الواشنطن بوست: مع سيطرة طالبان فإن الجماعات الإرهابية المعادية لباكستان ستتشجع

إن سيطرة طالبان على أفغانستان بدأت فعلاً في التأثير على باكستان
الواشنطن بوست: مع سيطرة طالبان فإن الجماعات الإرهابية المعادية لباكستان ستتشجع
الواشنطن بوست: مع سيطرة طالبان فإن الجماعات الإرهابية المعادية لباكستان ستتشجع

أربيل (كوردستان 24)- أشار الكتاب جيري شيه، وشايق حسين، وحق نواز خان في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه منذ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وسيطرة طالبان على كابول، أظهرت القوى الباكستانية المتناحرة عادة، اتفاقاً على أمر نادر: الوحدة.

ورحب رئيس الوزراء عمران خان بكسر الأفغان "سلاسل العبودية". وهنأ خصومه السياسيون طالبان على "انتصارها التاريخي" على الامبريالية الأمريكية. واحتفل ستة جنرالات باكستانيين متقاعدين علناً. وهكذا فعلت الجماعات المتطرفة التي تكن عداءً لجنرالات باكستان وحكومتها.

لكن خلف مظاهر الابتهاج الواسعة، بدأت باكستان تعيد حساباتها لتأثيرات الاضطراب الذي يجتاح الحدود الأفغانية. ولم يؤد انتصار لطالبان فقط إلى تحفيز الجماعات الإرهابية داخل باكستان، وإنما عزز موقع الأحزاب الدينية المتشددة التي تسعى إلى إعادة تشكيل باكستان على صورة إسلامية أكثر تشدداً.

والنتيجة، يقول محللون ومسؤولون باكستانيون حاليون وسابقون، تجدد مأزق المؤسسة العسكرية التي تسعى منذ أواخر السبعينات إلى إستخدام إستراتيجي، ولكن على قاعدة الاحتواء، للنشاط الديني القابل للاشتعال في البلاد. ومن مدينة جنوبية مترامية الأطراف إلى حلقة دراسية معروفة بعلاقاتها مع المجموعات المتشددة، أبدى قادة دينيون محافظون، وسياسيون تفاؤلاً بعودة طالبان.

والخميس، أبلغ مولانا حامد الحق، السياسي الأكثر محافظة، الذي يكنى "أبو طالبان" أتباعه بأن الحركة  "أرست سلاماً وأمناً لا نظير لهما في افغانستان" وأثبتت عيوب الديموقراطية، ويجب أن تلهم "كفاحاً قوياً مماثلاً من أجل نظام إسلامي حقيقي في أفغانستان"، ويقول محمد أمير رانا، مدير المعهد الباكستاني للدراسات الإستراتيجية، إن سيطرة طالبان على أفغانستان المجاورة بدأت فعلاً في التأثير على باكستان بطرق بعيدة المدى.

ويضيف "مع سيطرة طالبان، فإن الجماعات الإرهابية المعادية لباكستان ستتشجع، ولن ينتهي الأمر هنا، إذ من الممكن بروز قصص جديدة عن الحرب في البلاد، من شأنها تحويل الجدل الدائر حالياً حول الدولة، والمجتمع، والدور الذي يضطلع به الدين".

ويقول المسؤولون الباكستانيون إن هاجسهم الأكبر في الوقت الحاضر، إحياء إئتلاف من مجموعات متشددة يعرف بحركة "تحريك طالبان باكستان"، المتحالفة مع طالبان أفغانستان، والتي سبق لها أن نفذت 1800 هجوم ضد الدولة الباكستانية، وأهداف مدنية في العقد الماضي.

وبعدما أشادت طالبان باكستان "بالنصر المبارك" في أفغانستان، أعلنت الحركة أنها شنت هجوماً آخر في الأسبوع الماضي عندما اجتاز مسلحون الحدود من أفغانستان، وقتلوا جنديين في المنطقة القبلية بشمال باكستان. وجاء في تقرير لمجلس الأمن في يوليو (تموز) الماضي، أن ما يصل إلى 6 آلاف مقاتل مدرب ينتمون إلى طالبان باكستان، موجودون على الجانب الأفغاني من الحدود.

وأفاد تقرير في يونيو (حزيران) بأن طالبان أفغانستان تحافظ على علاقتها بطالبان باكستان. وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الباكستاني مشاهد حسين سيد،إأن إسلام أباد رسمت "خطوطاً حمراء" أمام طالبان أفغانستان تحذرها من إيواء "تحريك-طالبان باكستان".

وأفاد مسؤول سابق في طالبان باكستان بأن إسلام أباد طلبت من طالبان أفغانستان إرغام مقاتلي طالبان باكستان، على تسليم أسلحتهم مقابل حصولهم على عفو. واستناداً إلى مسؤولين باكستانيين، فإن رئيس الاستخبارات الباكستانية اللفتنانت جنرال فايز حميد، توجه إلى كابول السبت، ليناقش مع قادة طالبان مسائل الأمن، والتجارة.

وأقر الجنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود بالهواجس التي تنتاب باكستان من الحكومة الجديدة في كابول، مشيراً إلى احتمال "طلبنة" المجتمع الباكستاني. لكنه أضاف أن مثل هذه المخاوف تُضخم لسبب بسيط، أن باكستان مارست دوماً ضغوطاً على أفغانستان. ولفت إلى أن "الحقيقة، أن النفوذ لا يسير في اتجاهين...إنه ذو اتجاه واحد".

المصدر 24: