أحمد صيام فنان مصري يكشف معنى التعايش الحضاري وقيمة الفن في كوردستان

أحمد صيام فنان مصري يكشف معنى التعايش الحضاري وقيمة الفن في كوردستان
أحمد صيام فنان مصري يكشف معنى التعايش الحضاري وقيمة الفن في كوردستان

نجوم كثيرون زاروا كردستان، إما لتصوير أعمال فنية مثل المسلسل التاريخي " ليلة السقوط"،الذى عرض فى رمضان قبل الماضي على الشاشات العربية ، أو للتكريم فى مهرجانات السينما والمسرح ، أو لإحياء حفلات غنائية ، أو حتى لزيارات خاصة .

 

الفنان المصري أحمد صيام أحد أهم الفنانين الذين عبروا عن سعادتهم بأربيل، وبشعبها، حيث عاش 90 يوما ، لم تكن لتصوير مسلسله "ليلة السقوط" فقط ، ولكن لأنه أراد ان يقضي  أياما للتأمل فى مدينة وصفها بأنها قطعة من سويسرا .

ومنذ أن عرض مسلسل" ليلة السقوط"، والكلام عن كردستان ، ومدنها وبخاصة أربيل حيث تم تصوير معظم مشاهده فى مدينة أربيل: شوارعها الحديثة والقديمة وقلعتها التاريخية ، ومناطق جبلية وقروية قرب شقلاوة وعينكاوه لإظهار المشاهد الطبيعية.ونجوم الفن ممن شاركوا فى هذا العمل لا يتوقفون عن الكلام عن جمال أربيل، وطيبة شعبها ، إذ أن نسبة التصوير من أحداث المسلسل وصلت إلى حوالي 90% من العمل، منهم الفنان القدير أحمد صيام الذي كشف عن عشقه لكردستان، وأنه يتمنى لو يصور عملا جديدا فى أربيل.

عندما التقيناة ليكشف لنا عن رحلته بها قال :"في الحقيقة لم تكن لدي معلومات كافية عن كردستان، لكنني عرفت من بعض الزملاء الذين زاروها أنها وشعبها مختلفون عن كل المدن العربية، فشعرت بأن تجربة السفر وتصوير أعمال درامية هناك ستكون تجربة ثرية، فعندما وُجِّهت إليَّ دعوة لتصوير مسلسل ليلة السقوط، كان عندي خليط بين شعورين مختلفين: الشعور الأول هو الرغبة في استكشاف المجهول بالنسبة لي المعروف بالنسبة للآخرين، أما الإحساس الثاني فهو الخوف من الكلام الذي كان يُوَرَّث إلينا من أجهزة الإعلام أن العراق – بشكل عام – منطقة غير آمنة.

ورغم ذلك، اتفقت على المسلسل وسافرت إلى أربيل. أنا مكثت في أربيل تقريبًا حوالي ثلاثة أشهر، الثلاثة أشهر لم تكن كلها تصويرًا، إنما أنا انتهزت الفرصة وذهبت إلى أماكن كثيرة جدًا جدًا جدًا في أربيل. إنما أنا أريد أن أقول الإحساس النهائي الذي وصلني أو الذي تبنيته بعد الإقامة قليلًا في أربيل: أنا شعرت أن أربيل – لو جاز التعبير – هي منطقة قريبة شبه سويسرا من حيث التكوين الثقافي والاجتماعي، فيها كل العقائد، كل الإيديولوجيات، كل الأفكار – كلها – ولكن بلا صدامات، وهذا شيء غير موجود إلا في دول محددة في العالم.

يعني يمكن أنا قلت سويسرا لأن فيه المسلم السني والشيعي والمسيحي واليزيدي، وفي اليمين وفي اليسار، وفي كل العقائد والمناهج الفكرية، ورغم ذلك الكل متعايشون مع بعض بشكل متحضر جدًا، ولا يتطرقون إلى الأمور شديدة الخلاف بينهم، وكل واحد يمارس عقيدته وأفكاره في حدوده، في إطار التعاون من أجل المصلحة العامة.

هذا ينقلني إلى المصلحة العامة، أنا رأيت كمًّا من الإعمار الرهيب وفرص الاستثمار وجذب المستثمرين بشكل غير طبيعي، والذي عرفته أنهم يسنون قوانين لحماية الاستثمار بشكل عظيم وبشكل متحضر جدًا. الذي وصلنا في النهاية أنني أرى أن منطقة أربيل هي منطقة المستقبل، المستقبل بالنسبة للتجارة والصناعة والاستثمار، والفن بالمناسبة.

دعاية كافية للإقليم 

نحن لم تكن لدينا خبرة كبيرة جدًا في أمور فنية، لكن وجود بعض الممثلين والفنيين المصريين والعراقيين سواء من المناطق المختلفة في العراق أو كردستان هذا إلى حد ما قرَّب قليلًا مسألة الإنتاج الفني والثقافي. إحساس أنا – وهذا أنا قلته لأناس مسؤولين في إقليم كردستان – أن إقليم كردستان يحتاج كمًّا من الدعاية لكي يجذب عددًا أكبر من السياح، لأن عندهم مناطق مختلفة للحضارات، لأن إقليم كردستان بين العراق وإيران وتركيا وسوريا، ففيه كمّ من الحضارات هو الذي يجذب هذه الثقافات وهذه الحضارات ويجمعها في منطقة خاصة.والشعب الكردي لديه قدرة على الحب والتعايش والأمل فى المستقبل لم ارهم فى شعب آخر .

استمتعت جدًا وأنا أعمل مسلسل هناك، ناس منضبطون جدًا وحريصون جدًا على أن يعملوا شكلًا فنيًّا محترمًا، ساعدونا كثيرًا جدًا، ساهموا في أن يخرج المسلسل بصورة جيدة جدًا، لأن المسلسل عن البشمركة في كردستان، وبالتبعية في أربيل، كانوا حريصين على أن نقدم عملًا فنيًّا يليق بإنتاج كردي كبير. 

الإنتاج كان مشتركًا بين مصر وكردستان، والحقيقة الناس، لا أريد أن أقول إنني لم أشعر في لحظة وأنا داخل أربيل أنني في منطقة بعيدة عن مصر، بالعكس، المناطق كلها شبيهة بمناطق في القاهرة، المناطق داخل أربيل يعني، غير المناطق السياحية التي موجودة حول أربيل. الحقيقة استمتعت جدًا جدًا طوال الثلاثة أشهر.

 

"ليلة السقوط"دراما الألم التاريخيى

يعد مسلسل " ليلية السقوط" الذى كتبه المؤلف الكبير مجدى صابر حالة صادقة عن الوجع التاريخي العربي الذى عانت منه الدول العربية وهو دخول تنظيم داعش إلى قلب العروبة .

وهو المسلسل الذي جاء من أجله أحمد صيام إلى أربيل. يُعد من أضخم الأعمال التي صُوّرت في كردستان، ويمثل نموذجًا بارزًا للتعاون الدرامي بين مصر وإقليم كردستان والعراق وسوريا والأردن وتونس، بمشاركة نخبة من النجوم العرب، من بينهم طارق لطفي، أحمد صيام، باسم ياخور، كندة حنا، صبا مبارك، وغيرهم.

إلى جانب ليلة السقوط، شهدت أربيل تصوير أعمال درامية مشتركة أخرى، من بينها المسلسل الكوميدي ورث عمتي، وهو عمل عراقي–مصري يجمع وجوهًا فنية من البلدين مثل إياد راضي، إيناس طالب، إلى جانب فنانين مصريين آخرين.

 بل وهناك عشرات من الفنانين زاروا اربيل أمثال سلاف فواخرجي، أحمد بدير ألهام شاهين ، شيرين ، إنتصار، وكذلك نقباء للفن ومخرجين .

منهم من حل ضيفا على مهرجانات مثل التي تقام فى أربيل والسليمانية: حيث تم استضافت فنانين منهم هالة صدقي، صفية العمري، وهيثم أحمد زكي قبل وفاته.

حتى صارت كردستان محطة للتلاقي بين الفن العربي والكردي، وجسر ثقافي مهم، خصوصًا أنها ذات بيئة آمنة .