المساعدات الانسانية تدخل غزة من معبر رفح

أربيل (كوردستان24)- دخلت أولى المساعدات الإنسانية من مصر الى غزة حيث تتزايد حاجة السكان الى الغذاء والدواء بعد أسبوعين من القصف المكثف والحصار المحكم من قبل إسرائيل في أعقاب العملية التي نفذتها حركة حماس ضد الدولة العبرية.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس خمس شاحنات تحمل المساعدات تعبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

وتحمل هذه الشاحنات أطنانا من مساعدات الإغاثة المرسلة إلى غزة، ودخلت عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء، وهو المنفذ الوحيد للقطاع الى الخارج لا تشرف عليه إسرائيل.

ونقل التلفزيون الرسمي المصري في وقت سابق، مشاهد عبور شاحنات تحمل لافتات الهلال الأحمر المصري من المعبر.

وشدد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث على أن هذه القافلة "يجب ألا تكون الأخيرة".

وقال في بيان "أثق بأن عملية إيصال (المساعدات) هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود - إلى سكان غزة، بطريقة آمنة، غير مشروطة ودون عوائق".

وقُتل 4137 شخصًا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس صدرت الجمعة.

في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم حماس، حسب السلطات الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي أن 1500 من مقاتلي حماس قتلوا في الهجوم المضاد لاستعادة السيطرة على المناطق التي دخل اليها عناصر حماس.

وبعد 15 يوما من الحصار المحكم الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة، لا يزال السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة محرومين من المواد الغذائية والماء والأدوية والوقود.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي تفقد العمليات عند المعبر الجمعة إن قوافل المساعدات قال "ليست مجرد شاحنات بل هي طوق نجاة وتقيم الفرق بين الحياة والموت لكثير من الأشخاص في غزة".

وسمحت إسرائيل بطلب من الولايات المتحدة بدخول المساعدات عبر رفح، شرط أن تصل "إلى المدنيين فقطط.

 

الحرب الشرسة

ومع دخول الحرب أسبوعها الثالث، تواصل قصف قطاع غزة ليل الجمعة السبت. وأفاد الجيش الإسرائيلي عبر تلغرام أنه ضرب "مراكز قيادة ومنصات إطلاق صواريخ مضادة للدروع ومنشآت استراتيجية لحماس" فضلا عن مطلقي نار ومراقبين كانوا متمركزين في أبنية.

وقتل 17 موظفاً على الأقل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس على ما أفاد مفوضها العام فيليب لازاريني السبت.

وقال في بيان "تأكد مقتل 17 من زملائنا حتى الآن في هذه الحرب الشرسة. للأسف سيكون العدد الفعلي أعلى على الأرجح"، موضحا أنّ بعضهم "قتلوا في منازلهم أثناء نومهم مع عائلاتهم".

وأكد أنه منذ بدء الحرب "قامت الأونروا بانتظام بتزويد جميع الأطراف المعنية بالموقع الجغرافي لجميع منشآتها في قطاع غزة. ومع ذلك، فقد تضرّر ما لا يقل عن 35 مبنى حتى الآن، بعضها في ضربات مباشرة".

وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى تهديد إسرائيلي بقصف مستشفى القدس في شمال قطاع غزة لكنه قال إنه عاجز عن إخلاء المؤسسة التي تستقبل 500 مريض تقريبا في أكثر مناطق القطاع عرضة لضربات الجيش الإسرائيلي.

وقتل شخص ليلا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي قرب أريحا ما رفع إلى 84 عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.

ولا تزال اسرائيل التي توعدت بالقضاء على حركة حماس، تعد لهجوم بري.

 

نكبة ثانية

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الجمعة إنه بعد المرحلة الأولى وهي "الحملة العسكرية" عبر الغارات الجوية و"المناورات اللاحقة التي تهدف إلى تحييد إرهابيي حماس وبنيتها التحتية"، ستكون هناك "عمليات منخفضة الكثافة للقضاء على آخر جيوب المقاومة".

وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية وكالة فرانس برس أن إسرائيل تدرس من بين السيناريوهات المحتملة "تسليم مفاتيح" قطاع غزة لطرف ثالث قد يكون مصر، من دون أي ضمانة بأن القاهرة ستقبل بهذا السيناريو المؤجل منذ عقود.

ويقول عمر عاشور اللواء المتقاعد في السلطة الفلسطينية "أخشى أن يكون تدمير المنازل هدفه نكبة ثانية عبر تهجير الناس ضمن مخطط واضح حتى لا يجد الناس مكان تسكن فيه".

وتفيد الأمم المتحدة أن ما لا يقل من مليون شخص نزحوا في قطاع غزة.

في أنقاض مدينة الزهراء التي سوي أكثر من 20 برجا سكنيا فيها بالأرض، ينظر رامي أبو وزنة يمينا ويسارا إلى العمارات المدمرة على طول الشارع ويقول "لم أتخيل حدوث ذلك في أسوأ كوابيسي، لماذا قصفونا نحن مدنيون عزل، أين سنذهب، ذهب كل شيء". وقد سوي 24 مبنى بالأرض في الحي الذي يقطنه.

ويتابع "كنا نسمع من أجدادنا عن النكبة الفلسطينية، وها نحن نعيشها اليوم، لكن لن نغادر أرضنا".

 

قمة من أجل السلام

وفي محاولة لإيجاد مخرج، يستضيف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت في القاهرة "قمة من أجل السلام" يشارك فيها مسؤولون غربيون وإقليميون كبار.

ورأى الرئيس الأميركي أن حركة حماس اطلقت الحرب لتقويض التقارب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وقال بايدن "أحد الاسباب (...) التي دفعت حماس للهجوم على اسرائيل (...) كان لأنهم علموا بأنني كنت على وشك الجلوس مع السعوديين"، مضيفا أن "السعوديين أرادوا الاعتراف باسرائيل (...) وتوحيد الشرق الأوسط".

وأعلنت الرياض في 14 تشرين الأول/أكتوبر بعد أسبوع على بدء الحرب تعليق المفاوضات حول تطبيع محتمل مع إسرائيل.

وشهدت الكثير من الدول العربية، إضافة الى مدن أخرى في دول إقليمية أو أجنبية، تظاهرات داعمة للفلسطينيين في الأيام الأخيرة.

ودعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السبت المواطنين الإسرائيليين إلى مغادرة مصر والأردن على الفور، في ظلّ تصاعد التوترات الإقليمية.

وقال في بيان "يرفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيراته بشأن السفر إلى مصر (بما في ذلك سيناء) والأردن، إلى المستوى الرابع (الأعلى): التوصية بعدم السفر إلى هذه الدول ومغادرة المقيمين فيها... في أسرع وقت".

 

ضربات في لبنان

وأثارت الحرب بين إسرائيل وحماس مخاوف من اتساعها الى نزاع إقليمي يتدخل فيه حلفاء للحركة الإسلامية خصوصا إيران وحزب الله اللبناني.

ونشرت الولايات المتحدة حاملتي طائرات في شرق المتوسط لردع إيران والحزب.

وفجر السبت أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أغار على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان ردا على إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.

وذكرت إذاعة الجيش أن جنديا إسرائيليا قتل الجمعة في تبادل لاطلاق النار عند الحدود اللبنانية.

في شمال إٍسرائيل انتشر الجنود بكثافة قرب الحدود تحسبا لفتح جبهة ثانية.

وأكد أحدهم لوكالة فرانس برس في محطة حافلات بدون ذكر اسمه أنه "مستعد للحسم" مضيفا "ليس لليهود بلد آخر".

وفي إجراء نادر الحصول، أعلنت السلطات الإسرائيلية الجمعة إخلاء كريات شمونة التي تعد حوالى 25 ألف نسمة غادر العديدون منهم المدينة الواقعة عند الحدود مع لبنان.