قصف جديد على قطاع غزة مع تكثيف جديد للهجوم الإسرائيلي

أربيل (كوردستان24)- تعرض قطاع غزة الثلاثاء لعمليات قصف جديدة مع إعلان إسرائيل تكثيفا جديدا للقتال ضد حركة حماس رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والخسائر البشرية المدنية الفادحة في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين أن السلم لن يتحقق إلا في حال كانت غزة "منزوعة السلاح" و"خالية من التطرف" بعد أكثر من شهرين ونصف الشهر على اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس الإسلامية بعدما شنت الأخيرة هجوما غير مسبوق داخل أراضي الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ردا على ذلك، توعدت إسرائيل حركة حماس بالقضاء عليها. واستتبعت ذلك بحرب ألحقت دمارا هائلا في قطاع غزة وكارثة إنسانية إذ يتهدد الجوع السكان فيما خرجت غالبية المستشفيات عن الخدمة.

صباح الثلاثاء ارتفعت أعمدة دخان في سماء خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد عملية قصف فيما أعلنت إسرائيل أنها باتت تركز هجومها على حماس في هذه المدينة التي نزح إليها الكثير من سكان القطاع بعد فرارهم من الشمال.

وأفاد أحد مراسلي وكالة فرانس برس أن الضربات الإسرائيلية تواصلت خلال الليل خصوصا على خان يونس ورفح المجاورة عند الحدود مع مصر حيث يقيم عشرات آلاف النازحين في خيم.

ونقلت جثث نحو 30 ضحية سقطوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة إلى مستشفى ناصر في خان يونس على ما أفادت وزارة الصحة في حكومة حماس.

وأفاد الجيش الإٍسرائيلي الثلاثاء أنه ضرب في الساعات ال24 الأخيرة 100 هدف لحركة حماس بينها "فتحات انفاق ومنشآت ومواقع عسكرية تستخدم لشن هجمات على الجنود في قطاع غزة" بما يشمل جباليا في شمال قطاع غزة وخان يونس.

وأكد نتانياهو الاثنين بعدما زار غزة "لن نتوقف (..) سنكثف القتال في الأيام المقبلة. ستكون الحرب طويلة".

وفي مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" حدد نتانياهو ثلاثة "شروط مسبقة" لتحقيق السلام.

وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقاله "يجب تدمير حماس، ويجب نزع سلاح غزة، ويجب استئصال التطرّف من المجتمع الفلسطيني".

 

شهادات مروعة

ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 20674 قتيلاً وزهاء 55 ألف جريح غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وبدأت الحملة الإسرائيلية الأكثر حصدا للأرواح، ضد حركة حماس في قطاع غزة،  بعد هجوم الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر داخل أراضي الدولة العبرية والذي خلف نحو 1140 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وخُطف خلاله حوالى 250 شخصا، لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة، وفق الأرقام الإسرائيلية.

وصباح الثلاثاء أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عنصرين في صفوفه لترتفع إلى 158 حصيلة الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم البري في قطاع غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر، صار وضع 1,9 مليون نازح - أي 85% من السكان - يائسا وفق وكالات الأمم المتحدة التي تقول إنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة.

وحصدت عمليات القصف في الأيام الأخيرة أعدادا كبيرة من القتلى.

وقادت منظمة الصحة العالمية السبت بعثة جديدة إلى المستشفيات في مدينة غزة، سلمت خلالها خصوصا أكثر من 19 ألف لتر من الوقود إلى مجمع الشفاء الطبي الأكبر في القطاع.

ونقلت منظمة الصحّة العالمية شهادات "مروّعة" عن قصف مخيّم المغازي للاجئين الفلسطينيين في وسط غزة، مشيرة إلى أنّ هذه الروايات جمعتها طواقمها من "مستشفى الأقصى" الذي نُقل إليه ضحايا هذا القصف الإسرائيلي الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غبرييسوس في منشور على منصّة "إكس" إنّ "هذه الضربة الأخيرة تظهر ضرورة وقف إطلاق النار فورا".

وأدت الضربة على مخيم المغازي إلى سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلا بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه "يتحقق من الحادث".

ولم يشهد وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ارتفاعا ملحوظا رغم اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارا الجمعة يطالب بنقل المساعدات "فورا وعلى نطاق واسع". إلى القطاع.

في أسرائيل، تتواصل الضغوط للافراج عن الرهائن. وأطلقت عائلات رهائن محتجزين في قطاع غزة صيحات استهجان ضد رئيس الوزراء أثناء إلقائه خطاباً في الكنيست الإثنين.

وردّد أقارب المحتجزين الذين حملوا لافتات وصورا لأبنائهم "الآن! الآن!" ردا على قوله إن الجيش يحتاج إلى "المزيد من الوقت" لاستكمال العملية العسكرية.

ومساء الإثنين، تظاهرت عائلات رهائن أمام وزارة الدفاع في تل أبيب.

وتشترط حركة حماس وقف القتال قبل بدء مفاوضات جديدة للإفراج عن رهائن جدد.

وعلى الرغم من مواقف طرفي النزاع المتشددة، لا يزال الوسطاء المصريون والقطريون يحاولون التفاوض على هدنة جديدة، بعد هدنة أولى دامت أسبوعا في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر أتاحت الإفراج عن 105 رهائن و240 معتقلا فلسطينياً بالإضافة إلى إدخال قوافل مساعدات إنسانية أكبر إلى غزة.

 

ضربات أميركية في العراق

وثمة مخاوف كبيرة من توسع نطاق القتال على الصعيد الإقليمي، مع تبادل شبه يومي للقصف بين حزب الله اللبناني الموالي لإيران والجيش الإسرائيلي عند الحدود بين الدولة العبرية ولبنان وهجمات المتمردين الحوثيين على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب.

وكثرت الهجمات المنسوبة إلى فصائل موالية لإيران على القوات الأميركية في العرق وسوريا.

والثلاثاء أعلنت الولايات المتحدة أنها شنت ضربات جوية على ثلاثة مواقع تستخدمها فصائل موالية لإيران في العراق.

ونددت الحكومة العراقية "بفعل عدائي واضح"  أدى إلى مقتل عنصر على الأقلّ من فصيل عراقي في الحشد الشعبي وإصابة 18 شخصا بينهم مدنيون.

والإثنين اتّهمت طهران إسرائيل بقتل أحد قادة فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بضربة على منطقة السيدة زينب قرب دمشق.

وقتل "الجنرال السيد رضي موسوي، أحد المستشارين الأكثر خبرة" في فيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، في "هجوم صاروخي" إسرائيلي في دمشق، بحسب الإعلام الرسمي الإيراني.

ولم يصدر تعليق على الفور من إسرائيل، واكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول "لا نعلّق على تقارير إعلامية أجنبية".

أما حزب الله الموالي لإيران فأكد في بيان "نعتبر هذا الاغتيال اعتداءً صارخاً ووقحاً وتجاوزاً للحدود".

وأكد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أن إسرائيل "ستدفع ثمن هذه الجريمة".