الحرب والإهمال يُهددان مِئات المعالم الأثرية والتاريخية في اليمن

المُتحف الوطني بمحافظة تعز اليمنية
المُتحف الوطني بمحافظة تعز اليمنية

تواجه مئات المعالم والمباني الأثرية والتاريخية في اليمن تهديد الاندثار، إثر انهيارات وأضرار لحقت بالكثير منها خلال الحرب نتيجة استهدافها وعدم صيانتها وترميمها.

بعد تماسكها لقرونٍ من الزمان، هاهي أركان المُتحف الوطني بمحافظة تعز اليمنية تتعرض لانهياراتٍ مُتكررة، حيث يعود تاريخ بناءها لعهد الدولة الرسولية، وتحول اليوم إلى رُكامٍ وأنقاض جرّاء تداعيّات الحرب.

المُتحف كان نافذةً مُطِّلةً على تاريخ المُحافظة، وجُزءاً من كنزها التُراثي، من خلال ما تضمنه من مُقتنيات ومخطوطات لمُختلف الدول التي حكمت اليمن منذُ القِدم.

وقال رمزي الدميني - مُدير متاحف مُحافظة تعز لكوردستان24، "هُناك مُشكلة مُتعلقة بحماية المُتحف، خاصةً وأنه كان يقع في منطقة قريبة من المُواجهات، وهذا أثر على المُتحف وأدى إلى تعرُّض جزءٍ من المخطوطات والقطع الأثرية للاحتراق والتهريب والسرقة".

الحرب طالت كذلك أكثر من 15 معلماً أثرياً وتاريخياً في مدينة تعز اليمنية بمفردها، فبعضها تعرض لانهيارات وأُخرى ما تزال مُهددة إثر تصدُّعات وتشقُّقات تتوسع بمرور الأيام.

بالنسبة لدور العبادة والقباب الأثرية فإنها مثلت رمزيةً هامة لطراز العمارة اليمنية الأصلية، وإهمالها بات يُشكِّل خطراً عميقاً على هوية الدولة اليمنية.

من جهته أكد محبوب الجرادي - مُدير عام الهيئة العامة للآثار في تعز لكوردستان24، يُصبح الإنسان فاقِداً لهوِّيته عندما تندثرُ معالمه التاريخية والأثرية كالمتاحف والحُصون، لأنها تُعتبر مؤسسات تعليمية بالنسبة للمُجتمع.

في قديم الزمان طوًّع اليمنيون تضاريس بِلادهم، وتحصَّنوا بالقِلاع الموجودة على قمم جِبالهم، وهي مُنشآت تعكس طبيعة الظروف العسكرية والسياسية لمُختلف الحُقب التي عاشها أبناء الدولة اليمنية، لكنَّ آلة الحرب في السنوات الأخيرة خلّفت آثاراً مُدمِّرة في مُستقبل ذلك التراث.

ومع استمرار انهيار المعالم الأثرية وإهمال ترميمها، تبدو المكانة التاريخية والسياحية اليمنية مُهددةً بالفُقدان، وهو ما يعتبره مُختصون اندِثاراً لحضارة عُمرها آلافُ السنين.