ذوبان جليد "بوزي سينا".. جبال كانت بيضاء طوال العام تواجه خطر التغير المناخي

أربيل (كوردستان24)- في قلب الطبيعة الشاهقة، وتحديداً عند سفح جبل بوزي سينا، تتلاشى اليوم معالم الثلج الأبدي الذي كان يغطي الجبل على مدار فصول السنة الأربعة. فالمكان الذي كان يوصف سابقاً بـ"منطقة الأنهار الجليدية"، بات اليوم شاهداً على آثار الاحتباس الحراري، وتراجع الغطاء الجليدي عاماً بعد آخر.
يقول أفشين، وهو من سكان المنطقة، لـ"كوردستان24":
"مثلما تشاهدون، نحن عند سفح جبل بوزي سينا، لكن للأسف هذا العام الثلوج قليلة، والمياه أيضاً شحيحة. السياح يأتون، لكن لا أحد يهتم بالبيئة. في السابق، كانت المنطقة أنظف لأن عدد الزوار كان قليلاً، أما اليوم فالنفايات تُترك دون مراعاة."


سياحة بلا مسؤولية بيئية
رغم مشقة الطريق، لا يزال الجبل يستقطب الزوار من مدن مختلفة. سائحان قدما من مهاباد وبوكان أعربا عن قلقهما من تراجع الثلوج وتدهور النظافة في المنطقة، مؤكدين أن السلوك غير المسؤول من بعض الزوار يُفاقم المشكلة.
يقول أحد السائحين: "للأسف، لم يتبق الكثير من الثلوج هذا العام، على عكس السنوات الماضية التي كانت القمم فيها مغطاة بالكامل. نأتي إلى هنا مرة أو مرتين كل عام رغم بعد المسافة، لأن الأجواء هنا ساحرة وتستحق العناء، لكن يؤلمنا أن نرى هذه البيئة الجميلة تتعرض للتلوث."


"بوزي سينا".. من مصيف للرعاة إلى منطقة مهددة
جبل بوزي سينا، الذي يعني اسمه "الأنهار الجليدية"، لطالما كان ملاذاً للرعاة ومربي الماشية من أورمية ومنطقة مرگور. كما أصبح وجهة مفضلة للمتنزهين ومتسلقي الجبال في السنوات الأخيرة.
لكن اليوم، ومع تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري، لم تعد القمم مكسوة بالجليد كما في السابق، ما يُنذر بفقدان هذا المعلم الطبيعي تدريجياً، ويُطلق نداءً عاجلاً لمحبي البيئة والمسؤولين لاتخاذ خطوات لحمايته.

 

 
Fly Erbil Advertisment