بعد 8 سنوات.. كوردستان24 إلى أين؟

Kurd24

تحتفل أسرة قناة كوردستان24  بسنويتها الثامنة، بعد سنوات من العمل بلغة هادئة، وغياب شبه تام للدعابات الإعلامية، وبخطاب رصين، بما حملته من إيجابيات ونواقص يعتري أيَّ عملاً أو مؤسسة، وهو ما يتوجب تلافيه قدر الإمكان.

القناة امتازت بابتعادها عن المهاترات والقصص التي تعود بعض الساسة على الترويج لها، لم تكن تخاف من تسمية الأشياء بمسمياتها، ونجحت بتغطية أغلب المواضيع الكوردية والكوردستانية المحلية، الإقليمية والدولية سواء المتعلقة بالكورد أو بالقضايا العامة التي تخص المجتمعات الأخرى.

ما شد انتباهي حقيقةً تغطية القناة لرفض بعض القواعد الاجتماعية في كردستان، لبعض المواضيع، سواء المتعلقة بمعيشتهم، أو بالشأن العام والخلافات السياسية والحرب ضد داعش وما شابه ومثيلاتها.

وهذه تحملنا لثلاث قضايا مركبة، حجم الحرية التي يتمتع به الإقليم، واصطفاف القناة لجانب الناس في محنهم، ونجاحها في اتخاذ المكان المناسب بين الناس وقضاياهم مع الجهة المختصة. إضافة إلى تبوئها في العديد من المرات صدارة القنوات، كمصادر للحدث، أو تغطية القضايا الحساسة والمخيفة، خاصة أثناء النزاعات، بشكل محترف.

وأعتقد كان للقناة دور محوري في مواجهة خطاب الكراهية الذي خُصص الكُرد به سواء في كردستان العراق أو كردستان سوريا، من مختلف الجهات، خاصة مع الآلة الإعلامية الضخمة التي سعت لتشويه الكرد وجعلهم مشجباً تُعلق عليه إخفاقات الساسة و"كذبهم" في تنفيذ وعودهم التي قطعوها مع شعوبهم، ولم يجدوا أفضل من الساحة الكردية لجعلها أو محاولة تحويلها لكبوش فداء لسياساتهم الرعناء.

نواقص

ما نقص من أداء القناة هو عدم إيلاء أهمية اكبر باللغة العربية؛ لتوجيهها صوب القارئ والمتابع العربي.

فالعديد من الفضائيات والقنوات العربية تبث "سمومها" في عقول المتابعين، وكنتيجة لجهل الغالبية العظمى من العرب باللغة الكردية، فإنهم يفضلون متابعة قناة تنطق بلغتهم، وتقدم برامج تحليلية وبل حتى ترفيهية، فلكل حقلٍ متابعيه ومُريديه وجمهوره، والاعتماد على الموقع الرسمي للقناة ووسائل التواصل الاجتماعي العائدة لكردستان24 رغم أهميتها لكنها لم تكن كافية.

فكان يُجدر التوجه صوب التعاقد أو الاتفاق مع مجموعة من الكتّاب الكرد من أجزاء كردستان الأربعة، وتخصصهم للكتابة بأكثر من لغة، عن الشأن الكردي في كل جزء، والقضايا الوطنية المتعلقة بالقضية الكردية في تلك الأجزاء، وتأثيراتها المتبادلة، وماذا يحصل فيها، باختصار كان لابد من وجود ولنقل /؟؟/ كاتباً على سبيل المثال، موزعين بين هولير وقامشلو ومهاباد وأمد، ويكتبون عن الشأن الكردي والقضايا العربية والتركية والإيرانية المتعلقة بالكرد أو الشأن العام بلغة تلك البلاد.

هكذا كان يُمكن للقناة مع تخصيص برامج باللغة العربية على الشاشة المرئية، أن يخطوا خطوة جبارة جداً على صعيد مواجهة العنف وخطاب الكراهية، وزرع حقيقة وعدالة ونبالة القضية الكردية في عقول وبيوت الأخرين، وإن كانت القناة ضيفة دائمة في ملايين البيوت، لكن توسيع دائرة المشاهدين أمر في غاية الأهمية.

النقطة الأخرى التي لم تُبادر كوردستان24 لها بعد، وربما تكون الأوضاع السياسية والمعيشية والوضع المالي في الإقليم يلعب الدور المدماك فيه، لكن وجود مركز للدراسات الاستراتيجية ورصد الظواهر والمتغيرات والمستجدات الكوردية والكوردستانية والقضايا ذات الشأن في الوضع الكوردستاني، له أثر بليغ في تطوير عمل القناة، واستنباط العديد من المواضيع التي يُمكن تغطيتها إعلامياً.

كان وجود مكتب للقناة في قامشلو، يرمز لروح إعلامية مميزة، والحديث هنا عن قضية مجردة تهدف لإلقاء الضوء على أهمية تواجد المقرات الإعلامية، إلى جانب البعض من نظيراتها الإعلاميات كُلهم شكلوا رمزاً للإعلام المستقل ذا النزعة والتوجه القومي، لكن تم إغلاقه منذ أكثر من عامين، وهو ما شكل نقطة سوداء في سجل الدعوات للديمقراطية وحرية الإعلام.

بالعموم تجربة kurdistan24، لم تعد فتية أو في بداياتها، والاكتفاء بالقول "رغم الصعاب والظروف" أيضاً لا تجد مكانتها لدى المتابعين، فهي تعيش في وسط سياسي وأمني ممتاز، وحرية رأي وتوافر سيولة ضخمة من الضيوف والمصادر وذوي الخبرة سواء كمتحدثين أو كعاملين في القناة. ومالها من إيجابيات ودور فاعل في رسم خط سياسي تحريري جديد للإعلام، فإن من حق المتابعين طلب المزيد والأكثر حيوية وجديدة.