نزوح الالاف من الاهوار وفقدان 95 في المائة من الثروة السمكية

تضررت الاهوار بشكل كبير بسبب التوسع في الأراضي للزراعة والتنقيب عن النفط وعقود من الحرب

أربيل (كوردستان24)- أدى الجفاف وانخفاض هطول الامطار وتدفق المياه في نهري دجلة والفرات ومشاكل أخرى مثل تدهور جودة المياه الناجم عن مياه الصرف الصحي وارتفاع مستويات الملوحة التي تتراكم بشكل طبيعي في أوقات الجفاف والتلوث الناجم عن المبيدات الحشرية والنفايات الصناعية غير المعالجة الى جفاف مساحات شاسعة من أهوار العراق.

وقال الناشط البيئي جاسم الاسدي لصحيفة ذا ناشيونال "إن الصورة قاتمة والسكان يعانون من المرارة ويعيشون تحت خط الفقر".

وأوضحت الصحيفة "كانت الاهوار الأسطورية التي خلدت في العراق من خلال صور مباني من القصب الشهيرة المعروفة باسم المضيف، وفي الغرب من خلال الكتابات الشعرية للمستكشف ويلفريد ثيسيجر موطناً لملايين الطيور المحلية والمهاجرة بالإضافة الى عرب الاهوار وهم أقلية فريدة في المنطقة، وقد قاموا بصيد وتربية جاموس الماء في مياهها لأكثر من 5000 عام".

وأضافت الصحيفة "تضررت الاهوار بشكل كبير بسبب التوسع في الأراضي للزراعة والتنقيب عن النفط وعقود من الحرب، وبعد حرب الخليج عام 1991 عانت الأراضي الزراعية الرطبة من دمار لا يوصف عندما حول صدام حسين تدفق نهري دجلة والفرات بعيداً عن الاهوار، وتحولت الاهوار الى صحراء مما اضطر 300 ألف نسمة الى النزوح".

ومنذ عام 2003 أدت جهود إعادة تأهيل الاهوار الى إحياء المنطقة تدريجياً وأعيد غمر أجزاء كبيرة من المياه بعد هدم السدود، مما سمح للنباتات بالنمو مرة أخرى وعودة السكان الى الاهوار وإحياء الصيد وصيد الأسماك، واستعادت الاهوار 40% من مساحتها الاصلية".

وقال الناشط جاسم الاسدي "تمر الاهوار بأسوأ أيامها حيث تغطي المياه أقل من 8%، وفي السنوات الأخيرة تجاهلت تركيا الدعوات لوقف بناء عدة سدود على نهري دجلة والفرات مما قلل بشكل كبير تدفق المياه، كما وحولت ايران جميع الروافد تقريباً لاستخدامها داخل حدودها".

وأوضحت الصحيفة أنه "خلال الصيف غادرت أكثر من ألف أسرة الى المناطق الحضرية في محافظة ذي قار حيث توجد أجزاء كبيرة من الاهوار، وتم فقدان حوالي 95% من الموارد السمكية".

وأضاف الناشط جاسم الاسدي "ان صادرات الأسماك اليومية في بلدة الجبايش موطن الاهوار الوسطى، انخفضت من 100 طن الى 8 أطنان الآن، وان كل عائلة فقدت ما لا يقل عن 25% من جواميسها إما ببيعها لتلبية احتياجاتها أو مشاهدتها وهي تموت بسبب نقص العلف أو سوء جودة المياه، وانخفض عدد الجاموس في الاهواء من 33 ألفاً الى 29 ألف، وانخفضت إنتاجية الجاموس من 5 لترات من الحليب الى لتر واحد".

وصنفت الأمم المتحدة العراق على انه خامس دولة معرضة لتغير المناخ في العالم حيث يؤثر التصحر على 39% من البلاد وتدهور أكثر من 54% من الأراضي الزراعية، وتقلصت العديد من بحيرات العراق وتعرضت البلاد لسلسلة من العواصف الرملية الشديدة ما أدى الى شل الحياة ودخول الالاف الى المستشفيات.