عادل باخوان: إخراج القوات الأمريكية من العراق يحتاج إلى توافقٍ وطني

هناك ثلاث كتل رئيسية في الإطار التنسيقي تختلف بشأن مستقبل القوات الأمريكية في العراق
مدير المركز الفرنسي للدراسات حول العراق عادل باخوان
مدير المركز الفرنسي للدراسات حول العراق عادل باخوان

أربيل (كوردستان 24)- أكّد مدير المركز الفرنسي للدراسات حول العراق عادل باخوان، اليوم الاثنين، أن إخراج القوات الأمريكية من العراق يحتاج إلى توافق وطني، يشمل (العرب والكورد والشيعة والسنة وباقي المكونات).

وقال باخوان في مقابلةٍ مع كوردستان24، إن "الولايات المتحدة الأمريكية منحت العراق فرصةً خلال عام 2023، لإصلاح المشاكل العالقة مع إقليم كوردستان، وإنهاء تهديدات الجماعات المسلحة، إلا أنه لم يحقق النجاح في هذا الأمر".

وأشار إلى أنه "خلال العام 2023، تم تقديم العديد من الفرص للسوداني لتوقيع العقود مع الدول والشركات، إضافةً إلى أنه تم استقباله في عواصم الدول، فضلاً عن الدعم السياسي والأمني والدبلوماسي والإعلامي والاقتصادي الذي قُدم له".

وأوضح أن "هناك ثلاث كتل رئيسية في الإطار التنسيقي، الأولى تبذل قُصارى جهدها لإخراج الأمريكيين من العراق، بينما الثانية تبذل كافة جهودها لإبقاء الأمريكيين في البلاد، فيما تنتظر الكتلة الثالثة انتصار إحدى الكتلتين لتقف إلى جانبها، وحكومة السوداني أصبحت رهينةً لدى الكتل الثلاث".

وبيّن أن "الحكومة العراقية لا تستطيع تنفيذ قرار مجلس النواب لإخراج القوات الأجنبية من البلاد، ولا سيّما القوات الأمريكية، لأنه في عام 2014 عادت القوات الأمريكية إلى العراق، بناءً على طلبٍ من رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي"، مشيراً إلى أن "عودة الولايات المتحدة إلى العراق آنذاك كانت بإجماع وتوافق من القوى الرئيسية في البلاد، من الكورد والعرب وباقي المكونات".

ومضى يقول: "إن طرد القوات الأمريكية من العراق يحتاج مُجدداً إلى توافقٍ وطني بين جميع المكونات، وخصوصاً الكورد والعرب والشيعة والسنة وباقي المكونات، وهو ما لا يُريده المكوِّنان الكوردي والسني".

وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تريد أن تغادر الولايات المتحدة الأمريكية العراق في الوقت الراهن، لأن إيران حينها ستواجه كارثةً اقتصادية وأمنيةً كبيرة".

وحول الهجمات المتكررة بالطائرات المسيرة على إقليم كوردستان، أكد عادل باخوان، أنه "لا توجد حكومة مسؤولة في بغداد لتوقف هذه الهجمات"، مشدداً على أنه "لو كانت هناك حكومة مسؤولة ووطنية في العراق، لما سمحت بإقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في هذه المرحلة".

وذكر أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية منحت العراق فرصةً لمدة عامٍ كامل، لتعالج المشاكل العالقة مع إقليم كوردستان، إلا أنه حدث العكس، فالمشاكل أصبحت أكثر تعقيداً منذ عام 2003".

وشدد على أن "اتخاذ القوى الكوردستانية موقفاً موحداً إلى جانب موقف حكومة إقليم كوردستان تجاه بغداد، سيُشكِّلُ إحدى الآليات التي تمنع معاودة استهداف مناطق إقليم كوردستان بالطائرات المسيّرة".

وأردف أن "كافة الأحزاب العراقية لا تؤمن لا بالفيدرالية ولا بالحكم الذاتي لإقليم كوردستان، وتعتقد أنه خنجرٌ مسمومٌ في جسد العراق العربي"، مبيناً أن "الفيدرالية المنصوص عليها في الدستور، فُرضت على القوى والأحزاب العراقية بضغطٍ من الأمريكيين".