شبح الحرب يقترب.. واشنطن تدفع بتعزيزات وبغداد تريد "الحياد"

ارسلت الولايات المتحدة 1500 جندي إلى الشرق الأوسط في خطوة قالت إنها تهدف لتعزيز الدفاعات في وجه إيران.

اربيل (كوردستان 24)- ارسلت الولايات المتحدة 1500 جندي إلى الشرق الأوسط في خطوة قالت إنها تهدف لتعزيز الدفاعات في وجه إيران.

واتخذت واشنطن هذا القرار بعدما اتهمت الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة في الهجوم على ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات هذا الشهر.

توفير الحماية

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدى مغادرته البيت الأبيض متوجها في زيارة إلى اليابان "نريد توفير حماية في الشرق الأوسط. سنرسل عددا صغيرا نسبيا من الجنود، معظمهم لتوفير الحماية".

ومن بين الجنود مجموعات لإدارة نظم دفاع صاروخية، وللمراقبة الجوية، ومهندسون لتعزيز الدفاعات.

وفي ظل اهتمامهم بتجنب التصعيد مع إيران وسط زيادة التوتر، شدد مسؤولون بالبنتاغون في إفادة صحفية على الطبيعة الدفاعية للقوات الجديدة مشيرين إلى أنه لن يتم إرسال أي منهم إلى بقاع ساخنة مثل العراق أو سوريا، حسبما اوردته وكالة رويترز.

رد ايراني

ونقلت وسائل اعلام ايرانية عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله إن التعزيزات الامريكية في الشرق الأوسط تشكل "تهديداً للسلام الدولي".

في غضون ذلك، هدد مسؤول عسكري إيراني بإغراق السفن الحربية الامريكية في الخليج العربي باستخدام "أسلحة سرية".

ونقلت وكالة ميزان للأنباء عن مستشار القيادة العسكرية الإيرانية مرتضى قرباني قوله "بوسع إيران أن تلقي بسفن أميركا الحربية إلى قاع البحر بطواقمها وطائراتها باستخدام أسلحة سرية".

وأضاف قرباني "أعتقد أن الامريكيين العقلانيين والقادة العسكريين المتمرسين لن يسمحوا للراديكاليين الامريكيين ببدء الحرب".

مهاجمة الناقلات

ووصف الأميرال مايكل غيلداي مدير الأركان المشتركة معلومات أمريكية تتحدث عن "حملة" إيرانية جديدة تستخدم تكتيكات قديمة وتمتد من العراق إلى اليمن وإلى مياه مضيق هرمز وهو ممر بحري حيوي لتجارة النفط العالمية.

واتهم غيلداي الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة عن هجمات على ناقلات نفط قبالة الإمارات هذا الشهر في مؤشر على ما قد تنتهي إليه تحقيقات جارية حاليا بشأن الحادث.

وقال غيلداي "نحن ننسب الهجوم على الملاحة في الفجيرة إلى الحرس الثوري الإيراني" مضيفا أن (البنتاغون) خلصت إلى أن الألغام اللاصقة المستخدمة في الهجوم تعود للحرس الثوري.

موقف العراق

ودعا سياسيون وقادة جماعات شيعية مسلحة للتحلي بالهدوء، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة العراقية أن تضع نفسها في موقع الوسيط بين الجانبين.

وقال المحلل الامني هشام الهاشمي إن الحكومة العراقية نجحت "في ترجيح مصلحة الشعب العراقي على مصالح ايران وامريكا". وأضاف انها "احسنت" استخدام الدبلوماسية للتعامل مع الجانبين.

وأشار الى أن العراق تبنى موقف الحياد "على طريقة الحياد في سلطنة عمان وسويسرا، والتحضير لخطط بديلة. وبهذا الحياد الإيجابي بإمكاننا أن نُقاوم فكرة التبعية السياسية لإيران".

احتجاجات تندد بالحرب

ويوم امس، شهدت بغداد ومناطق اخرى احتجاجات بناءً دعوة من رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر الذي حث العراقيين على الابتعاد عن أي صراع بين إيران والولايات المتحدة.

وهتف المحتجون بشعارات مناهضة للحرب في بغداد والبصرة، وعبروا عن خشيتهم من زج بلادهم في أي تصعيد للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

هذا وقالت مصادر أمنية عراقية إن معلومات مخابراتية أمريكية أظهرت أن جماعات مسلحة تنشر صواريخ قرب قواعد بها قوات أمريكية.

وتقول الحكومة العراقية إنها تريد المساعدة تهدئة التوتر عبر ارسال وفود إلى واشنطن وطهران اللتين تقولان إنهما لا ترغبان بالحرب، غير أن مسؤولين أمنيين ومحللين يحذرون من أن أي واقعة بسيطة من شأنها أن تطلق شرارة المعركة في المنطقة الملتهبة بالفعل.