ذكرى إستفتاء استقلال كوردستان

وشكل قرار إجراء الاستفتاء مرحلة مهمة أخرى من نضال الشعب الكوردي وتضحياته، خاصة وان كافة الاطراف السياسية أكدت دعمها الكامل لاجراء الاستفتاء

أربيل (كوردستان24)- قبل ست سنوات صوّت غالبية الشعب الكوردي بـ"نعم" لاستفتاء استقلال كوردستان، والان يحتفل المواطنون الكورد بهذا اليوم من كل عام ويفتخرون به على منصات التواصل الاجتماعي.

في السابع من حزيران عام 2017، اجتمع كبار القادة السياسيين الكورد في مصيف صلاح الدين، من أحزاب وبرلمان وحكومة وبحضور الرئيس مسعود ونائبه آنذاك كوسرت رسول ورئيس حكومة كوردستان ورئيس المفوضية العليا للانتخابات في كوردستان وكذلك ممثلي المكونات والطوائف، وتم اتخاذ القرار بإجراء استفتاء الاستقلال وتشكيل المجلس الاعلى.

كما تم في الاجتماع تحديد يوم 25 أيلول 2017 موعداً لاجراء الاستفتاء في كوردستان والمناطق الكوردية خارج إدارة كوردستان، وتمت الموافقة عليها من قبل كافة الاحزاب والطوائف والمكونات المشاركين في الاجتماع.

وقبل عشرة أيام من إجراء الاستفتاء في 15 أيلول 2017 وافق برلمان كوردستان على إجراء الاستفتاء بأغلبية الاصوات، وأشرفت المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في حكومة كوردستان على استفتاء الاستقلال.

وشكل قرار إجراء الاستفتاء مرحلة مهمة أخرى من نضال الشعب الكوردي وتضحياته، خاصة وان كافة الاطراف السياسية أكدت دعمها الكامل لاجراء الاستفتاء ووعدت بتسخير كافة قدراتها لانجاح الاستفتاء.

كانت أهمية الاستفتاء تكمن في إجراء الاستفتاء ليس في كوردستان وانما في كافة المناطق الكوردستانية خارج إدارة كوردستان، واستند القرار على مبادئ حق تقرير المصير، وهو الحق الذي اعترفت به الجمعية العامة للامم المتحدة، وبما أن الشعب الكوردي يتمتع بجميع الخصائص التي تفتح الطريق امامه للاستقلال من أرض ولغة وثقافة وتاريخ وهوية، لذلك كان من حقه أن يقرر مصيره وبكل المقاييس.

أجري استفتاء استقلال كوردستان في 25 أيلول 2017، وكان يحق لـ"4.561.255" شخص في كوردستان والمناطق الكوردستانية خارج إدارة كوردستان الحق في التصويت، وشارك "3.305.925" شخص في التصويت، أي بنسبة أكثر من 72%، حيث صوت "2.861.471" شخص بنعم لاستقلال كوردستان، أي ما يزيد عن 92% من المشاركين في التصويت.

إن قرار إجراء الاستفتاء هو حق قانوني للشعب الكوردي، وقد ناضل من أجل تعزيز حقوقه والتعايش السلمي مع باقي الشعوب العراقية، وعلى الرغم من الوعود التي قدمتها السلطات العراقية للكورد، نتيجة للنضال وحركة التحرر الكوردية، إلا انهم انتهكوا وتجاهلوا كافة الوعود وخرقوا القوانين، وتم الرد على مطالب الكورد بالحديد والنار كما في السابق، حيث تم تهديم القرى الكوردية وحرقها وودفنوا 182.000 كورد وهم أحياء تحت التراب و 8000 بارزاني وكذلك قصفوا مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية.

وبعد إجراء استفتاء كوردستان، وفي 16 اكتوبر 2017، هاجمت القوات العراقية مرة أخرى مدينة كركوك الكوردستانية والمناطق الكوردستانية خارج إدارة كوردستان، تم احتلال تلك المناطق وحرقوا منازل الكورد واستشهد العديد من الكورد على يد القوات العراقية، ونزح الالاف من أهالي مدينة كركوك الى كوردستان.