مسرور بارزاني والفكر المستقبلي…

Kurd24

المتتبع للخطوات العلمية والخطوات الفكرية والعملية لرئيس وزراء إقليم كوردستان "مسرور بارزاني"، سيرى أولاً سلاسة استشرافية وقدرة فذة في إدارة الملفات المعقدة خارجياً وداخلياً، وفي تجديد سياسة إقليم كوردستان وهيكلتها بصورة شمولية مع نظرة بعيدة للمستقبل في كل ملف من ملفات الحكومة الحالية، إضافة إلى استيعابه الكامل للتفاصيل، ومن ثم رسم معالم الطريق الواضح لتحقيق الأهداف والوصول إلى الغاية في جعل إقليم كوردستان منارة سياسية واقتصادية أولى في الشرق الأوسط، فبزياراته المكوكية لدول العالم، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، كان يعقد التحالفات لوضع الأسس المتينة لبيئة صحية وصحيحة لم يفكر بها سواه، ولم يخطط لها غيره، فأقام مؤتمرات تنسيقٍ مع الدول تعزز علاقات إقليم كوردستان بأصدقائه، إضافة إلى التحالفات العسكرية التي أقامها لينهي جميع عقود الإرهاب صغيرها وكبيرها، محققاً بذلك رخاءً وتقدماً عمرانياً وخدمياً في الإقليم تعجز عنه الكثير من الدول.

فالطبيعة الفكرية التي يوصف بها مسرور بارزاني اليوم أنه "حازمٌ وعازمٌ" حازم في قراراته الداخلية والخارجية، وهو حزمٌ ممزوجٌ بالحكمة؛ فهو يفكر بواقعيةٍ وعقلانيةٍ صارمةٍ، وكما نجح في التعامل مع جميع الملفات المعقدة في المنطقة، ونجح في إدارة الأزمات مع الدول التي كانت تضمر العداء لإقليم كوردستان أولاً والعراق ودول المنطقة تالياً، أما عزمه فيبدو واضحاً وجلياً في قراراته الداخلية لإصلاح منظومة المؤسسات الحكومية وبسط السيادة القانونية على جميع المواطنين في الإقليم. هذا دوناً عن عمله المضني في إرساء وحدة وطنية شاملة لكل الأحزاب مع دعواته المستمرة لعدم تهميش أية فئة عراقية داخلياً.

الفكر المستقبلي لمسرور بارزاني ينبع اليوم من طريقته في تحدي الواقع وتحليل تفاصيله ليتمكن من معرفة السبل الواضحة لمواجهة المستقبل ورفع بنيانه، وهنا يمكننا القول إن أولى ملامح الفكر المستقبلي لرئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان تكمن في تبنيه فكر الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد السوق الحر، وفتح أبواب إقليم كوردستان أمام الأسواق العالمية، وإخراج الإقليم من الاعتماد فقط على النفط، إذ بدأت كابينته الوزارية تنشيط العمل الصناعي والسياحي والزراعي تفادياً لأي هزة في أسواق النفط، وذلك عن طريق تنفيذ برامج اقتصادية واجتماعية وتنموية، تنقذ السياسة الاقتصادية لإقليم كوردستان من أي تبعات أو ارتباطات اقتصادية خارجية غير مؤمنة، كذلك شملت هذه الرؤية خططًا واسعة لبرامج اقتصادية واجتماعية وتنموية تستهدف الانتقال بالإقليم لمرحلة مستقبلية يكون فيها الإعمار والخدمات هي الأساس الأول، وذلك بتحقيق اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، ووطن طموح، ويستهدف فكره المستقبلي برفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي وهو ما شهدناه خلال السنوات القليلة الماضية من خلال رفعه لمؤشر عمل القطاع الخاص والذي إذا ما استمر فإنه سيُخفض نسبة البطالة في الإقليم بشكل كبير وواضح.

فالمتتبع للفكر المستقبلي الذي يحمله مسرور بارزاني اليوم يرى أنه يسعى إلى أن يكون إقليم كوردستان قطباً مهماً من أقطاب الشرق الأوسط، ومنطقة محورية مهمة ورادعة لأي عمية استهداف لإضعافه، مع إقامة علاقة استراتيجية قوية مع الدول العظمى والمتطورة، كعلاقة قائمة على المصالح المتبادلة.

ففي غضون سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة نجح هذا القائد الشاب في رسم طريق لإقليم كوردستان نحو العالمية، واستطاع أن يرسخ أقدامنا على درب التقدم والنماء في مختلف المجالات؛ ليكون كوردستان عصرياً اليوم ومتقدماً بسواعد أبنائه، وتحت قيادة حكيمة، فالأصل الذي ينظر إليه مسرور بارزاني هو دوام رحلة البناء والتطوير وصياغة استراتيجيات ذكية وتخطيط استباقي يلبي تطلعات شعب كوردستان ويتماشى مع معطيات ومتغيرات كل مرحلة والعبور إلى المستقبل من خلال وضع الاستراتيجيات وخطط العمل التي تلبي طموحاتنا كشعب، وتعزيز مكانة الإقليم في التنافسية العالمية، وأخيراً يمكنني القول إن مسرور بارزاني هو قائد حقيقي استطاع أن يرسي نهج إقليم كوردسان بذكاء واسع للعبور إلى المستقبل بكل أمن وأمان.