مئات الإيزيديين يعودون إلى سنجار.. متى يُطوى ملف النزوح؟

رغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد داعش من سنجار عام 2015، إلا أن آلاف النازحين الإيزيديين ما زالوا يخشون العودة إلى مناطقهم
آلاف الإيزيديين فرّوا من الموت (فرانس برس)
آلاف الإيزيديين فرّوا من الموت (فرانس برس)

أربيل (كوردستان 24)- أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، اليوم الجمعة، عن عودة 292 نازحاً إيزيدياً من مخيمات دهوك إلى مناطق سكناهم الأصلية في سنجار.

وقالت وزيرة الهجرة إيڨان فائق جابرو، إن عودة هؤلاء "جاءت ضمن خطة الوزارة لإنهاء ملف النزوح في البلاد وتماشياً مع البرنامج الحكومي".

مؤكّدةً أن عودتهم تمّت "بالتنسيق مع القوات الأمنية والحكومات المحلية في المحافظتين لتأمين عودتهم"، وفق ما نقلته وكالة (واع).

3 ملفات لدعم الإيزيديين

وفي وقتٍ سابق، أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الإيزيديين، خلف سنجاري، إن الحكومة الاتحادية تعمل على ثلاثة ملفات لدعم سنجار والإيزيديين.

وأوضح أن هناك "أكثر من 2600 إيزيدي مغيّب ومصيرهم غير معروف".

لافتاً إلى هناك لجنة خاصة "تشكّلت في مكتب رئيس الوزراء، للبحث عن المخطوفين والعمل على عودة المختطفات إلى ذويهن".

واعتبر سنجاري أن الملف "يتطلب جهوداً مجتمعية مشتركة بين الحكومة والمجتمع للوصول إلى أماكن تواجدهم".

داعياً المواطنين الذين يمتلكون معلومات إلى "تقديمها من أجل أن تكون عملية الوصول إلى المغيبين سهلة".

ولفت مستشار السوداني إلى أن حجم الدمار في البنية التحتية في سنجار "وصل لـ 80 %، 75% منه في المنازل".

منوّهاً إلى أن رئيس الوزراء "أعلن عن تأسيس صندوقٍ لإعادة إعمار سنجار وتوفّرت له تخصيصات مالية"، وفق وكالة الأنباء العراقية.

وقال سنجاري إن خطط الحكومة تتمثل في "تعيين قائممقام في الإدارة، إضافة إلى تعيين 1500 من أبناء المكون الإيزيدي في سنجار ضمن سلك الشرطة، ليكونوا مسؤولين عن أمن المدينة والمنطقة".

بداية الحكاية

في آب أغسطس 2014، اجتاح داعش جبل سنجار حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين عامي 2014 و2017.

ورغم مرور 9 سنوات على اجتياح التنظيم، لا تزال منطقة سنجار تئن تحت وطأة سوء الخدمات، وعدم البدء بإعادة الإعمار، فيما لا تزال مصائر عدد كبير من المخطوفين الإيزيديين مجهولة.

واستعبد التنظيم 7 آلاف امرأة وفتاة من الإيزيديين وشرد معظم أبناء الأقلية الذين يبلغ عددهم 550 ألفاً من موطنهم الأصلي في سنجار.

فيما اضطر عشرات الآلاف من أبناء المنطقة إلى النزوح عن ديارهم إلى مخيمات في إقليم كوردستان.

ورغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد داعش من سنجار عام 2015، إلا أن آلاف النازحين الإيزيديين ما زالوا يخشون العودة إلى مناطقهم بسبب المخاوف الأمنية وانتشار ميليشيات في سنجار، إضافة الى الخراب وسوء الخدمات التي تعاني منها المنطقة.

اعترافٌ بإبادة الإيزيديين

في عام 2019، صوّت برلمان كوردستان على اعتبار ما تعرض له الإيزيديون إبادة جماعية، وقرر اعتبار الثالث من كل آب يوماً لإحياء المناسبة المأساوية.

واعترفت ألمانيا في 17 يناير 2023 ومن بعدها بريطانيا، بتعرض الإيزيديين لـ"ممارسات إبادة جماعية" على يد تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وأقر مجلس النواب العراقي قانون الناجيات الخاص بالإيزيديات المخطوفات والذي من أهم بنوده منحهن امتيازات مالية ومعنوية لتسهيل إعادة اندماجهن في المجتمع، إلا أن رجال دين إيزيديين أكدوا أن القانون لم يدخل حيّز التنفيذ حتى الآن.

ويطالب الإيزيديون بالتنسيق بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد لتهيئة بيئة ملائمة لعودة النازحين وإعمار المدينة والنهوض بالخدمات وتوفير فرص العمل لسكان المنطقة وإنهاء التوترات الأمنية والقضاء على خلايا تنظيم داعش التي لا تزال تتحرك في المنطقة.