باكستان تعلن ضرب مواقع في الداخل الإيراني

أربيل(كوردستان24)- على وقع التوتر الذي تفجر مؤخراً بين إيران وباكستان، وبعد يومين على تنفيذ طهران ضربات داخل الأراضي الباكستانية، أعلنت إسلام أباد ضرب مواقع في الداخل الإيراني.

وأوضحت وزارة الخارجية الباكستانية أن الضربات التي نفذتها كانت دفاعا عن أمن البلاد ومصلحتها الوطنية.

كما أضافت في بيان اليوم الخميس أن "عددا من الإرهابيين قتل خلال العملية التي اعتمدت على معلومات المخابرات".

لكنها شددت في الوقت عينه على احترام سيادة إيران ووحدة أراضيها، لافتة إلى أنها ستواصل مساعيها لإيجاد حلول مشتركة مع طهران ضد الإرهاب، وفق فرانس برس.

وكان مسؤول في المخابرات الباكستانية أعلن بوقت سابق اليوم أن بلاده نفذت ضربات داخل الأراضي الإيرانية. وأضاف أن الضربات استهدفت مجموعات مسلحة مناهضة لبلاده.

فيما سُمع دويّ انفجارات عدّة في جنوب شرق إيران المضطرب

وقال مسؤول في محافظة سيستان بلوشستان إنّ دويّ "انفجارات سُمع في مناطق عدّة بمحيط مدينة سارافان"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا).

كما أشار مسؤول أمني آخر إلى أن عدة صواريخ أطلقت من اتجاه باكستان أصابت قرية حدودية في المحافظة الايرانية، مضيفاً أن ثلاث نساء وأربعة أطفال على الأقل لقوا حتفهم في أحد الانفجارات، وموضحا أنهم لم يكونوا مواطنين إيرانيين، حسب وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء.

أتى ذلك، بعد يوم على إعلان وزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني، أن إسلام آباد تحتفظ بحق الرد على الهجمات الإيرانية على أراضيها.

كما وصف في بيان تلك الضربات "بالتصرفات الاستفزازية".

فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأربعاء أن بلاده ضربت "مجموعة إرهابية إيرانية" في باكستان المجاورة، في إشارة إلى جماعة جيش العدل، التي تصنفها طهران إرهابية.

كما أضاف أن "هذه المجموعة وجدت ملاذا في بعض المواقع بولاية بلوشستان" في غرب باكستان على الحدود و"قامت بعدة عمليات في ايران وخصوصا العملية في مقر شرطة راسك" بمحافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق) الحدودية مع باكستان وأفغانستان، والتي أسفرت عن مقتل 11 عنصرا من الشرطة الايرانية في كانون الاول/ديسمبر.وأكد أنه تم بحث هذا الملف "عدة مرات مع المسؤولين الباكستانيين".

في حين استدعت اسلام اباد المبعوث الإيراني للاحتجاج على ما وصفته بـ "الانتهاك غير مبرر لمجالها الجوي". كما استدعت سفيرها من طهران.

ولم تذكر الخارجية الباكستانية مكان القصف الجوي الإيراني، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه استهدف أماكن قريبة من بنجغور في محافظة بلوشستان بجنوب غرب باكستان التي تتشارك حدودا بطول نحو ألف كيلومتر مع إيران.

أتى هذا القصف في يوم التقى رئيس الوزراء الباكستاني أنور الحق كاكار مع وزير الخارجية الإيراني في دافوس.

كذلك، جاء بالتزامن مع إجراء بحريتي البلدين مناورات في مضيق هرمز ومياه الخليج.

وتتبادل طهران وإسلام اباد بانتظام اتهامات حول السماح لمسلحين باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشنّ هجمات

لكن نادرا ما تحوّلت هذه الاتهامات الى تدخل عسكري مباشر من طرف ضد آخر.

وفي السياق، قال مدير معهد جنوب شرق آسيا في مركز ويلسون للدراسات في واشنطن مايكل كوغلمان "سبق لإيران أن نفذت عمليات ضد مسلحين متمركزين في باكستان، لكنني لا أذكر أي عملية بهذا الحجم". وحذّر عبر منصة إكس من أن هذا الهجوم "يدفع الروابط بين باكستان وإيران، وهي علاقة دقيقة حتى في أفضل أيامها، نحو أزمة خطرة".

وسبق لجماعة "جيش العدل" المتطرفة أن تبنت عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين في الأعوام الأخيرة، في محافظة سيستان-بلوشستان. وبين هذه الاعتداءات هجوم في شباط/فبراير 2019 أدى الى مقتل 27 عنصرا من الحرس الثوري.

كذلك، تعرض عدد من عناصر قوات الأمن الإيرانية في المحافظة للخطف على يد مجموعات تصنفها إيران "إرهابية".