الأولى منذ سنوات... وزير الخارجية السعودي يزور طهران السبت المقبل

"عودة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية بعد انقطاع 7 سنوات"

‌أربيل (كوردستان24) -أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية، اليوم الخميس، أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سيزور طهران يوم السبت المقبل.

وكان قد ألمح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الاثنين، عن زيارة مرتقبة يجريها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى إيران "قريبًا".

وأوضح كناني أنه، "مع عودة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية بعد انقطاع 7 سنوات، افتتحت بلاده سفارتها بالرياض وقنصليتها في جدة".

وأضاف أن، "وزير الخارجية السعودي سيزور طهران في وقت قريب تلبية لدعوة نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وللمشاركة في افتتاح سفارة الرياض فيها".

وفي 10 آذار الماضي أعلنت الرياض وطهران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية افتتاح سفارة طهران لدى الرياض والقنصلية العامة الإيرانية في جدة.

أنهى الاتفاق الإيراني السعودي بواسطة الصين، سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية، ليعلن الطرفان استئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية في بيان ثلاثي صادر عن بكين بعد ختام مباحثات استمرت أربعة أيام استضافتها الصين من 6 إلى 10  آذار من العام الجاري  .

ويفتح هذا التطور المفاجئ باب التساؤلات عن أسباب وتداعيات "المصالحة" الإيرانية السعودية على الملفات الإقليمية، وخاصة أوضاع الساحات التي تشهد طيلة عقود تنافساً حاداً وحروباً بالوكالة بين الطرفين. 

المباحثات الجديدة التي توجت باتفاق المصالحة، جاءت بمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما ورد في البيان الثلاثي، أدارها رئيس مكتب الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وزير الخارجية السابق وانغ يي، وشارك فيها من إيران أمين المجلس القومي الإيراني علي شمخاني، ومن السعودية عضو مجلس وزراء ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان.

تاريخ مشحون من التوترات :
إيران والسعودية قوتان إسلاميتان كبيرتان ومصدران كبيران للنفط، تحظيان بموقع جيوبولوتيكي واستراتيجي مهم في الشرق الأوسط والخليج. مرت العلاقات بين البلدين بمراحل تاريخية مختلفة، تشوبها توترات واضطرابات مستمرة وتحسن وتقارب لفترات لم تستمر طويلاً.  

لعل أول قطيعة بين البلدين حصلت عام 1943 في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، على خلفية إعدام حاج إيراني. واستمرت هذه القطيعة نحو أربع سنوات. لكن حينها لم تكن بين إيران الشيعية والسعودية السنية خلافات إيديولوجية، كما حصل بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

فقبل الثورة الإيرانية، كانت إيران والسعودية حليفين رئيسيين للولايات المتحدة الأميركية، والأخيرة كانت الناظم والضابط للعلاقات بينهما، غير أن ذلك تغير تماماً بعد الثورة الإٍسلامية في إيران، إذ انتقلت طهران أولاً من مربع الحلفاء إلى صف أعداء الولايات المتحدة الأميركية، وثانياً أصبحت ترسم سياساتها وعلاقاتها الخارجية على أساس هذا العداء المدفوع بإيديولوجيا تعتمد تصدير الثورة الإسلامية ومنازعة السعودية على زعامة العالم الإسلامي. 

وعليه، أصبح التوتر السمة الأبرز للعلاقات الإيرانية السعودية منذ 1979 إلى يومنا.