وزير الخارجية العراقي يطالب تركيا بسحب قواتها العسكرية من الأراضي العراقية

أربيل (كوردستان 24)- طالب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أنقرة بسحب قواتها العسكرية من الأراضي العراقية، وذلك لإنهاء معاناة الشعب العراقي من الاعتداءات التركية المستمرة، على حد تعبيره.

وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها فؤاد حسين يوم الثلاثاء، في جلسة مجلس الأمن الخاصة والطارئة بشأن الاعتداء التركي، على منتجع سياحي بمحافظة دهوك الأسبوع الماضي.

وقال وزير الخارجية العراقي "في يوم الأربعاء الموافق 20 تموز 2022، الساعة 13:50، ارتكب الجيش التركي عدواناً ضد أراضي وسيادة العراق وحياة مواطنيه، بقصف مدفعي عنيف على العوائل العراقية أثناء تواجدها في مصيف بَرخ في محافظة دهوك، أسفر عن استشهاد 9 مدنيين من ضمنهم طفلة واحدة، وجرح 33 مدنيا أعزل، مع إلحاق اضرار بالمنشآت المدنية، ومخُلفاً خسائر مادية".

وتابع "وقد أحطنا مجلسكم الموقر بموجب الرسالة المؤرخة في 21 تموز 2022 بتفاصيل الحادث، ويدين العراق بأشد العبارات هذا العدوان الصارخ الذي ارتكبه الجيش التركي بحق الأبرياء المدنيين، والممتلكات المدنية، والذي يُشكل عدوانا عسكرياً على سيادة العراق وأمنه وسلامة أراضيه، وإخلالاً وتهديدا للسلم والأمن الإقليمي والدولي، ويُعدُ خرقاً لأحكام قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومبادئ حُسن الجوار، وانتهاكاً لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والأهداف التي قامت من أجلها المنظمة".

وحول الإجراءات العراقية أوضح حسين إنه "وإثر الهجوم العسكري على الأراضي العراقية، تم تشكيل لجنة وطنية من قبل الحكومة العراقية برئاستنا للتحقيق في ظروف هذا الاعتداء، والتي جمعت الأدلة من موقع الاعتداء تضمنت شظايا مقذوفات المدفعية الثقيلة من عيار 155 ملم والتي يستخدمها الجيش التركي في المنطقة المحيطة بالمصيف. وستقوم هذه اللجنة ايضاً بمهام وضع الخطوط العامة لإدارة هذه الازمة".

وأضاف ان "هذا العدوان دليل ملموس أمام المجلس على استمرار تركيا بتجاهل مطالبات العراق بإيقاف انتهاكاتها العسكرية المستمرة للسيادة العراقية، وسحب قواتها العسكرية من الأراضي العراقية، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، فمنذ عام 2018، تم توجيه (296) (مئتين وست وتسعون) مذكرة رسمية ثنائية صادرة عن وزارة الخارجية العراقية الى نظيرتها التركية، للاحتجاج على هذه الانتهاكات، والتي بلغَ مجموعها 22,742 انتهاكا لحد الآن".

وقال حسين في كلمته " نُندد امام المجتمع الدولي من جديد بالتواجد غير الشرعي للقوات العسكرية التركية في الأراضي العراقية، ونحذر من استمرار السلوك العدواني للجيش التركي الذي قد يدفع الأمور الى ما لا يحمد عقباه، وسط حالة من الغضب الشعبي العارم الذي يجتاح العراق من الجنوب الى الشمال في كوردستان العراق، كما نجدد شجبنا لقرار البرلمان التركي الذي اتخذه في تشرين الأول 2021 لتمديد تخويل وجود قواته في العراق لمدة سنتين، ونؤكد على ان هذا النهج لن يسبب الا فقدان الأمن للجميع".

ودعا حسين في كلمته المجلس الى ممارسة مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين، من خلال إصدار قرار عاجل يُلزم تركيا بسحب قواتها العسكرية المحتلة من كامل الأراضي العراقية، بإشراف كامل من المجلس، وتحميلها تبعات رفض ذلك، لإنهاء معاناة الشعب العراقي من الاعتداءات التركية المستمرة على أجواء وأراضي وسيادة العراق.

كما طالب المجلس كذلك بإضافة بند الحالة بين العراق وتركيا على أجندة أعمال مجلس الأمن، نظراً لتكرار الخروقات التركية للأراضي والأجواء العراقية منذ سنوات عدة التي تسبب وقوع مستمر من الضحايا المدنيين العراقيين العزل، وتوسيع عدد ومساحة تواجدها العسكري غير الشرعي على الأراضي العراقية.

وأوجز وزير الخارجية في كلمته مطالب العراق من مجلس الأمن وكما يلي:

-إصدار قرار يلزم تركيا بسحب قواتها العسكرية من كامل الاراضي العراقية، حيث أن تواجد هذه القوات غير شرعي ولم يكن بطلب من الحكومة العراقية، وليس هناك اي اتفاق او اتفاقية عسكرية أو امنية بهذا الخصوص، وأن تواجدها سيؤدي الى زعزعة الوضع الامني وخلق حالة عدم الاستقرار.- توجيه إدانة قوية تجاه هذا العدوان، والعمل على ضمان مساءلة مرتكبي هذا الفعل الشنيع الذي استهدف المدنيين، بوصفه تهديدا للأمن القومي العراقي، وللسلم والأمن الإقليمي والدولي، عبر تشكيل فريق دولي مستقل للتحقيق في هذا العمل العدواني.
- نطالب بإدراج بند الحالة بين العراق وتركيا على أجندة اعمال مجلس الامن، نظرا لتكرار الخروقات التركية للأراضي والاجواء العراقية منذ سنوات عدة، والتي تسبب بوقوع ضحايا من العراقيين العزل. 
-  إلزام الحكومة التركية بدفع التعويضات الناجمة عن الخسائر التي لحقت بالمدنيين العُزل، وما نجم عنه من توقف نشاطات اقتصادية وسياحية نتيجة هذا القصف المدفعي التركي.
وتابع حسين "ومن جانب آخر وإذ يؤكد العراق على إبداء المسؤولية وعلى نحو شفاف، وسلامة موقفه تجاه ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، يعرب العراق عن استعداده الكامل للعمل مع الامم المتحدة والدول الاخرى المعنية من اجل إخراج عناصر الحزب العمال الكوردستاني التركي من الأراضي العراقية لان وجودها يسبب زعزعة الامن وخلق حالة عدم الاستقرار في العراق".