تقرير أمريكي: الكورد تحولوا من " المظلومية " إلى مرحلة "القوة والتمكين"

"الكورد عززوا موقفهم السياسي وجذبوا الاستثمارات الأجنبية،  وتحولت أربيل  إلى مدينة مزدهرة"

أربیل (كوردستان 24 ) - رصدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية حركة الازدهار الواسعة التي شهدها إقليم كوردستان خلال العقدين الماضيين، وهو ما يتناقض تماما عما كان يبدو عليه الاقليم قبل العام 2003. 

وأشار التقرير الأمريكي الذي تابعته كوردستان 24 ؛ الى ان اربيل شهدت تحولات خلال السنوات العشرين الماضية، بما في ذلك الطرقات السريعة على الطراز الامريكي حيث تصطف على الجانبين مطاعم الوجبات السريعة ومكاتب بيع العقارات والمباني الشاهقة حيث يقيم العديد من أعضاء النخبة السياسية والتجار في مجتمع مسور في الضواحي يطلق عليه اسم "القرية الأمريكية"، والتي يصل سعر المنزل فيها الى 5 ملايين دولار، والمزينة بالحدائق التي تستهلك أكثر من مليون لتر من المياه يوميا خلال الصيف. 

ولفت التقرير إلى أن هذا البذخ بعيد كل البعد عما كان عليه الوضع قبل 20 عاما، عندما كانت اربيل في ذلك الوقت منعزلة ولا يوجد فيها مطار، وهو ما تغير بسرعة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2003 للإطاحة بصدام حسين.

واضاف التقرير انه بعد 2003 سقطت العديد من مناطق العراق في حالة من الفوضى، إلا أن الكورد عززوا موقفهم السياسي وجذبوا الاستثمارات الأجنبية،  وسرعان ما تنامت اربيل لتتحول إلى مدينة مزدهرة، وافتتحت بعد ذلك بعامين  مطارا تجاريا جديدا تم تشييده بأموال تركية، وتبعه بعد ذلك بسنوات مطار دولي أكثر اتساعا.

ونقل التقرير عن الباحث في معهد واشنطن بلال وهاب قوله إن السردية التقليدية هي أن الكوردي هو ضحية المظالم، الا ان العراق منذ العام 2003 "لم تعد هذه هي الرواية الكوردية. القصة هي قصة القوة والتمكين". 

وذكر التقرير بتعهد الغرب للكورد بوطن قومي لهم بعد الحرب العالمية الأولى من خلال "معاهد سيفر" العام 1920، لكن كوردستان جرت تجزئتها منذ ذلك الحين، وحصلت تمردات كوردية منذ ذلك الوقت في ايران والعراق وتركيا، بينما في سوريا، اشتبك الكورد مع الفصائل المدعومة من تركيا.

ونقل التقرير عن القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكوردستاني هوشيار زيباري الذي عمل وزيرا للخارجية في أول حكومة عراقية في مرحلة بعد صدام حسين، قوله إنه "أقمنا مؤسساتنا الخاصة، البرلمان، الحكومة ،وكانت لدينا حرب اهلية خاصة بنا، لكننا تغلبنا على ذلك". 

واضاف زيباري "لقد جلب تغيير النظام في بغداد الكثير من الفوائد لهذه المنطقة". 

كما لفت التقرير الى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، وهو من الاتحاد الوطني الكوردستاني، قدم تقييما متفائلا لتطورات ما بعد العام 2003، بقوله ان الكورد كانوا يستهدفون اقامة "عراق ديمقراطي، وفي نفس الوقت تحقيق نوع من تقرير المصير للشعب الكوردي"، مضيفا أنه مع إسقاط صدام حسين، "فإننا حققنا ذلك (..) اصبحنا جماعة قوية في بغداد".