المالكي في مدينتي الناصرية والبصرة نموذجا للحكم الفاسد في تأريخ العراق

Kurd24

المالكي لم ولن يأخذ من الماضي دروسا وعبرا رغم حكمه الذي دام ثماني سنوات بسبب سذاجته السياسية التي تأخذ بصاحبها أحيانا إلى منحى طريف يجعلنا نستلقي من الضحك ومادة نتعلم منها اذا ما خضنا مجال السياسة بمعناها المبتذل اي الاصطياد في المياه العكرة، ومثال على ذلك زيارته الاخيرة الى السليمانية حيث لم تأت من باب محبة للكورد والنية الصادقة نحو معالجة قضيتهم السامية بل لدق اسفين التفرقة بين الكورد الذي طالما سعى إليه طوال فترة حكمه وكان الأولى  بالساسة في السليمانية عدم الانجرار وراء المالكي وعهوده المزيفة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

الم يكن المالكي وراء قطع رواتب الموظفين في إقليم كوردستان؟ وهل تناسوا تصريح النائبة السيدة حنان الفتناوي في لقاء تلفزيوني بثته قناة دجلة الفضائية مع مقدم البرنامج الأستاذ الدكتور نبيل جاسم واعترافها بأنها كانت طيلة الفترة المذكورة تعرقل تنفيذ تلك المادة الدستورية (المادة 140) بعلم من المالكي وموقفه المتعنت من تنفيذ ها بالرغم من تجاوزها المدة المحددة في الدستور العراقي، وتصريح الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، خلال مقابلة تلفزيونية أيضا، بأن من أهم المشكلات التي ستبرز بعد التخلص من تنظيم داعش، هي المشكلة الكوردية، مهددا بأنه لن يقبل بسياسة الأمر الواقع، كما توعد الأمين العام لحزب الله فرع العراق، واثق البطاط  متظاهري البصرة بعملية عسكرية مرتقبة، واصفاً نوري المالكي بـ"الرمز الوطني للعراق" !!!، وأضاف نرفض الإساءة لأي شخص من رموزنا، ولن نسمح بتكرار ذلك، لأن ما حدث بلطجة وخروج على القانون" واصفا أهل البصرة الغيارى الذين خرجوا على المالكي بـ(الدواعش) وإذا لم تردعهم الحكومة سنصبغ شوارع بغداد بالدم!!)، ولو كان للمالكي وأزلامه من قيس والفتناوي والبطاط وغيرهم نزعة من الحياء لما لفوا وداروا ليصطادوا في المياه العكرة رغم المعروف عنهم انهم حاولوا الاصطياد في جميع المياه (المالحة والعذبة والعكرة) ولم يخرجوا بشيء ، جاعلا المالكي من أزلامه أداة (من ليس معي فهو ضدي) والسياسي الحقيقي يلزمه موقف رجولي وليس انسانا انتهازيا غير عابئ بالوطن لا مبدأ له ولا ذمة ،ومن التصريحات التي تتجه نحو (الاصطياد في المياه العكرة) بقوله: لم يستطع العبادي التعامل مع الملف التركي كما يجب ! ووضع حدا للكورد! محرضا العبادي التحرك ضد سماحة السيد مقتدى الصدر واتخاذ اجراءات تعسفية للحشود والجماهير المتظاهرة من أنصاره... وأتذكر جيدا أن المالكي سبق وان شن هجوماً لاذعاً على زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، متهما إياه بأنه (حديث على السياسة ولا يفهم أصول العملية السياسية، داعيا إياه بالاعتزال و التبرؤ مـن الـتيـار الـصدري !!، ولم يقف عند هذا الحد بل تطاول عدد من أنصار المالكي المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف متهمة إياها بالاشتراك في الدم الشيعي الذي سال خلال العمليات الإرهابية، وجاء هذا الهجوم الشرس وفي سابقة تنذر عن مدى الخلاف القائم بين المالكي والمرجعية الدينية في النجف الأشرف، عقب تصريحات نسبت الى السيد السيستاني دعا فيها العراقيين سنة وشيعة الى الإخوة والمحبة.

وجاء في تصريحات المرجعية (لابد للشيعة ان يدافعوا عن الحقوق الاجتماعية والسياسية للسنة قبل أبناء السنة أنفسهم)، وأضاف: ان (خطابنا هو الدعوة الى الوحدة، وكنت ولا أزال أقول لا تقولوا اخواننا السنة، بل قولوا (أنفسنا أهل السنة). مؤكدا  بأنه استمع الى خطب أئمة الجمعة من أهل السنة أكثر مما استمع لخطب الجمعة من أهل الشيعة ونحن لا نفرق بين عربي وكوردي، والاسلام هو الذي يجمعنا معا)، كما يتذكر الجميع صراعات المالكي المستمرة مع السيدين عمار الحكيم واياد علاوي وآخرين غيرهم لا مجال هنا للحديث عنهم وعلى مبدأ (من ليس معي فهو ضدي)، اما على الصعيد الدولي اطلق المالكي سلسلة من التصريحات هاجم فيها السعودية والدول العربية وتركيا واتهمها بالتدخل في الشؤون العراقية قبل زيارته للعاصمة الايرانية منتقدا من طرف خفي أداء رئيس الحكومة حيدر العبادي ومحاولاته لتطبيع العلاقات مع دول الخليج العربي، وتصريحاته الحالية تشير الى أنه يسعى لولاية ثالثة من خلال تصفية خصومه السياسيين وخاصة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي بعد ان نجح في كسب تأييد المرجعيات الدينية في النجف الاشرف والاطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية والكتل الشيعية الى ما قام به من اجراءات اصلاحية وهو أمر لايمكن ان يتقبله المالكي ويعده كما هو دأبه مؤامرة ضده وبات لا يطيق أي نجاح سياسي او انتصار يحققه الجيش العراقي في عملية تحرير الموصل في عهد العبادي، وكذلك  اعضاء حزب الدعوة الموالين للعبادي وسماحتي السيدين مقتدى الصدر وعمار الحكيم  وخاصة الاول الذي يعتبره المالكي (خنجرا معلقا على خاصرته) للوصول الى سدة الحكم.

اضافة على ذلك شهد العراق خلال فترة حكمه الدمار المادي والمعنوي والفساد الاداري وبدأت خطوط الانقسام الطائفية والاثنية في المجتمع العراقي تظهر جليا للعلن والعالم اجمع من خلال الابادة الجماعية الطائفية المقيتة وعمليات الخطف والتشرد وأصبحت البلاد على حافية الهاوية حيث لم تمر يوم الا وسقط عشرات القتلى والجرحى في تفجيرات سيارات مفخخة أمام مدارس ومساجد أو في أسواق مزدحمة، حتى وصل الامر بتسمية تلك الاحداث حسب ايام الاسبوع (تفجيرات - السبت والاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس-الدامية) ولم تستثن التفجيرات اي يوم !!!!

فقد وصلت وبحسب الأرقام التي أعدتها وزارات الدفاع والصحة والداخلية في العراق، فقد قتل 15 ألفا و538 شخصا خلال عام 2014، بينهم 12 ألفا و588 مدنيا، علما أن حصيلة 2014 هي ضعف المسجلة عام 2013.... اما  ملفات الفساد في عهد المالكي فحدث ولاحرج فقد طالت كل مرافق الحياة مازال  مصير مليارات  من الدولارات مجهولا  بحجة شراء أسلحة مستهلكة  و ملف فساد لمستشفى عسكري وهمي حيث قال عنه العبادي، وما يدعو الى الخجل هو هروب (6) وزراء وأعداد كبيرة من المسؤولين الحكوميين من ذوي المناصب العليا في الحكومة العراقية السابقة من البلاد، رغم ان الحكومة الاتحادية حاولت مع الدول اعادتهم الى العراق ومحاسبتهم فضلا ملف الطائرات العراقية التي لم تمنح جمهورية إيران الإسلامية إبان النظام الصدامي البائد الاذن بالهبوط في أراضيها واضطرت الهبوط في روسيا وأدعى المالكي إنه اشتراها من روسيا، ناهيك عن  شراء أجهزة الكشف عن المتفجرات (السونار) بملايين الدولارات وهي لم تدخل أصلا إلى البلاد، وأجهزة كشف المتفجرات اليدوية التي كلفت العراق الملايين من الدولارات وراح ضحيتها آلاف المدنيين العراقيين الأبرياء، إذ اتضح فيما بعد أن تلك الأجهزة معطلة ولا تستطيع الفرق بين المتفجرات والمواد الغسيل ومساحيق التنظيف!!!

ولم يقدم المالكي أو الجهات التي استوردت تلك الأجهزة إلى القضاء، ولأول مرة يستخدم في العراق مصطلح (الموظفين الفضائيين) بوزارتي الدفاع والداخلية العراقية الاتحادية ( أي لا وجود لهم ) ، وكان كتب على العراقيين أن يبقوا دوما في المآسي والويلات والدمار من جميع القوميات والديانات والاثنيات، ففي الحرب الطائفية التي اندلعت عامي 2006 و2007   تم تشريد الملايين من العوائل واضطرت النزوح الى اقليم كوردستان ودول الجوار والخارج ومازالوا فيه حتى الآن... وأخطر وأهم ملف هو "سقوط محافظات الموصل وصلاح الدين والرمادي  بيد داعش أو تسليمهم تلك المدن للتنظيم من قبل قيادات عسكرية مرتبطة بالمالكي ورغم أن تقرير لجنة الأمن والدفاع النيابية حمل المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة المسؤولية المباشرة عن سقوط مدينة الموصل، إلا أن القضاء لم يحرك ساكنا حيال ذلك رغم إعلان عادل النوري عضو لجنة النزاهة في البرلمان العرقي في تصريحات منفصلة لقناة الجزيرة أنه سمع من غيدان قائد القوات البرية شخصيا بشأن مسؤولية المالكي المباشرة عن انسحاب الجيش والقوات الأخرى من المدينة في العاشر من  حزيران 2014، وقال إن اللجنة التي شكلها البرلمان لتحديد أسباب سقوط الموصل لم تتمكن من استجواب المالكي, وتعرضت للشلل بسبب التجاذبات السياسية!!!!! واستشهد ما يقارب 1700 جندي متدرب في قاعدة سبايكر الجوية  وقتل الآلاف من المدنيين وكان نصيب الإخوة الأيزديين حصة الأسد من التضحيات حيث بلغت الآلاف إضافة إلى اخذ آلاف الايزديات سبايا من قبل منظمة داعش الإرهابية والقائمة تطول !!!!!! وبعد كل ذلك يتبجح المالكي وينام قرير العين دون أن تطاله عقوبة الشعب بحقه ولابد وان أذكركم انه سينال جزاء بما صنعه بالعراق وكانت التظاهرات الاحتجاجية التي نظمها المئات من أهالي الناصرية والبصرة الحيفاء أن استقبلوا المالكي نائب رئيس الجمهورية بالأحذية والحجارة لدى زيارته لمدينتهم  ورفعوا خلالها لافتات "غير مرحبة" بزيارته و تسمية المالكي  (نوري سبايكر)، واظهر فيديو مصور تداولته جميع وسائل التواصل الاجتماعي ، قيام أهالي مدينتي الناصرية والبصرة باستقبال موكبه  بالأحذية، منددين بالزيارة وسياسة المالكي خلال مدة حكومته في العراق وكان أن رفض أهالي حلبجة الشهيدة في وقت مسبق استقبال المالكي مما رجع منها فاضي اليدين تعصره الآلام ....وما زال أخونا يصرح ويقول كالببغاء أريد عراقا موحدا وقويا!!! وكأنه الوحيد الذي يمتلك امتياز الشرف والنزاهة... أمثال هؤلاء أصبحوا كارثة على العراق بكذبهم على الناس وعلى أنفسهم وقاموا بتزوير الواقع والتأريخ الذي يختلقون تفاصيله دون ان يعوا ان الدنيا أصبحت قرية ولايمكن إخفاء اي تفاصيل أو أحداث سواء كانت صغيرة وكبيرة والسعي لطمس الحقائق... فعلى المستوى الشخصي والكثيرين من غيري ينتابهم إحساس والاشمئزاز كما انتابت الحشود في البصرة والناصرية وحلبجة بالخجل والعار، كلما رأوا   المالكي سواء على شاشات التلفزة أو سمعوه  يتحدث في المناسبات واللقاءات والاجتماعات ، وأتساءل بيني وبين نفسي حسرة، هل أعيش وارى بأم عيني ما يؤول اليه مصير المالكي ....ورسالة واضحة إلى العبادي وغيرهم،( حينما يحيط الحاكم بأسوأ مستشاريه، ويصدر القرارات إجحافا دون الرجوع الى اهل الرأي والصواب والموعظة الحسنة ، ويتفرد في الحكم  ويعرض الوطن الى الهاوية والخطر ويراهن على أفساد الامة وإشغالهم بأمور الدنيا وقطع أرزاقهم وقوت أطفالهم، ويتبنى جميع المواقف التي تجعل الناس يكرهون الحياة ويتمنون الموت ولا يطيقون أنفسهم...حتما ستخرج يوما غاضبة إلى الشوارع في حالة من السخط والاحتجاج، وعندئذ لاينفع اللوم والندم...

 

هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعكس بأي شكل من الأشكال رأي كوردستان24.