انصفوا البيشمركة فلولاهم لما تحررت الموصل

Kurd24

لا تكونوا جاحدين

من الانصاف جدا ان نذكر البيشمركة الابطال وبطولاتهم حين نذكر بطولات القادة العسكريين في الموصل ونحن نقف على مشارف النصر النهائي على داعش ، فلولا البيشمركة لما تحررت الموصل ولما اصبح بعض القادة ابطالا في نينوى لهذه الاسباب:

1- البيشمركة حررت اكثر من 45 ‎%‎ من اراضي نينوى ككل.

2- البيشمركة سمحت للجيش العراقي بالتمركز في الحدود الشمالية والشرقية للموصل للانطلاق في عمليات التحرير.

3- التنسيق العسكري واللوجستي بين البيشمركة والجيش قصم ظهر داعش ومهد للنصر.

4- اقليم كوردستان ومنذ 3 سنوات يحتضن مئات الالاف من النازحين بالرغم من ظروفه الاقتصادية الصعبة والازمة المالية التي تفرضها عليه الحكومة الاتحادية منذ سنوات.

5- وفر الاقليم مخيمات للنازحين ووفر لهم مستلزمات الحياة بالتنسيق مع المنظمات الانسانية الدولية.

6- قدم البيشمركة الالاف من الضحايا في عمليات تحرير نينوى.

الكورد هم صمام الأمان في المنطقة

منذ بداية تحرير العراق والى الآن كان الكورد هم صمام الأمان في كل المشاكل التي خلقتها فوضى التعددية الحزبية والطائفية والقومية في هذا البلد، فالكثير من المشاكل فيها كان الكورد سباقين لحلحلتها وايجاد مخارج تحافظ على التوازن السياسي في المنظومة السياسية الاتحادية التي اقر تفاصيلها الدستور المتفق عليه، واربيل كانت عاصمة الاتفاقات السياسية، يلجأ اليها الفرقاء عند كل مشكلة أو خلل يصيب جسد النظام القائم في العراق الاتحادي، وبدلاً من الارتكان الى حكمة الكورد وقادتهم لبناء مستقبل افضل في العراق، وبدلاً من الاقتداء بالخطة العمرانية التي جعلت اقليم كوردستان في مصاف الدول السياحية المتطورة كان الرد بالجحود ومحاولة بعض القادة السياسيين خلق شرخ في النسيج السياسي الكوردي لاجهاض هذا التطور الحاصل في كوردستان العراق، ليس هذا فحسب بل تجرأ العنصريون على الكورد كأفراد أيضا وليس كحكومة فقط، قطعوا عن الاقليم استحقاقهم من الميزانية العامة للدولة العراقية والتي كانت 17% وقطعوا رواتب الموظفين الذين يعتمدون عليها في معيشتهم، حاولوا الصاق التهم بالاقليم في دخول داعش لنينوى والعالم كله يعرف كيف القى مايقارب من 500 الف جندي وشرطي ورجل امن اسلحتهم في الموصل أمام عدة مئات من الارهابيين والجميع يعرف القصة التي مللنا من تكرارها في المحافل الدولية والمحلية، ولولا ايمان البيشمركة بالارض وبقوميتهم وبشعبهم ولو لا شجاعتهم الملحمية لكان الاقليم الآن في خبر كان.

الاستقلال واعلان دولة كوردستان الجنوبية

كان بقاء اقليم كوردستان ضمن الدولة العراقية خياراً ذاتياً بعد تحرير العراق من النظام السابق بشرط معاملة الكورد كعراقيين من الدرجة الاولى في الحقوق والامتيازات، فشلت الحكومات الاتحادية المتعاقبة في الحفاظ على بنود الدستور المتفق عليه وفشلت في ترسيخ الأمن والاستقرار لمحافظاتها الجنوبية والوسطى ونينوى، الفساد الاداري والمالي الذي انهك جسد العراق انتشر كفايروس في مفاصل الدولة العراقية وفي الوزارات والمؤسسات والدوائر الخدمية، أصبح الأمن حلماً يتطلع اليه المواطن العراقي طوال السنوات الماضية، وبعكسه تماماً استطاع اقليم كوردستان النهوض بالواقع الخدمي والعمراني واستقطاب المستثمرين من مختلف دول العالم، واصبح جهازه الأمني نشيطاً جداً وتم طوي صفحة الخروقات الامنية القليلة جداً والتي انتهت بفعل يقظة الاجهزة الاستخبارية ووعي الناس ومساهمتهم الفعلية في استتباب الأمن في مدن الاقليم، ولكن بعد محاربة النظام الاتحادي للكورد في الأقليم والمؤامرات المتعددة التي تعرض لها الكورد واليأس من اعادة الأمور الى نصابها لاستمرار العيش المشترك بين الشعبين الكوردي والعربي في العراق قررت قيادة الأقليم اجراء استفتاء تقرير المصير الذي هو حق لكل الشعوب في مختلف اصقاع الأرض، فجن جنون الشوفينيين والعنصريين لهذا الاجراء، واصبحوا يهددون ويوعدون ويزمجرون ليكشفوا عن انيابهم الحقيقية التي كانوا يخفونها، لكن الدلائل كلها تشير الى ان الاستفتاء سيجرى في موعده المقرر لها، حتى وان وقف العالم كله ضد هذا الحق المشروع، وحتى لو زحفت كل جيوش الارض لوأد الحلم الكوردي في الاستقلال وتأسيس دولة تضم ابناءها وكل المؤمنين بالسلام والتعايش من مختلف القوميات والمكونات، فالشعوب الحرة لا تقبل الظلم والتجويع والتهميش وتناضل من اجل حريتها مهما كان الثمن.

الكورد وتحرير نينوى

لو لا الكورد لما تحررت نينوى هذا واقع يعرفه القاصي والداني ولكن للاسف عند تحرير الموصل نجد بأن وسائل الاعلام والفرحين بهذا التحرير نسوا نهائياً دور الكورد والبيشمركة وتضحياتهم من اجل تحرير الموصل ونينوى بشكل عام، واصبحت الانظار كلها تتجه الى القادة الميدانيين داخل الموصل ( مع اعتزازنا بهم وتقديرنا لدورهم ) ولم يذكر أحد منهم دور البيشمركة الابطال الذين كانوا بمثابة مفتاح النصر في الموصل وهذا لعمري سبب آخر من اسباب استهجان الكورد ورفضهم البقاء ضمن الدولة العراقية التي تحاربهم بكل الطرق المتاحة وتغبنهم وتهمّش دورهم في المواقف المصيرية والبطولية.

 

هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان24 بأي شكل من الأشكال.