الشباب اللبناني في الحرب السورية فيَقتلوا ويُقتلوا إرضاءً للمموّل والموجه وسيد القرار القابع في إيران. لم أتفاجأ وهو المتدخل بشؤون دول عربية عديدة بأبشع أشكال التدخل، اسألوا دولة الكويت واسألوا البحرين واسألوا المملكة العربية السعودية عن ذلك. لم أتفاجأ وهو المهيمن على مفاصل الدولة اللبنانية بأقبح أشكال الهيمنة ولم أتفاجأ وهو الذي وزع إرهابه على دول في مشارق الأرض ومغاربها.

الخطير بما قاله نصر الله هو صهينة فكرة إقامة دولة كردية وهذا كلام يحمل في طياته رسائل منها المبيتة ومنها الواضحة وبأن يتحوّل حق الشعب الكردي بالحياة إلى مسألة يخاف المرء من الدفاع عنها خوفاً من إلصاق تهم كالعمالة وتنفيذ مخططات إسرائيلية به. كما أن هذا النوع من الاتهامات يفتح المجال للعديدين لاستسهال استهداف الشعب الكردي بحجة أنهم صهاينة عملاء.

الشعب الكردي قال كلمته بوضوح من خلال الاستفتاء التاريخي الذي قام به. ولهذا الشعب الذي لم يركع رغم كل الويلات أن ينال حقوقه كاملة وأن يبني دولة للحياة. لهذا فالخيار مفتوح أمام الجميع، إما أن نكون إلى جانب إرادة الحياة وإما أن نكون بصف الالغائيين وآلاتهم القاتلة...الفرق شاسع واضح بين الخيارين وإرادة الحياة أرقى وأجمل وأزهى بكثير من ظلمات وسوداوية ودموية الفكر الالغائي...

 

ملاحظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان24 بأي شكل من الأشكال.