"السيادة" تشعل معركة اتهامات متبادلة بين الاسد ومعارضيه

زادت تدخلات قوى اقليمية و دولية بشكل ملحوظ في الشأن السوري خلال السنوات الست الماضية ومع اندلاع الاحتجاجات في البلاد في 2011 وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة السورية ومعارضتها بالتسبب في انتهاك السيادة السورية.

اربيل (كوردستان24)- زادت تدخلات قوى اقليمية و دولية بشكل ملحوظ في الشأن السوري خلال السنوات الست الماضية ومع اندلاع الاحتجاجات في البلاد في 2011 وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة السورية ومعارضتها بالتسبب في انتهاك السيادة السورية.

وتتعدد القوى الاقليمية والدولية المتصارعة على امتداد الجغرافيا السورية، اذا تحولت البلاد الى ساحة اشتباك مفتوحة وتجاوزت القضية السورية حدودها الجغرافية لتصبح أشبه بحرب عالمية خفية، ويتهم معارضوا الأسد بأن نظامه مسؤول عن انتهاك سيادة البلاد.

وقال القيادي في المجلس الوطني الكوردي حسن صالح لكوردستان24 ان "النظام السوري استقدم ايران وحزب الله الى سوريا منذ بداية الثورة ولاحقا أدخلت روسيا على الخط".

القيادي في المجلس الوطني الكوردي حسن صالح
القيادي في المجلس الوطني الكوردي حسن صالح

واضاف صالح ان "المعارضة السورية أيضا لجأت – مضطرة- الى حلفائها الذين دخلوا ساحة الصراع السوري واصبحت البلاد مفتوحة أمام كافة القوى خصوصا الارهابية".

وحمل صالح حكومة الاسد مسؤولية انتهاك السيادة السورية لافتا الى أنه لم تبق اي سيادة للبلاد.

ويتصدر الوجود الايراني وحزب الله اللبناني القوات الداعمة للاسد منذ بداية الاحتجاجات السورية فيما جاء التدخل الروسي في 2015 حيث قامت موسكو بدعم الاسد عسكريا وقصفت طائراتها فصائل معارضة مرارا.

ولروسيا ترسانة عسكرية متطورة في روسيا وقواعد ومطارات كقاعدة طرطوس وقاعدة حميميم العسكرية وتنشط مقاتلاتها في السماء السورية بشكل دائم.

وقال مستشار حزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو لكوردستان24 ان "سيادة سوريا منتهكة قبل اندلاع الاحتجاجات ذلك لأن النظام البعثي كان ينفذ أجندات خارجية ولم يخلق اساسا أي سيادة سورية بل استعان بالآخرين ضد كافة المكونات السورية وخصوصا الشعب الكوردي".

وشنت اسرائيل غارات جوية على مواقع في سوريا أكثر من مرة سواء قبل بدء الأزمة السوية أو خلالها وكان آخرها القصف الاسرائيلي قبل ايام لمحيط مطار المزة قرب دمشق فيما كانت الحكومة السورية "تحتفظ بحق الرد" دون اي تحرك عسكري ضدها.

مستشار حزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو
مستشار حزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو

وكان التدخل العسكري الأمريكي في عهد الرئيس أوباما خجولا حيث اكتفى بارسال مئات من العسكريين لدعم قوات سوريا الديمقراطية المكونة من عرب وكورد ومسيحيين والتي تقاتل تنظيم داعش الذي استولى على مساحات شاسعة من سوريا منذ 2015.

لكن الرئيس ترامب زاد من عدد قواته في سوريا خصوصا في مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة الادارة الذاتية فيما نشر مؤخرا مدرعاته على الحدود السورية التركية منعا لاي اشتباكات بين وحدات الحماية والقوات التركية.

وتتهم الحكومة السورية تركيا ودول خليجية وخصوصا السعودية وقطر بدعم فصائل اسلامية معارضة ويتهم الاسد هذه الدول بدعم "الارهابيين" وبنية تحويل سوريا الى إمارة اسلامية.

وعمق التدخل الاقليمي والدولي الأزمة السورية وسط استمرار الاقتتال والفوضى وتنامي العامل الطائفي والعرقي وفشل محاولات الوصول الى تسوية سياسية تنهي أزمة البلاد والعباد.

وقتل في سوريا منذ بداية الاحتجاجات نحو 300 الف وهاجر ملايين السوريين الى دول مجاورة لسوريا وأوروبا وامريكا وسط غياب أي حل للمأساة السورية على المدى المنظور على الأقل.

ت: س أ