بلينكن يؤكد وقوف بلاده إلى جانب إسرائيل ونتنياهو يتعهد بـ"سحق" حماس

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

أربيل (كوردستان 24)- تعهّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس بدعم الولايات المتحدة "الدائم" لإسرائيل، مؤكداً أهمية "الاحتياجات الإنسانية" لقطاع غزة، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن تصميم بلاده على "سحق" حركة حماس بعد هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية.

وأطلقت حركة حماس السبت عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر المظلات، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصاً وأسروا آخرين.

وقتل 1200 شخص في إسرائيل منذ بدء الهجوم، ووصل عدد الجرحى الى 3297، وبلغ عدد الرهائن الذين أخذوا من إسرائيل حوالى 150، بحسب الجيش.

في قطاع غزة، قتل 1537 شخصاً وجرح نحو 6612 جراء القصف الإسرائيلي المكثف، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وأكد بلينكن خلال مؤتمرٍ صحافي جمعه بنتنياهو في تل أبيب التي زارها اليوم، متوجهاً إلى المسؤولين الإسرائيليين، "قد تكونون أقوياء بما يكفي للدفاع عن أنفسكم، لكن طالما أن أمريكا موجودة، فلن تضطروا إلى ذلك أبداً، سنكون دائماً إلى جانبكم". 

وقال "على كل من يريد السلام والعدالة أن يدين الإرهاب الذي تمارسه حماس، نحن نعلم أنها لا تمثل الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة للعيش بمعايير متساوية من الأمن والحرية وفرص العدالة والكرامة".

من جهته، قال نتانياهو في المؤتمر الصحافي "مثلما تم سحق داعش، سيتم سحق حماس". 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت "نحن نركز الآن على القضاء على قيادتهم (حركة حماس) العليا، ليس فقط القيادة العسكرية بل الحكومية أيضاً وصولاً إلى (يحيى) السنوار"، رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة.

"دوامة العنف والرعب"

ويقوم وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بزيارة إلى إسرائيل الجمعة يلتقي خلالها نتنياهو، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أمريكي.

وقال المسؤول إن زيارة أوستن التي تأتي غداة زيارة بلينكن ستشمل اجتماعات مع مسؤولي الدفاع وحكومة الطوارئ الإسرائيلية.

ويتوجه بلينكن إلى دول عربية أخرى هي الأردن وقطر والسعودية والإمارات ومصر، في إطار جولة لبحث الأوضاع في إسرائيل وقطاع غزة.

ومن المقرر أن يلتقي في عمان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأكد عباس الخميس رفضه "قتل المدنيين" من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، داعياً إلى وقف "العدوان" في غزة.

وقال خلال لقاء العاهل الأردني "نرفض الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين لأنها تخالف الأخلاق والدين والقانون الدولي".

وأكد بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله الثاني حذّر من "انتهاج سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة"، مؤكداً "ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وعدم انتهاك القوانين الدولية باستهداف المدنيين الأبرياء".

وواصلت إسرائيل لليوم السادس على التوالي القصف المكثف على قطاع غزة، رداً على هجوم حماس. بينما أطلقت دفعات جديدة من الصواريخ من القطاع في اتجاه إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف قطاع غزة بأربعة آلاف طن من المتفجرات منذ السبت، وألقى ستة آلاف قنبلة.

ويطال القصف معبر رفح مع مصر، المنفذ الوحيد لسكان القطاع إلى الخارج وغير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. وتوقف العمل في المعبر منذ الثلاثاء بعد استهدافه من طائرات حربية إسرائيلية وإلحاق أضرار فيه.

ودعت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحافي الخميس إلى "ضرورة توفير النفاذ العاجل والآمن للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".

وتتزايد المخاوف على سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون والذين يعانون الآن من الحرب الخامسة خلال 15 عاماً في القطاع المحاصر منذ العام 2007، لا سيما بعد أن شددت إسرائيل الحصار وقطعت إمدادات المياه والغذاء والكهرباء.

وتستعد القوات الإسرائيلية لغزو بري محتمل للأراضي الساحلية الفلسطينية، لكن "القرار السياسي لم يتخذ بعد"، وفق ما أعلن الجيش اليوم.

واستدعت إسرائيل 300 ألف من جنود الاحتياط وأرسلت قوات ودبابات ومدرعات ثقيلة إلى المناطق الصحراوية الجنوبية المحيطة بقطاع غزة.

في واشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي "لا توجد نية للقيام بذلك، ولا توجد خطة للقيام بذلك، وبصراحة تامة، لا يرغب الإسرائيليون في رؤية جنود أمريكيين مشاركين في هذا النزاع".

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إسرائيل كاتس الخميس إن بلاده "لن تقدّم أي مساعدات إنسانية أو موارد إلى قطاع غزة، ولن يتم تشغيل مفتاح كهربائي ولن يفتح صنبور مياه ولن تدخل شاحنة وقود حتى يعود المخطوفون الإسرائيليون إلى ديارهم".

وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط فابريزيو كاربوني إن "البؤس الإنساني الناجم عن هذا التصعيد بغيض"، مشدداً على أن المستشفيات في غزة بدون كهرباء "تواجه خطر التحول إلى مشارح".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه بشأن "دوامة العنف والرعب المتصاعدة". وحث على إطلاق سراح جميع الرهائن ورفع الحصار، وشدد على أنه "يجب حماية المدنيين في جميع الأوقات".

وجدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرياسوس الخميس الدعوة لإنشاء ممر إنساني لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.

وتأتي الدعوات للممر الإنساني للسماح للفلسطينيين بالهروب قبل غزو بري إسرائيلي محتمل من شأنه أن يؤدي إلى قتال في الشوارع.

سياسياً، صادق البرلمان الإسرائيلي مساء الخميس على "حكومة الطوارئ" التي شكلت قبل يومين، على أن تستمر طوال مدة الحرب، بتأييد 66 نائباً مقابل أربعة، بحسب بيان صادر عن البرلمان.

وأدى عضو المعارضة بيني غانتس وأربعة أعضاء من حزبه اليمين كوزراء في الحكومة الحالية التي رفض يائير لبيد، أحد زعماء المعارضة، الانضمام إليها.

ويسود التوتر في الأراضي الفلسطينية الأخرى على خلفية الحرب الجارية.

في القدس الشرقية، أعلنت الشرطة الإسرائيلية الخميس عن تعرض أحد مراكزها لإطلاق نار، مؤكدة "شلّ حركة" المهاجم وإصابة اثنين من عناصرها.

في الضفة الغربية، قتل منذ السبت 32 فلسطينياً وجرح نحو 180 آخرين في مواجهات بين قوات إسرائيلية ومستوطنين من جهة وفلسطينيين من جهة أخرى، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

دبلوماسية وتحركات

وتنشط تحركات دبلوماسية لمحاولة خفض التصعيد في النزاع الدامي.

واستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخميس في برلين، مؤكداً رغبته في استخدام "جميع اتصالاته" لوقف التصعيد وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس في غزة.

وقال شتيفن هيبستريت، المتحدث باسم شولتس، إنّ المسؤولَين ناقشا خلال اللقاء "مصير الرهائن الذين اختطفتهم حماس، ومن بينهم مواطنون ألمان".

وأعربت الصين عن "قلقها العميق" إزاء تصاعد النزاع بين إسرائيل وحماس، وذلك خلال محادثة هاتفية بين أحد دبلوماسييها ومسؤول إسرائيلي الخميس، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الصينية.

 

المصدر: AFP