الرئيس بارزاني يستعرض تفاصيل حرب العراق 2003

أربيل (كوردستان24)- صدر يوم أمس السبت المجلد السادس لسلسلة كتاب الرئيس مسعود بارزاني "بارزاني وحركة التحرر الكوردية" عرض فيه تفاصيل الاسبوع الاول من حرب تحرير العراق 2003 في الكتاب المعنون بـ"كوردستان والعراق الجديد"، حيث الاحداث والتغييرات بين عامي 2003 – 2016.

وكتب الرئيس بارزاني في الصفحة 46 الى الصفحة 48 في كتابه عن حرب تحرير العراق قائلاً:

بدأت الحرب

بعد الانتهاء من الاستعدادات واتخاذ الاجراءات اللازمة لبدء الحرب، وجه الرئيس الامريكي جورج بوش في كلمة له إنذاراً لصدام حسين بضرورة مغادرة العراق هو أبنائه عدي وقصي، وعرضت عدة دول عربية استعدادهم لاستقبال صدام حسين واولاده، لكن صدام رفض مغادرة العراق.

وبعد الانتهاء من كافة الاستعدادات العسكرية والسياسية والفنية، بدأ سلاح الجو الامريكي في صباح يوم 20 آذار 2003 بقصف أهداف عسكرية واستراتيجية عراقية في بغداد.

ويبدو ان الامريكيين تلقوا معلومات تفيد بأن صدام حسين كان يبني منزلاً جديداً بالسر، وفي أول غارة جوية امريكية بعد بداية الحرب، تم قصف المنزل، وكان القرار الامريكي هو قتل صدام حسين، لان قتله كان سيجعل مهمة الامريكيين أسهل وتنتهي بشكل أسرع، لكن اتضح فيما بعد ان صدام حسين لم يكن في المنزل أثناء القصف.

في 21 مارس 2003 قصفت طائرات التحالف عدة مواقع للجيش العراقي جنوب مدينة أربيل كتحذير للقوات العراقية الذين كانوا قد قصفوا قوات البيشمركة في وقت سابق، وكنا نحن قد قمنا بكافة الاستعدادات وكانت قوات البيشمركة جاهزة لأي احتمال.

بهدف تبديد قلق ومخاوف الشعب الكوردي بشكل عام وأهالي مدينة أربيل بشكل خاص، توجهت الى قلعة أربيل مساء 20 آذار وأشعلت شعلة نوروز، كما زرت باستمرار الفروع الحزبية وكذلك قوات البيشمركة في النقاط العسكرية للتأكيد ان كل شي على ما يرام.

وتعرضت عدة أماكن في كوردستان للقصف الامريكي، وكانت مقرات أنصار الاسلام في مناطق خورمال وبياره التابعة لمحافظة السليمانية.

وبحسب المعلومات استهدف صاروخ توماهوك "وهو صاروخ أمريكي بعيد المدى ويطلق من البحر الى اليابسة وقادر على إصابة الاهداف على بعد 2500 كيلومتر" مقر المكتب العسكري للجماعة الاسلامية وألحق بها أضراراً جسيمة.

وكجزء من المساعدات الامريكية لقوات البيشمركة، قدم الجيش الامريكي الذخيرة والمعدات العسكرية للبيشمركة على النحو التالي كما مبين في الصورة أدناه :

شس

وفي ليلة 22-23 آذار 2003 هبطت طائرة أمريكية من طراز (C130) في مطار حرير وكانت تحمل الاسلحة والذخائر للبيشمركة، وكان من المقرر بعدها بثلاثة أيام أن تصل عدة طائرات أمريكية أخرى الى مطار حرير والسليمانية تحمل الاسلحة والذخائر، ولكن لم يكن عدد وكمية الاسلحة التي وعدونا بها ولا نوعها، وكان من الواضح انهم كانوا تحت ضغط كبير من الدول الاقليمية.

وبخصوص التنسيق بين الجيش الامريكي وقوات البيشمركة، يقول الرئيس بارزاني في كتابه :

في 23 آذار 2003 كان الجنرال كليفلاند قد وصل الى كوردستان وكان غاضباً جداً من الاتراك، وقال انه جاء للتنسيق العسكري وان الجنرال أوزمان قادم الى كوردستان للتنسيق السياسي، ووصل بعد أيام قليلة.

بدأ الهجوم على العراق بمشاركة كل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، لكن الحرب لم تكن متوازنة بأي حال من الاحوال مع الجيش العراقي من حيث الحجم والقدرة العسكرية.

ولا شك ان الجميع يتذكر مؤتمرات وزير الثقافة العراقي محمد سعيد الصحاف الذي استخدم مصطلح "العلوج".

كانت تصريحاته محل سخرية ومضحكة لانها كانت بعيدة عن الحقيقة، لان الدبابات الامريكية كانت على جسر الجمهورية والجسر المعلق، وكان هو يقول بأن الجنود الامريكيين محاصرون في دباباتهم وسيتم اعتقالهم قريباً.

وبحسب ما ورد من معلومات فان الرئيس الامريكي جورج بوش كان يتابع المؤتمرات الصحفية لمحمد سعيد الصحاف، وبعد سقوط النظام العراقي نقلته الولايات المتحدة بطائرة امريكية الى الامارات، وكان من الغريب جداً ان الولايات المتحدة الامريكية أولته الكثير من الاهتمام.

وكنا نتلقى باستمرار معلومات تفيد بأن قوات التحالف تواصل قصف أهداف عسكرية واستراتيجية عراقية في بغداد والموصل وأجزاء أخرى من العراق ليل نهار.

وبعد اسبوع من بدء الحرب وفي ليلة 26-27 آذار 2003، هبط حوالي 1000 جندي أمريكي بالمظلات في مطار حرير، وانسحبت القوات العراقية من معظم خطوط التماس مع قوات البيشمركة، واستسلم عدد كبير من ضباط وجنود الجيش العراقي، وقمنا بايوائهم وخدمتهم حتى نهاية الحرب، ثم عادوا الى عوائلهم وأقاربهم، وكان عددهم يقارب 8000 شخصاً.