إياد كاكيي: العراق مستعدٌ لتعويض الكويت لكنه ليس مستعداً لتعويض حلبجة

أياد كاكيي
أياد كاكيي

أربيل (كوردستان 24)- أكّد المحامي والخبير القانوني، أياد كاكيي، أن العراق يتهرّب من مسؤوليته القانونية بخصوص تعويض حلبجة.

وقال في تصريحٍ لـ كوردستان 24، إن بغداد مستعدة لتعويض الكويت، لكنها غير مستعدة لتعويض المواطنين العراقيين في حلبجة، في الوقت الذي عوّضت جميع العراقيين المتضررين من نظام البعث، باستثناء كوردستان.

وأضاف: لا يمكن التفرقة والتمييز بين مواطنٍ في حلبجة وآخر في باقي أنحاء العراق، اليوم الذكرى السنوية الـ 36 على قصف حلبجة، ما الذي قدّمه العراق لجرحى الأسلحة الكيماوية؟.

ولفت الخبير القانوني إلى أنهم رفعوا بمفردهم دعوى ضد الشركات الأجنبية، "لكن العراق لم يفعل أي شيء كدولة، ويبدو أنه غير مستعد للقيام بذلك".

وقال: هذا ما دفع المسؤولين العراقيين والحكومات المتعاقبة للنظر إلى إقليم كوردستان على أنه ليس عراقياً وبالتالي التمييز بين ضحايا كوردستان والضحايا العراقيين.

وتصادف اليوم الـ 16 مارس آذار 2024، الذكرى الـ 36 على قصف مدينة حلبجة الكوردية والذي تسبب باستشهاد 5000 مدني وإصابة آلافٍ آخرين.

ونفّذ نظام البعث في العراق في الـ 16 مارس آذار 1988، هجوماً كيماوياً على الكورد في حلبجة، في إطار حملة الأنفال في كوردستان.

خلص تحقيق طبي أجرته الأمم المتحدة إلى استخدام غاز الخردل في الهجوم إلى جانب مهيجات عصبية أخرى مجهولة الهوية.

ويعد قصف حلبجة أكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية في التاريخ موجه ضد منطقة مأهولة بالسكان المدنيين، أسفر عن استشهاد 5000 شخص وإصابة 7000 إلى 10000 آخرين معظمهم من المدنيين.

وأظهرت النتائج الأولية من الدراسات الاستقصائية للمنطقة المنكوبة زيادة في معدل الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية في السنوات التي تلت الهجوم وحتى اليوم.

وبعد سقوط نظام البعث في العراق، أدين علي حسن المجيد وهو مسؤول عراقي رفيع المستوى وقائد حملة الأنفال بتهمة إصدار الأوامر بالهجوم، وأعدم في وقتٍ لاحق عام 2010.

واعتُبِر الهجوم الكيميائي بأنّه الأكبر الذي وُجّه ضد سكان مدنيين من عرقٍ واحد حتى اليوم، وهو أمر يتفق مع وصف الإبادة الجماعية في القانون الدولي والتي يجب أن تكون موجهة ضد جماعة أو عرق بعينه بقصد الانتقام أو العقوبة.

وفي كل عام من يوم الـ 16 من مارس آذار، يقف سكان إقليم كوردستان بمن فيهم المسؤولون الحكوميون والموظفون، خمس دقائق صامتة حداداً على أراوح ضحايا مجزرة حلبجة، ويتّشح كثيرون بالسواد حزنا على فقدان أحبائهم وأبناء جلدتهم، فيما يقيم آخرون فعاليات لإحياء الذكرى كما تتوقف حركة المرور خمس دقائق لاستذكار الفاجعة.