حرائق سوريا.. "الخوذ البيضاء" تقدم عرضاً والكورد يرفضون

رفض مسؤولون في الإدارة التي تسيطر على المناطق الكوردية في شمال سوريا، عرضاً من منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) لإخماد الحرائق التي التهمت مساحات واسعة من الحقول الزراعية وخصوصاً القمح والشعير.

اربيل (كوردستان 24)- رفض مسؤولون في الإدارة التي تسيطر على المناطق الكوردية في شمال سوريا، عرضاً من منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) لإخماد الحرائق التي التهمت مساحات واسعة من الحقول الزراعية وخصوصاً القمح والشعير.

وأبدت منظمة الخوذ البيضاء، هي منظمة دفاع مدنية تطوعية تأسست في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، الاستعداد للمشاركة في اطفاء حرائق المحاصيل في المناطق الكوردية. غير أن المسؤولين في تلك المناطق قالوا إن تلك المنظمة "غير مرحب بها".

وتقول المنظمة إنها تقدمت بطلب علني الاسبوع الماضي لمكافحة الحرائق في مناطق الجزيرة ودير الزور الى الشرق من سوريا.

وكتب قائد فريق الخوذ البيضاء رائد الصالح على حسابه في تويتر أن فريقه يتلقى رسائل من متطوعين في تلك المناطق وهم يعبرون عن القلق بشأن الحرائق "التي تهدد الأمن الغذائي للسوريين كافة".

وقال المتحدث باسم المنظمة خالد الخطيب لكوردستان 24 "جاء العرض لأن الحرائق تتفاقم وواجبنا هو محاولة مساعدة شعبنا في باقي مدن سوريا".

وبعد الدعوة لتسهيل مرورهم الآمن إلى تلك المناطق، قال تشارلز ليستر، وهو زميل أقدم في معهد الشرق الأوسط، إن عرض فريق الخوذات البيضاء خطوة "مفيدة" لمكافحة الحرائق.

وأضاف "ذلك من شأنه أن يساعد في إعادة البناء الثقة بين المتشددين السوريين المدعومين من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة".

ومع ذلك، رفضت ممثلة قوات سوريا الديمقراطية في واشنطن سينام محمد، عرض "الخوذ البيضاء"، وعبرت عن ثقتها بقدرة الجهود المحلية.

وقالت محمد لكوردستان 24 "لدينا ثقة تامة في قدرات خدمات الأمن والطوارئ لدينا على التعامل مع جميع القضايا الملحة في شمال شرق سوريا".

وتابعت "لسنا بحاجة إلى خدمات الخوذ البيضاء. هؤلاء محل ترحيب في العديد من المناطق الأخرى في سوريا حيث هم في أمس الحاجة إليها".

وأضافت أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يمكن أن "يوفر موارد مثل التمويل والمعدات وتكنولوجيا مكافحة الحرائق".

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس، أن أحد أفراد قوات سوريا الديمقراطية توفي أثناء مساعدته في اخماد الحرائق، على الرغم من طلبات متكررة للتحالف الدولي للمساعدة.

ووفق المحلل المختص بالشؤون الكوردية موتلو سيفير أوغلو، فان من المتوقع أن يرفض الكورد عرض الخوذ البيضاء بسبب "سمعتهم السلبية بعد دخولهم الى جانب القوات التركية منطقة عفرين".

وأضاف في حديثه لكوردستان 24 أن الكورد ينظرون الى منظمة الدفاع المدني على انها كيان لا يختلف عن أي "جماعة متطرفة".

لكن المتحدث باسم الخوذات البيضاء رفض تلك الاتهامات، وقال "نعمل في عفرين منذ عام 2014".

وسيطرت تركيا وحلفاؤها على عفرين في آذار مارس 2018 بعد معارك مع وحدات حماية الشعب الكوردية استمرت ثمانية اسابيع.

وتقول انقرة إن المقاتلين الكورد في شمال سوريا يمثلون فرعاً لحزب العمال الكوردستاني الذي يخوض صراعاً مع تركيا منذ عشرات السنين.