العراق بصدد معالجة المتعاطين.. والشمري يقترح تحويل معسكرات الجيش إلى مصحّات

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال افتتاحه إحدى المصحات في بغداد
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال افتتاحه إحدى المصحات في بغداد

أربيل (كوردستان 24)- تعتزم بغداد تحويل معسكرات الجيش المتروكة منذ عام 2003، إلى مصحّات لمعالجة متعاطي المخدرات في العراق والذين زادت أعدادهم بشكلٍ كبير خلال الأعوام الأخيرة.

يأتي ذلك، بعد طلبٍ اقترحه وزير الداخلية العراقي عبدالأمير الشمري خلال اجتماعٍ جمعه مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ووزير العدل خالد شواني، لتحويل تلك المعسكرات إلى مصحات خاصة بالإدمان.

وخُصِّص الاجتماع لكيفية التعاطي مع ارتفاع حالات الإدمان في العراق والإطار الصحي والقانوني لمعالجتها، بعد أن أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع العراقي، بحسب بيان للرئاسة العراقية.

ووافق مجلس الوزراء العراقي أخيراً على إنشاء مصحات قسرية للمتعاطين تدار من قبل وزارة الداخلية، التي قرر وزيرها إجراء بعض التغييرات في هذا الملف تتضمن إعادة هيكلة وتنظيم مديرية مكافحة المخدرات وربطها بمكتب الوزير.

وبدأ العراق بالتوسع في بناء المصحات وفق خطة حكومية أعلنت عنها الحكومة مطلع العام الماضي، لا سيما أن العراق يفتقر إلى المصحات المتخصصة في علاج إدمان المخدرات، بحسب تقريرٍ لصحيفة الإندبندنت عربية.

وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني افتتح الشهر الماضي مركز "القناة للتأهيل الاجتماعي" في العاصمة بغداد بسعة 150 سريراً بعد إعادة تأهيله.

ولعل زيادة أعداد متعاطي المخدرات بشكلٍ كبير؛ دفعت وزارة الصحة إلى تقديم مقترح لفحص جميع موظفي الدولة لتثبيت سلامتهم من تعاطي المخدرات.

وأوضح المستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة عماد عبدالرزاق، في تصريحٍ لصحيفة "الصباح" الرسمية، أن "نسبة المتعاطين بين النساء تبلغ سبعة في المئة بسبب الظروف الاقتصادية والعنف وحالات الاكتئاب والقلق".

وأضاف "فيما تصل إلى 60 في المئة بين الشبان بأعمار 15 ـ 25 سنة من الحاصلين على الدراسة الابتدائية فقط، وسبعة في المئة بين طلبة الجامعات، أما النسبة المتبقية فتنتشر بين الشبان الحاصلين على الدراسة المتوسطة".

من جانبها، اعتبرت عضو مفوضية حقوق الإنسان السابقة بشرى العبيدي، اقتراح وزير الداخلية بالخطوة المهمة في مواجهة ملف المخدرات في العراق.

وأشارت إلى أن مثل هذه المصحات يجب أن تضم كل المقومات الأساسية لمعالجة المدمنين.

من جهته، رأى الخبير الأمني "أعياد الطوفان" أن الجيش العراقي يعاني قلة المعسكرات التي تفتقر إلى المقومات التي تحتاج إليها المصحات.

وقال "معسكرات الجيش السابق تمت سرقتها وتحويل ملكيتها لوزارات أخرى، وعلى سبيل المثال معسكر اللواء الثامن في الأنبار من أقدم معسكرات الجيش العراقي وتم تحويل ملكيته وتوزيعها لأراض سكنية".  

ولفت "الطوفان" إلى أن هناك أكثر من 350 بين معسكر وبناية تابعة للجيش تمت السيطرة عليها، إلا أنه تمت استعادة 58 معسكراً منها.

مبيناً أن كثيراً منها تحوّل إلى أراضٍ جرداء، وأن المعسكرات الموجودة تفتقر إلى البنى التحتية، مؤكّداً أن المدمن يحتاج إلى مكان مخصص للعلاج وليس إلى معسكر مترامي الأطراف.