الحكومة التاسعة

Kurd24

ينظر المزيد من العراقيين بإعجاب وتفاؤل الى ما تشهده مدن إقليم كردستان من تقدم عمراني وتطور في البنية التحتية التي تعتمدها سلطات الإقليم في جذب السياح والمستثمرين وتمكين مواطني الإقليم من العيش بكرامة ويتمتعون بالحقوق الطبيعية برغم التحديات التي تواجه سلطات الإقليم وتضغط على الموازنة المالية وتتطلب إستعدادا وجهدا إستثنائيا خاصة مع المشاكل التي إعترت العلاقة بين المركز والإقليم خلال السنوات الماضية لكن المختلف إن حكومة السيد مسرور البرزاني حرصت على الدوام في ذلك على الحلول السلمية وتجنب التصعيد وتميزت العلاقة بين المركز والإقليم برغم محاولات الكسب السياسي بالتوازن والجدية في الحوار وهو ماأدى الى حلول جيدة أسهمت في مرحلة من المراحل بتشكيل الحكومة المركزية وقدمت دفقا متصاعدا لها لتقوم بدور كبير في تمرير الموازنة الإتحادية في البرلمان الفدرالي ولثلاث سنوات قادمة وهي علامة فارقة في المرحلة الراهنة ما يمكن من توفير الأموال للنهوض والتطوير والإنفاق على المشاريع الكبرى والإستراتيجية وإستقطاب الشركات الأجنبية وما ميز حكومة البرزاني الحالية إنها داعمة للمركز ومهيئة لسبل النجاح الذي سيزيد من فرص التعاون والتطوير خاصة وإن السيد مسرور البرزاني يحرص على حل الخلافات بطرق هادئة وعبر الحوار وعدم الشعور باليأس وفتح قنوات حوار وتفاهم بين الحين والآخر.

جاء تشكيل حكومة مسرور البرزاني في ظروف تحديات قاسية ومع إنتشار وباء كورونا حول العالم وحجم المعاناة والحاجة الى العمل في وقت تعطلت فيه الحياة على الكوكب وتوقفت حركة الطيران العالمية وإنكفأت الحكومات على الداخل لتوفير الطعام والشراب والدواء لشعوب صارت محبوسة في البيوت خشية المرض والعدوى لكننا لاحظنا إن إنخفاض أسعار البترول وعدم تحقيق الوعود من قبل المركز في بعض الإ لتزامات التي أضافت عبئا على حكومة الإقليم لكن ذلك لم يفت بعضدها وتحركت بسرعة وإنفتاح على العالم الخارجي والدول المحيطة والعربية منها والإقليمية وعبر التجارة والتبادل والتطوير وجذب الإستثمارات الصناعية والزراعية المتعددة دون إغفال إستمرار الرغبة في حل المشاكل مع المركز وتذليل العقبات وتوفير فرص النجاح التي كانت في الطريق وبالفعل فقد تحقق منها الكثير خلال جائحة كورونا وماتلاها وماترتب عليها من تحديات كانت حكومة البرزاني خلالها على مستوى المسؤولية وتحملت أعباء تحقيق المنجزات الكبيرة والمضي في تحقيق شيء مختلف بالرغم من أن عديد المشكلات الموروثة كانت ماتزال بحاجة الى قرارات حازمة وهو مابدا واضحا من خلال الصورة التي شاهدها الجميع والتي إنطبعت بوضوح في الأذهان حيث الحزم والعزم والقوة وعدم التردد والسعي الدائب لتوفير إحتاياجات المواطنين ورواتب الموظفين الذين يؤدون الخدمة العامة في المؤسسات الرسمية.

إستمر الجهد الخدمي والإستثماري مترافقا مع علاقات خارجية وداخلية متوازنة دفعت الى مزيد من الثقة بسياسات الإقليم وترتب على ذلك حضور عربي ودولي وتنسيق عالي في قضايا الأمن والتجارة، ولعل ملف الإرهاب كان الشغل الشاغل للحكومات الغربية التي تبحث على الدوام عن شريك إستراتيجي لمواجهة العنف والتطرف وكان نجاح قوات الأمن والبشمركة في تقليص نفوذ داعش والقوى الإرهابية مبعثا لإعجاب وتقدير العالم حيث سعت حكومات عدة إقليمية ودولية لتمتين علاقاتها مع حكومة السيد مسرور البرزاني وعززت علاقات الشراكة وكان التنسيق الأمني مهما للغاية في ذلك فقد كانت القوات الإتحادية بحاجة الى الدعم والشراكة في مواجهة الإرهاب وكانت العلاقة الجيدة بين المركز والإقليم من عوامل فشل الإرهاب في تحقيق أهدافه المتمثلة بتعطيل حركة الحياة وجهود تقديم الخدمات للمواطنين على صعد شتى إنسانية وإقتصادية ولاحظنا كثرة الزيارات التي يقوم بها مسؤولون من الدول العربية ودول الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة ودول الجوار التي وجدت في اربيل شريكا إستراتيجيا ناجحا لتحقيق الهدوء والتعاون وإستثمار الفرص لتنمية مستدامة ومؤكدة.

ركزت حكومة البرزاني على قطاعات عدة تمثل ركيزة الإقتصاد في الإقليم ووضعت خططا عدة لإنجاح مشاريع زراعية كبرى (طريق الرمان) مثلا وهو مشروع كبير وناجح حيث مثلت تجربة زراعة الأشجار المثمرة داعما للإقتصاد المحلي ووجدنا الأسواق العالمية تستقبل شحنات من فاكهة الرمان المعروف بجودته وطعمه الرائق، كما إن العمل على تطوير المشاريع الإستثمارية والبنية التحتية للزراعة وإنشاء السدود لإصطياد مياه الأمطار وعدم ضياعها كان من أولويات عمل الحكومة، وعلى الصعيد الصناعي تميزت تجربة الإقليم بالريادة من خلال إنشاء المصانع الجديدة في مختلف قطاعات التصنيع، والبحث عن شراكات عالمية وتمكنت الحكومة من إعادة تشغيل ماكنة الصناعة في أكثر من مجال حيوي رافق ذلك عمل جبار في تأهيل بنية السياحة التي هي من علامات كردستان الفارقة والتي تشهد زخما لاحدود له في موسم الصيف خاصة حيث وفرت الحكومة مواقع سياحية متميزة ومتطورة جدا وفتحت طرقا جديدة حول أربيل لربط المناطق السياحية ببعضها وتسهيل حركة السياحة وشمل ذلك مدن الإقليم كافة كما وفرت بنية تحتية لقطاع الصحة والرياضة حيث يستقبل الإقليم آلاف المواطنين الذين يبحثون عن العلاج في مستشفيات أربيل والسليمانية وقد نما قطاع الرياضة هو الآخر وفي مختلف الألعاب وتمكنت رياضيون من الرجال والنساء من تحقيق إنجازات عالمية للعراق وتم بناء ملاعب كرة قدم حديثة وصالات ألعاب وشاركت أربعة أندية في دوري كرة القدم الممتاز وهي زاخو ونيروز ودهوك واربيل وتستقبل تلك الملاعب والقاعات فرقا تقيم معسكراتها التدريبية هناك إستعدادا لكل موسم رياضي.

يصعب في عجالة الإلمام بكل ما قامت به حكومة مسرور البرزاني وخلال فترة وجيزة وبرغم المصاعب التي واجهتها ولكن المؤكد إنها تطمح الى المزيد مع سياسة الإنفتاح والحوار التي تتبعها والتي سيكون لها دور كبير في التمكن من تلبية البرنامج الحكومي المعد للمرحلة المقبلة وهو ماسينعكس إيجابا على واقع عمل الحكومة والمركز ويساعد في تعزيز الثقة وفتح المجال واسعا أمام الشركات العالمية المهتمة في الإستثمار في الإقليم الذي تبدو فرص النجاح فيه مؤكدة وتستحق أن تكون مثالا لبقية العراق وفخرا لمواطنيه جميعا.

تم نشر المقال على موقع 180 تحقيقات وكما مبين في الرابط أدناه

https://180news.net/ar/news/%D9%88%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%84%D9%8A-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9%D8%A9