تأثير إيران على كورد العراق.. وماذا تريد منهم؟

Kurd24

كانت علاقة إيران بكورد العراق معقدة ومتأثرة بالصراعات السياسية والأمنية والإقليمية. وتراوحت هذه العلاقة التاريخية بين الدعم والخيانة بناءً على مصلحتهم، خاصة في عهد شاه إيران. وتقيم إيران علاقات مع الأحزاب الكوردية في العراق على أساس مصالحها ونفوذها الإقليمي. الكورد في إيران، مثل الكورد في العراق، هم مجموعة عرقية ذات ثقافات وتطلعات متميزة بها.

ماذا تريد إيران من كورد العراق:

1. عدم التدخل في الشؤون الإيرانية: تريد إيران من كورد العراق الامتناع عن دعم أو الانخراط في أي أنشطة يمكن أن تشجع الانفصالية أو الاضطرابات بين السكان الكورد في إيران.

2. مخاوف الانفصالية الكوردية: ومثل تركيا والعراق، يوجد في إيران عدد كبير من السكان الكورد، خاصة في المناطق الغربية. وتشعر إيران بالقلق من النزعة الانفصالية الكوردية واتخذت إجراءات لقمع أي تحركات أو أنشطة يمكن أن تؤدي إلى إنشاء دولة كوردية مستقلة. إن وجود منطقة كوردية تتمتع بحكم شبه ذاتي في العراق يمكن أن يؤثر على الكورد في إيران وتطلعاتهم، خاصة بعد استفتاء عام 2017 الذي اعتبرته تهديدا لأمنها القومي وعملت جاهدة على إفشال هذا الاستفتاء ونتيجته على كافة الأصعدة السياسية، العسكرية والاقتصادية.

3. دعم الأحزاب الكوردية: دعمت إيران مختلف الأحزاب السياسية الكوردية في العراق، بما في ذلك تلك التي تتماشى مع مصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية. ويمكن النظر إلى هذا الدعم كجزء من استراتيجية إيران الإقليمية الأوسع للتأثير على السياسة والجيش والاقتصاد في الدول المجاورة لحماية مصالحها.

4. مخاوف أمنية: أعربت إيران عن قلقها من وجود مجموعات مسلحة كوردية (الأحزاب الكوردية الكوردستانية الإيرانية) والتى تعتبرها إيران جماعات ارهابية تعمل على طول حدودها مع العراق. وقد انخرطت بعض هذه الجماعات في اشتباكات متفرقة مع قوات الأمن الإيرانية، مما أدى إلى توترات بين إيران وحكومة اقليم كوردستان العراق.

5. التعاون في مكافحة الإرهاب: وطلبت إيران التعاون من حكومة إقليم كوردستان في العراق لمواجهة الجماعات المسلحة التي قد تهدد أمن إيران. وقد أدى هذا التهديد إلى مناقشات من وقت لآخر بين قوات الأمن الإيرانية وقوات الأمن التابعة لحكومة إقليم كوردستان. ولا تعتبر حكومة إقليم كوردستان الأحزاب الكوردية الإيرانية إرهابيين ولن تقاتلهم لأن القتال الكوردي الكوردي محرم. وتسعى حكومة إقليم كوردستان إلى حل هذه المشكلة عبر المفاوضات السلمية بعيداً عن المواجهة المسلحة بين الطرفين.

6. العلاقات التجارية والاقتصادية: العلاقات الاقتصادية بين إيران وحكومة إقليم كوردستان مهمة، إيران ترغب في استمرار التعاون الاقتصادي مع حكومة إقليم كوردستان، بما في ذلك التبادل التجاري والطاقة التي تعود بالفائدة على الجانبين. التبادل التجارى بين أيران وأقليم كوردستان بازدياد مستمر.

7. نفوذها في العراق: وتهدف إيران إلى الحفاظ على نفوذها في العراق، بما في ذلك كوردستان العراق. تريد إيران من حكومة إقليم كوردستان أن توائم سياساتها وأفعالها مع المصالح الإيرانية في السياق العراقي الأوسع. ويمكن أن يشمل هذا التأثير دعم الجماعات أو السياسات السياسية الموالية لإيران في العراق والمنطقة. وتلعب دوراً حيوياً في العلاقات بين حكومات الإقليم والمركزية على كافة المستويات وفقاً لمصالحها من خلال الضغط على حكومة إقليم كوردستان للانصياع لمطالبها.

8. العلاقات مع الولايات المتحدة: تريد إيران من حكومة إقليم كوردستان أن توقف جميع العلاقات الأمنية والدبلوماسية مع أمريكا لأنها تعتبر هذه العلاقات خطرة على أمنها القومي.

حكومة إقليم كوردستان تريد بناء علاقات متوازنة مع أيران مبنية على الاحترام وعدم التدخل بالشؤون الداخلية واتساع التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي لترسيخ العلاقة التأريخية بين الشعبين ضمن الدستور العراقي.

من المهم ملاحظة أن أهداف إيران وأفعالها فيما يتعلق بكورد العراق بأن تخضع لسياستها في العراق وعلاقات الإقليمية المتطورة، والاعتبارات السياسية الداخلية، والتطورات الجيوسياسية الأوسع التي تخدم مصالحها العليا.