الصدر يستبعد الاحتجاجات ويتبنى "انقلاباً" ضد "الدولة العميقة"

قال مسؤولون في التيار الصدري، إن زعيمهم مقتدى الصدر يقود "انقلاباً بطيئاً" في محاولة لتحسين الخدمات ومحاربة الفساد في البلاد عبر اسقاط "الدولة العميقة".

اربيل (كوردستان 24)- قال مسؤولون في التيار الصدري، إن زعيمهم مقتدى الصدر يقود "انقلاباً بطيئاً" في محاولة لتحسين الخدمات ومحاربة الفساد في البلاد عبر اسقاط "الدولة العميقة" التي شكلها حزب الدعوة في السنوات التي اعقبت سقوط النظام السابق.

ونقلت صحيفة (عرب نيوز) السعودية الناطقة بالانجليزية عن مقربين من الصدر أن زعيمهم يريد استبدال الكبار المسؤولين في الحكومة بمهنيين مستقلين.

وقال أحد قادة التيار الصدري للصحيفة، التي لم تشر الى اسمه، إن الصدر استبعد المظاهرات للضغط على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لقبول التغييرات.

يأتي هذا في الوقت الذي تجري فيه القوى السياسية مفاوضات حامية لتقاسم الآلاف من الوظائف الحكومية بما في ذلك مناصب وكلاء الوزارات والمديرين العامين والسفراء ورؤساء الهيئات المستقلة والقادة العسكريين والأمنيين ورؤساء الجامعات وغيرهم.

وكان حزب الدعوة الاسلامية الذي يقوده نوري المالكي قد استحوذ على معظم تلك المناصب خلال ترؤسه لأربع من الحكومات الست التي تشكلت منذ عام 2003.

ولطالما القى الصدر، الذي يسيطر على أكبر كتلة برلمانية، باللائمة على حزب الدعوة بسبب الفساد المالي والإداري وتردي الخدمات الاساسية في البلاد.

وقال احد قادة التيار الصدري للصحيفة الخليجية إن "استبدال جميع هؤلاء الموظفين الكبار بخبراء فنيين مستقلين سوف يحسن أداء الحكومة".

وأضاف أن الصدر يريد أيضاً "تفكيك مافيا الفساد المالي والإداري الذي يسيطر على الوزارات وينهب الأموال العامة".

وتابع "يمكننا القول إن الصدر يقود انقلاباً سلمياً وبطيئاً لتصحيح الحكومة".

ومضى يقول "لقد تم انشاء الحكومة بشكل خاطئ ويجب تصحيح ذلك. نحن نعمل على تحقيق التغيير من خلال تغيير صناع القرار في الحكومة".

وبموجب قانون الموازنة العامة للبلاد 2019، كان على عبد المهدي إنهاء ملف الدرجات الخاصة ومناصب الوكلاء بحلول 30 من حزيران يونيو المنصرم.

وقال نواب من ائتلافي سائرون والفتح إنهم يعملون على تفكيك ما أسموه "الدولة العميقة" التي شكلها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وقال نائب في ائتلاف سائرون "جميع اللاعبين الرئيسيين داخل العراق لديهم قناعة بأن الوضع لن يتغير ما لم يتم تغيير قلب الحكومة".

وشهدت البلاد طيلة السنوات الماضية احتجاجات، كانت تعتمد على دعم الصدر، للتنديد بالفساد وتطالب بالخدمات وفرص العمل. إلا أنه في هذه المرة لم تتلق مكاتب التيار الصدري أي توجيهات للانضمام إلى المظاهرات في البصرة والناصرية والديوانية.

وقال مدير المكتب الإعلامي للصدر في البصرة سعد المالكي في تصريح للصحيفة "لم نتلق أي تعليمات للمشاركة في أي مظاهرة".

وكانت الاحتجاجات المدعومة من الصدر وسيلة فعالة للضغط على الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003، لكنها غالباً ما تتحول إلى اعمال عنف واضطرابات.

وقال قيادي بارز في تيار الصدر "إذا رفض (عبد المهدي) مشروع الصدر، فالبرلمان موجود وهناك مظاهرات. الشارع يغلي بالفعل... وستتم الإطاحة بالحكومة في أيام".