صحفي عراقي في كتابه: صدام كان يقوّض الاتفاقات و"اي حل بدون بارزاني سيفشل"

تنشر صحيفة "المشرق" حلقات من كتاب "اتفاقية الجزائر والأسرار الكاملة لانهيار الحركة الكوردية المسلحة في آذار 1975" للكاتب والصحفي العراقي شامل عبد القادر.

أربيل (كوردستان 24)- تنشر صحيفة "المشرق" حلقات من كتاب "اتفاقية الجزائر والأسرار الكاملة لانهيار الحركة الكوردية المسلحة في آذار 1975" للكاتب والصحفي العراقي شامل عبد القادر.

وفي العدد الذي نشر يوم امس الاربعاء 3 من شهر تموز الجاري نشرت الصحيفة جزء من الكتاب يتحدث فيه شامل عبد القادر عن التحالفات التي عقدها صدام حسين والتي في معظمها باءت بالفشل.

ويعزو الكاتب سبب فشل تحالفات رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين الى عدم التزامه بتعهداته.

وفي الفصل السادس من الكتاب وبصدد الحديث عن النفوذ الإيراني يسرد الكاتب قصة جرت بين صدام حسين والزعيم الكوردي ملا مصطفى بارزاني قبل صدور بيان 11 اذار عام 1970.

وتقول القصة ان صدام قال لبارزاني حين التقى به: لو يدعنا الاستعمار فإننا سنتمكن أن نتفق فيما بيننا"، فيرد عليه بارزاني "إنه ليس ذنب الاستعمار إنما من ذنبنا"، فقال صدام "كيف تقول ذلك؟" رد عليه بارزاني "انظر الى سفح هذا الجبل..ماذا ترى؟"

أجابه صدام "أرى راعيا يرعى الغنم"، قال بارزاني حسنا اذا مانام الراعي وغفل عن الأغنام وتحين الذئب الفرصة وهجم فنبتت أنيابه في الأغنام ومزقها شر تمزيق فمن يكون مسؤولا ياترى؟ الراعي أم الذئب؟

فأجابه صدام "طبعا الراعي" فقال بارزاني "لو افترضنا جدلا أنك تملك دارا فاخرة فيها مجموعة من التحفيات وفتحت الأبواب والنوافذ وجاء لص وسرق التحفيات من يكون مسؤولا ياترى؟

فأجابه صدام "طبعا أنا"، فرد بارزاني "لو افترضنا أننا الراعي وصاحب الدار،  والذئب والسارق هما الاستعمار فمن يكون مسؤولا..نحن أم الاستعمار؟

اضطر صدام أن يقول "اننا مسؤولان عما وقع".

ويقول الكاتب ان صدام جاء الى "كلالة" بورقة بيضاء عليها توقيعه الشخصي وقال "اكتبوا ماتشاؤون على هذه الورقة وموافقتي المسبقة لا تحتاج الى تفسير أو بيان".

ويتابع شامل عبد القادر في الكتاب "للأسف لم يكن سلوك صدام عام 1975 مطابقا لسلوكه مع بارزاني عام 1970 فقد أسلم الرجل راسه ورأس العراق للشاه واجريت اغرب اتفاقية لبيع المياه والاراضي الوطنية، اعطي شط العرب مقابل رأس الكورد وكوردستان وثورة ظفاروحركتها التحررية مقابل راس شط العرب".

ويريد الكاتب عبر إيراد هذه القصة تأكيد فكرة أن تحالفات صدام واتفاقاته كانت تنتهي نهايات دموية في أغلب الاحيان وانه كان دائما المبادر لعقد تلك التحالفات والاتفاقات وهو المبادر ايضا لتقويضها وإفشالها على حد تعبيره.

ويورد الكاتب قصة اخرى قائلا "من المسلمات الاساسية ان اي اتفاق مع الأكراد يتجاوز زعامة ملا مصطفى بارزاني يظل ناقصا وغير فعال وغير ناجح ايضا، يقول الدكتور عبد الستار الجواري انه زار بارزاني في اعقاب أزمة مع النظام ونقل له تحيات كل من الفريق حردان التكريتي والفريق صالح مهدي عماش نائب رئيس الجمهورية واستعدادهما لحل اي اشكال وفقا لروح بيان آذار ووفقا لرغبة الرفيق صدام حسين.

فرد بارزاني "ان كان حردان وعماش يثقان بصدام حسين فأنا مستعد للثقة به ايضا واذا كانا لا يعرفان ماذا يبيت لهما فعليك ان تنقل اليهما تمنياتي بالبقاء بعيدا عن مؤامرته".

ويكمل الكاتب "ولم تمض اشهر حتى طرد حردان واغتيل فيما بعد في الكويت كما توقع بارزاني".

ويقول شامل عبد القادر ان "مسعود بارزاني كان حاضرا في اللقاء الذي جمع بين والده والجواري وأيد ذلك الحديث لحسن العلوي.

سوار أحمد