الشعب الكوردي صامد

Kurd24

منذ القدم تعرض الشعب الكوردي إلى شتى حملات القمع و الاضطهاد و الابادة، لكنه دوما صمد و قاوم و تمكن من البقاء و أن يحفظ أسم الكورد و كوردستان بشعبه و وطنه و يجعل من المسألة الكوردية قضية حية.

الان هناك الكثير من المخاطر و التهديدات الأمنية و العسكرية و السياسية و العسكرية و الثقافية تواجه اقليم كوردستان و شعبه و وضعه تحت الضغوطات الفكرية و النفسية و مصير ضبابي!. وهذا بحد ذاته ارهاب ممنهج لارباك الشعب وإضعاف معنوياته و كسر ارادته.

يبدو ان محتلي كوردستان لم يقرأوا تاريخ علاقاتهم مع الكورد او انهم قرأوه بشكل خاطىء او نسوا او تناسوا او لا يريدون معرفة الحقيقة و إلا!؟ فأن عليهم ان يعلموا ان الكورد شركاء في بناء حضاراتهم و مصالحهم و عندما كانت علاقاتهم مع الكورد جيدة كان دور الكورد ايجابياً في تحقيق البناء و التقدم و استتباب الامن و الاستقرار لكياناتهم و المنطقة.

وبالعكس من هذا عندما مارسوا السياسات الخاطئة و الشوفينية و الظلم و الاضطهاد ضد الكورد، كانت ردة فعل الكورد مقاومتهم و صدهم و إلحاق الضرر و الاذى بهم و فقدان الامن و الاستقرار، عليه يتطلب منهم مراجعة سياساتهم و سلوكياتهم تجاه الكورد و تشخيص الاخطاء و معالجتها و العودة الى الطريق الصحيح الذي يخدم الدولة و كافة مكونات الشعب و الانسانية، وان تضع مقولة الرئيس البارزانى امام اعينهم (بامكانكم قتلنا و لكن ثقوا أنكم لن تستطيعوا سلب ارادتنا)، و على مر التاريخ اثبت الكورد انهم صامدون.

من أولى واجبات الدولة خدمة الشعب و تحسين احوالهم المعيشية و تحقيق الامن الداخلي و استتباب الاستقرار، و لكن المحتلين لم يتمكنوا من تحقيق ذلك لانهم على المسار الخاطىء في الاحتلال و تفكير فرض السلطة و التوسع على حساب كوردستان وطنا و شعبا، انهم دوما يقدمون الضحايا و يتعرضون إلى الخسائر الكبيرة بالاضافة الى ادانتهم بالخزي و العار و ارتكاب الجرائم.

في الظروف الصعبة و الخطيرة يستوجب توفير الإنسجام السياسي و الاجتماعي و وضع برنامج موحد لمواجهة التحديات و هذا متوفر في صفوف الشعب، و للاسف في الحالة الكوردستانية الخلافات و صراعات الاطراف السياسية تقع في خدمة الاعداء و المناوئين وهناك اطراف سياسية تخدم المحتلين في العلن و لا يهمهم اضعاف او زوال الاقليم.

عندما يحتدم الصراع السياسي في اي وطن أو دولة ويخرج من دائرة خدمة افضل للشعب باتجاه منحى آخر ويتحول الى صراع من أجل فرض الهيمنة وتوسيع ميدان التسلط والحصول على الواردات، يبتلي الشعب بالحرب الداخلية ويُدمّرُ الوطن وتنهار الدولة.

نأمل وأنه من الضروري أن يكون بأمكان الكورد أن يثيروا حروبا داخلية وسط الأعداء والمحتلين ويضعفوهم ويتحيّنوا الفرص كي يغتنموا الفرص ويُحرِزوا حقوقهم الشرعية.

بالعكس من هذا نرى ان المحتلين الذين فتحوا جبهات واسعة وكبيرة أستطاعوا أن يزرعوا خلافات ونزاعات أكثر بين الكورد لأجل إضعافهم. فنرى الحزب العمالي الكوردستان (البككة) يترك ساحته ويفرض نفسه في أقليم كوردستان ويجرجر الجيش التركي وراءه الى عمق ‌أراضي الأقليم.

والاتحاد الوطني الكوردستاني في شرقي الأقليم، يقوم بالتنسيق مع أيران والمليشيات العراقية لضرب الأقليم وإضعافه! بحيث وضعوا إدارة الأقليم في بوتقة من الأزمات والمخاطر الحياتية والأمنية.

يُقصف أقليم كوردستان من قبل جمهورية إيران الإسلامية وأتباعه بالصواريخ الباليسيتية والطائرات المسيّرة ويصبح السكان المدنيّون ضحايا، في الوقت الذي يستنكر ويندد الوطنيّون والعالم الحر هذه الأعمال الإرهابية المشينة، نرى أن بعض القوى الأخرى تسعدهم هذه العمليات فيغمضون عيونهم ويقومون بدور العمالة!

السيد مسرور البارزاني، في كلمة له يقول " الهجمات العدوانية المتنوعة التي يتعرض له اقليم كوردستان، هي محاولات الأعداء والمناوئين والخونة لأجل إنهاء كيان الأقليم، هم يرون انه من خلال هذه الهجمات والضغوطات المستمرة، ستحبط اقليم كوردستان، لكن إرادة هذا الشعب المناضل والوطني وحكومة الأقليم أقوى من ان تكسر رفعته بهذه المؤامرات والاعتداءات بل أن معنوياتهم ستكون أقوى بأسا، وبالنتيجة ستكون الفشل والإحباط وسواد الوجه من نصيب الأعداء والخونة". 

ينبغي على كل الأطراف السياسية الكوردستانية أن يستوعبوا أن إضعاف وإنهاء أقليم كوردستان هي نهايتهم أيضا، لذا ينبغي أن يراجعوا ويقوّموا سياساتهم وأفعالهم ويأخذوا بنظر الإعتبار أن مصلحة ومصير أقليم كوردستان هي فوق كل مصلحة أخرى.

كثيرا ما نطالب الدول العظمى والأقطاب الدولية والمجتمع الدولي أن يتحملوا مسؤولياتهم ويدعموا شعب كوردستان وقضيته العادلة حسب المواثيق والأعراف الدولية ومبادئ حقوق الإنسان وتقرير مصير الشعوب، وعندما لم يؤدوا هذا الواجب قمنا بتنديدهم ومعاتبتهم، في وقت لم يكن للكورد موقف موحّد ولم يقوموا بهذا الإلتزام الوطني.

أيها الكورد، هذا يوم وحدة الصفوف, والأطراف السياسية مطالبون أن يضعوا جنبا خلافاتهم السياسية ويتخذوا مواقف وطنية وقومية. هذا الشعب الذي اصبح مصدر الوجود والقوة والشرعية للكل، يستحق كل خدمة و يوفر له الأمن والحياة  الرغيدة.