تزايد القلق حيال وضع مستشفى ناصر بخان يونس بعد اقتحامه من الجيش الإسرائيلي

أربيل (كوردستان24)- يتزايد السبت القلق حيال وضع المرضى المُحاصرين في مستشفى ناصر بخان يونس في غزّة والذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي وادّعى أنّه عثر فيه على أسلحة و"إرهابيّين"، فيما ندّدت حركة حماس بوفاة عدد كبير من المرضى.

وقالت وزارة الصحّة في قطاع غزّة الذي تُديره حماس إنّ التيّار الكهربائي انقطع وتوقّفت المولّدات بعد مداهمة مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، ما أدّى إلى وفاة خمسة مرضى.

في الأيّام الأخيرة، اندلع قتال عنيف قرب المستشفى، أحد المرافق الطبّية الرئيسة التي لا تزال في الخدمة في القطاع.

وأضافت الوزارة أنّها تخشى على حياة سبعة مرضى آخرين، محمّلةً القوّات الإسرائيليّة "مسؤوليّة" الوفيات. ووفقًا لها، لا تزال هناك خمسة فرق طبّية مسؤولة عن 120 مريضًا موجودة في مبنى بالمستشفى، بلا كهرباء أو مياه أو طعام أو أكسجين. وأشارت الوزارة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يمنع إجلاء المرضى من ذوي الحالات الحرجة.

ومساء الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي على تلغرام إنّه عثر على قذائف هاون وقنابل وأسلحة أخرى تابعة لحماس، وإنّه اعتقل "عشرات" المشتبه فيهم داخل المستشفى، بينهم "أكثر من 20 إرهابيًّا شاركوا في مجزرة 7 تشرين الأوّل/أكتوبر".

تعتقد إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزّة بعد الهجوم الذي شنّته حماس في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيليّة رسميّة.

وأُفرج عن عشرات الرهائن الذين احتُجزوا خلال الهجوم وقُدِّر عددهم بنحو 250 رهينة، في مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيّين خلال هدنة استمرّت أسبوعًا في تشرين الثاني/نوفمبر. وتُرجّح إسرائيل مقتل 30 من الرهائن الذين ما زالوا في غزّة.

من ناحية أخرى، قُتل ما لا يقلّ عن 28775 شخصًا، معظمهم نساء وأطفال، في الهجوم الإسرائيلي على غزّة، وفق وزارة الصحّة التابعة لحماس.

واتّهمت إسرائيل مرارًا حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكريّة، وهو ما تنفيه الحركة.

 

وضع لا يمكن تحمّله

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنّ قوّاته عثرت على أدوية كُتِبت عليها أسماء رهائن في مستشفى ناصر.

وشدّد الجيش الإسرائيلي على أنّه بذل كلّ الجهود للحفاظ على تغذية المستشفى بالكهرباء، وقال في بيان إنّ قوّاته "عملت على إصلاح المولّد، في حين أحضرت قوّات خاصّة مولّدًا بديلًا إلى المستشفى". وذكر أيضًا أنّ كلّ الأنظمة الحيويّة في المنشأة استمرّت في العمل.

لكنّ أطبّاء وصفوا وضعًا لا يمكن تحمّله في هذا المستشفى الواقع في مدينة استحالت ساحة خراب تُحيط بها المعارك. 

وذكرت منظّمة أطبّاء بلا حدود أنّ موظّفيها "اضطرّوا إلى الفرار، تاركين المرضى وراءهم". وقال الأمين العامّ للمنظّمة كريستوفر لوكيير لفرانس برس "كان الوضع فوضويًّا وكارثيًّا".

ووفقًا لمنظّمة الصحّة العالميّة، فإنّ مستشفى ناصر، وهو واحد من 11 مستشفى لا تزال مفتوحة من أصل 36 مستشفى في قطاع غزّة قبل الحرب، بات "بالكاد يعمل".

وقال المتحدّث باسم المنظّمة طارق يساريفيتش خلال مؤتمر صحافي الجمعة في جنيف، إنّ "مزيدًا من الأضرار بالمستشفى يعني فقدان مزيد من الأرواح"، مطالبًا بأن يُتاح للمنظّمة الوصول إلى المجمّع الطبّي في شكل عاجل.

وأضاف "المرضى والعاملون الصحّيون والمدنيّون الباحثون عن ملاذ لهم في المستشفيات يستحقّون الأمان وليس الدَّفن في هذه الأماكن المخصّصة للعلاج".

ويُكثّف المجتمع الدولي دعواته لثني إسرائيل عن شنّ هجوم في مدينة رفح المكتظّة، حيث يحتشد نحو مليون ونصف مليون مدني عند الحدود المغلقة مع مصر. 

وعبّر الاتّحاد الأوروبّي الجمعة عن "قلقه الشديد" في هذا السياق، حاضًّا إسرائيل على "عدم شنّ عمل عسكري في رفح من شأنه أن يُفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلًا".

 

مخيّم ضخم في مصر 

وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الخميس على عدم شنّ هجوم على رفح من دون وجود خطّة موثوقة لحفظ سلامة المدنيّين، وفق ما أفاد البيت الأبيض.

ودعا بايدن إلى "وقف موقّت لإطلاق النار" في قطاع غزّة، قائلًا "آمل في أن لا يُقدم الإسرائيليّون على غزو برّي واسع النطاق". 

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مصريّين أنّ مصر تبني مخيّمًا مسوّرًا في سيناء تحسّبًا لاستقبال لاجئين فلسطينيّين من غزّة. وهذا المخيّم جزء من "خطط الطوارئ" لاستقبال اللاجئين في حال حصول هجوم إسرائيلي على رفح، ويُمكن أن يستوعب "أكثر من مئة ألف شخص"، وفق الصحيفة الأميركيّة.

وقد أعرب القادة الفلسطينيّون والأمم المتحدة وعدد كبير من الدول عن القلق إزاء العواقب الكارثيّة لهجوم كهذا على السكّان، مبدين خشية من أن يؤدّي ذلك إلى جيل جديد من اللاجئين لن يكون لهم أيّ أمل لهم بالعودة. 

لكنّ وزير الخارجيّة الإسرائيلي أكّد مجدّدًا عزم بلاده على تعقّب عناصر حماس. وشدّد على أنّه "إذا اعتقد (زعيم حماس في غزّة يحيى) السنوار وقتلة حماس أنّه يمكنهم إيجاد ملاذ لهم في رفح، فهذا لن يحدث"، قائلًا "سنوفّر للمدنيّين مناطق آمنة إلى حيث يمكنهم الذهاب وسنتعامل مع حماس".