بين الحياة والموت.. الآلاف من جرحى الحرب في اليمن يشكون الإهمال

أربيل (كوردستان24)- خلف الصراعُ المسلح في اليمن على مدى تسع سنوات، الآلافَ من الجرحى في مختلف فئات المجتمع ومن كل الأعمار، لكنهم يشكون من ضعف مستوى الرعاية العلاجية، وسط مطالبات متكررة للحكومة والجهات الأممية بالتدخل لإنقاذ حياة هذه الفئة من ضحايا الحرب.

مقعد على الفراش منذ ثمانية أعوام، إثر إصابته بالشلل وجروح غائرة في أجزاء متفرقة من جسده. عصام الوجيه، أحد جرحى الحرب في مدينة تعز اليمنية، أصيب أواخر العام ألفين وخمسة عشر، وحتى اليوم، ما يزال يعاني من آلامه. يقول عصام، إنه لم يواجه إصابته بمفرده، وهو يتهم الحكومة بإهمال وضعه الصحي.

وقال عصام الوجيه وهو أحد جرحى الحرب في اليمن لكوردستان24 "تكلفة مستلزماتي العلاجية خلال الشهر تصل إلى خمسمائة ألف ريال (نحو 400$)، وأنا لا أستطيع توفيرها، وعليّ ديونٌ كثيرة. أشتريها أحيانا من حسابي الخاص، وأحيانا أخرى أحصل عليها بطرق أخرى، ولهذا معاناتي مستمرة".

الآلاف من الجرحى خلفتهم الحرب اليمنية على مدى تسع سنوات متتالية، وجميعهم يعانون ظروفا صحية مشابهة، ففي مدينة تعز وحدها يزيد عدد الجرحى بأربعة وعشرين ألف جريح وجريحة، أربعة آلاف منهم معاقون، ولم يتلق معظمهم العلاج الكافي، نتيجة عدم إيلاء الحكومة والمنظمات الدولية الاهتمام اللازم لهذه الشريحة، وهو ما يضاعف سوء حالتهم.

وقال رأفت العبيدي وهو مسؤول في رابطة الجرحى في مدينة تعز اليمنية لكوردستان24 "نحن نطالب الحكومة بالالتفاتة لهذه الفئة من ضحايا الحرب في محافظة تعز، وندعو المنظمات الأممية للقيام بأدوار متمثلة في إغاثة وعلاج الجرحى".

وخلال الفترات الأخيرة، نفذ الجرحى احتجاجات عدة، لمطالبة الحكومة بالوفاء بوعودها والتزاماتها تجاههم، والتي تأتي في مقدمتها تشكيل هيئة يخصص لها ميزانية تضمن لهم العلاج، داعين إلى سرعة التجاوب معهم.

ويُعد ملف جرحى الحرب في اليمن من الملفات الأكثر إهمالا رغم التزايد المستمر لأعداد الضحايا جراء عدم توقف الصراع، ومع تواصل المطالبات بتوفير الرعاية والدعم المطلوبين لإنقاذ حياة هذه الفئة، إلا أن الاستجابة حتى الآن، ليست عند المستوى الذي ينبغي أن يكون، يقول الجرحى.

 

تقرير: أيمن قائد – مراسل كوردستان24 في اليمن