الغرب يعيد سيناريو كركوك بعفرين ومعركة آلتون كوبري انقذت اربيل

الفيلسوف برنار هنري ليفي

اربيل (كوردستان 24)- جدد الكاتب والمخرج والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي انتقاده الى المجتمع الدولي قائلا إنه تخلى عن الكورد وعن تضحياتهم ضد تنظيم داعش وباعهم بالأمس في كركوك واليوم يكرر الامر ذاته في منطقة عفرين الكوردية السورية.

وسبق أن زار ليفي، خطوط الجبهات الأمامية لقوات البيشمركة في تشرين الأول أكتوبر عام 2016، وقال حينها إنه كان شاهدا على بسالة القوات الكوردية بينما تقاتل داعش، الذي يعد أشرس تنظيم متطرف في العالم. وأنتج ليفي لاحقا فيلما عن انتصارات البيشمركة.

وفي مقابلة مع كوردستان 24 ادان ليفي الهجوم التركي على منطقة عفرين الواقعة في شمال غرب سوريا وقال إن واشنطن تخلت سابقا عن قوات البيشمركة في كركوك لصالح الحشد الشعبي في تشرين الاول اكتوبر واليوم تتخلى عن عفرين لصالح تركيا.

ودخل الهجوم التركي المدعوم من فصائل سورية معارضة يومه التاسع دون ان يحقق تقدما ملموسا على الارض ضد وحدات حماية الشعب الكوردية.

وقال ليفي إن رجب طيب اردوغان لم يعد رئيسا لتركيا بل هو "سلطان يسعى الى إعادة احياء الامبراطورية العثمانية في المنطقة".

وأضاف أنه اذا لم تضع الولايات المتحدة والغرب حدا للهجوم التركي فان اردوغان قد يحقق حلمه بتوسيع الامبراطورية الى البوسنة والهرسك والتي كانت جزءا يوما ما من الامبراطورية العثمانية في اوروبا.

ولفت الى انه يتعين على تركيا بوصفها عصوا في حلف شمال الاطلسي عدم انتهاك مبادئ الحلف.

وسبق ان عرض ليفي فيلما وثائقيا اخرجه بنفسه عن قوات البيشمركة في مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني نوفمبر 2017.

وتناول الفيلم تضحيات البيشمركة خلال المعارك ضد تنظيم داعش على مدى ثلاث سنوات.

وقال ليفي إنه كان في واشنطن لعرض الفيلم الوثائقي مرة أخرى على الجمهور الأمريكي لاسيما الدبلوماسيين الأمريكيين وأعضاء الكونغرس.

وأشار الى انه يبذل قصارى جهده لإقناع المجتمع الدولي بأنه يقترف خطأ اخلاقيا واستراتيجيا كبيرا اذا ما استمر في التخلي عن الكورد.

وانتقد ليفي تخلي الولايات المتحدة والغرب عن الكورد في العراق وسوريا لصالح ايران وتركيا وقال إن هاتين الدولتين تحلمان بإحياء ماضيهما الامبراطوري.

وقال ان الميليشيات الشيعية كادت تكون في اربيل لولا المقاومة التي ابدتها البيشمركة ضد تقدم هذه الفصائل في بلدة آلتون كوبري الواقعة بين اربيل وكركوك.

وتابع "هذا السيناريو يتكرر الآن في عفرين، ولكن هذه المرة ليس الايرانيون من يقوم به إنما الأتراك... ليس الجنرال الإيراني بل أردوغان.. السيناريو هو نفسه".

وأوضح أن التزام الصمت من جانب الولايات المتحدة يمثل ضوءا أخضر لإيران وتركيا لاستعادة نفوذهما التاريخيين في العراق وسوريا على حساب الشعب الكوردي.

وقال إن الكورد لديهم الآن عدد قليل من الأصدقاء ولفت الى ان هذا  "غير كاف".

ومضى يقول "لدى الكورد عدد قليل من الأصدقاء (مثل) الجبال في كوردستان والرأي العام في الغرب.. الحكومة الفرنسية مع رئيسها هي ايضا صديق للكورد".

ووصف ليفي زيارة رئيس وزراء إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى فرنسا في كانون الاول ديسمبر بالناجحة لكنه أضاف في الوقت نفسه أن دعم باريس لا يكفي في الوقت الذي تقوم به امريكا وبريطانيا وحتى روسيا بـ"بيع" الكورد الى الميليشيات الايرانية وتركيا.

وعبر عن اسفه لعدم اعتراف الغرب والأسرة الدولية بالاستفتاء الذي اجراه اقليم كوردستان في 25 ايلول سبتمبر وحظي بالتأييد الساحق لصالح الاستقلال عن العراق.

وقال "آمل ان يدرك المجتمع الدولي خطأه الآن".

ودعا ليفي الشعب الامريكي الى بناء نصب تذكاري يخلد المقاتلين الذين قضوا في اقليم كوردستان دفاعا عن الانسانية والحضارة.

وقال ليفي "لمنع وقوع جرائم في المستقبل فان الحاجة الاولى هي الاعتراف بالجرائم والتضحيات.. والتي حدثت بالفعل" في كوردستان.

ويتطلع الكورد منذ عقود إلى الاستقلال وإعلان دولة مستقلة أسوة بشعوب المنطقة في خطوة يريدون من خلالها وضع حد للعديد من الأزمات خاصة بعد مرور أكثر من مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الكورد ووزعتهم على أربع دول من بينها العراق وسوريا.