معارض سوري: الدستور الروسي ضبابي ويطعم الكورد جوزا فارغا

قال معارض سوري ان روسيا لاتملك الحق في صياغة دستور للسوريين فيما وصف الدستور الذي قدمته موسكو بالضبابية واعطاء صلاحيات واسعة للرئيس وعدم وضوح البند الذي يخص الحقوق الكوردية.

اربيل (كوردستان24)- قال معارض سوري ان روسيا لاتملك الحق في صياغة دستور للسوريين فيما وصف الدستور الذي قدمته موسكو بالضبابية واعطاء صلاحيات واسعة للرئيس وعدم وضوح البند الذي يخص الحقوق الكوردية.

وقال علي العبد الله لكوردستان24 ان "السوريين فقط يمكنهم اعداد دستورهم ولاتملك روسيا أو اي دولة أخرى حق صياغة دستور للسوريين".

وقدمت موسكو في وقت سابق مشروع دستور للحكومة والمعارضة السوريتين خلال مباحثات السلام في استانة قال وفد المعارضة انه لم يتسلمه أصلا فيما رفضت الحكومة العديد من بنوده خصوصا فيما يخص الحقوق الكوردية واسم البلاد.

واضاف العبد الله ان الدستور الروسي منح الرئيس صلاحيات واسعة تخوله التحكم بمجلس الوزراء والقوات المسلحة واقتراح التعديلات الدستورية واصدار المراسيم والقرارات وغيرها ومنح صلاحيات مماثلة لرئيس الوزراء وجمعية الشعب وجمعية المناطق مماخلق حالة تضارب وتداخل سيترتب عليها صراع على الصلاحيات.

واشار العبد الله الى "غموض" في تحديد وضعية "الحكم الذاتي الثقافي الكوردي"،فالدستور الروسي يجعل من النظام السياسي كيانا مجهول الهوية فلا هو بفيدرالي ولابمركزي  في حالة غريبة لم تعرفها النظم السياسية.

المعارض والكاتب السوري علي العبد الله
المعارض والكاتب السوري علي العبد الله

ولفت العبد الله الى ان "روسيا تسعى الى الحفاظ على التحالفات الراهنة والتوازنات الميدانية والسياسية ريثما تنضج توجهات الادارة الامريكية الجديدة فهذه الخطوة في سياق ادارة الازمة لا حلها باقتراح دستور يحفظ رأس النظام الذي وفر لروسيا فرصة التدخل وشرعنه".

وعلق العبد الله على البند الذي يلغى فيه وصف الدولة بالعربية قائلا "قد يكون حذف وصف الدولة بالعربية ووصف سوريا كبلد متعدد القوميات والطوائف، ودعوته الى تحديد وضعية "الحكم الذاتي الثقافي الكردي" دغدغ مشاعر الكورد وأشعرهم بتحقق بعض مطالبهم لكنه قد يكون أطعمهم جوزة فارغة لان المشكلة ليست في تحديد قومية الدولة من عدمه بل بالطريقة التي تتجسد فيها حقوق المواطنين".

واضاف "لا أرى في عدم تحديد قومية الدولة مكسبا للكورد لأنها ليست بالمسألة الجوهرية ما لم يحقق الدستور والقانون والممارسة اليومية اكتساب الحقوق وممارستها، فالنظام الرئاسي وتوزيع الصلاحيات والتداخل في المهمات والمسؤوليات لا يدفع الى الاطمئنان على الواجبات والحقوق".

وابدى العبد الله تاييده  الحقوق الكوردية وتاسيس دولة لهم لكنه دعا الى "تحديد مطالب مرحلية  مع الأخذ بعين الاعتبار ميزان القوى والظروف السياسية الإقليمية والدولية لان الوقوف عند الحق المبدئي وخوض معارك وتقديم تضحيات بشرية ومادية في ظرف سياسي غير موات ليس أكثر من انتحار سياسي ووطني".

وقال العبد الله ان "تركيا مسكونة بالمخاوف والهواجس من الدور الإيراني في المنطقة بما في ذلك داخل تركيا ذاتها، والعلاقات المتنامية بين إيران وبين حزب العمال الكوردستاني، وامتداد هذه العلاقات لتشمل حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، ناهيك عن مخاوفها من الدور الروسي الذي بات يطوقها من أكثر من موقع".

ورفض العبد الله التواجد التركي في سوريا قائلا " انا كسوري ضد التدخل الخارجي من أين جاء  وتركيا مثلها مثل إيران وروسيا، ليست حريصة على الشعب السوري ومصالحه وهمها مصالحها وأمنها الوطني .

اجرى اللقاء تمر حسين ابراهيم

اعداد وتحرير سوار أحمد