نحات كوردي يوثق شخصيات وتاريخ المنطقة عبر الفن والتقنية الحديثة

أربيل (كوردستان24)- يواصل النحات الكوردي شينر نزار، المولود في عام 1986 بحي سرشقام في مدينة السليمانية، مسيرته الفنية التي انطلقت من شغفه المبكر بفن النحت، ليصبح اليوم أحد أبرز الوجوه الشابة في هذا المجال على مستوى كوردستان.
وفي حديث خاص لكوردستان24، يروي نزار بداياته قائلاً: "اكتشفت موهبتي في النحت خلال فترة الطفولة، وبالرغم من أن حصة الفنون لم تكن تحظى باهتمام كبير في المدرسة الابتدائية، إلا أنني حظيت بدعم خاص من معلمي الراحل محمد عبد الكريم، الذي كان يشجعني على الاستمرار وينشر رسوماتي، الأمر الذي كان يمنحني الكثير من السعادة والدعم المعنوي".

واستمر شغف نزار بالفن عبر عمله، حيث كان يقسم وقته بين العمل والدراسة، معتبراً هذه التجربة بوابته الحقيقية نحو عالم الفن. بعد ذلك، التحق بمعهد الفنون الجميلة في السليمانية ليواصل مسيرته الأكاديمية والفنية في مجال النحت.
ويصف نزار أعماله الفنية بأنها تنقسم إلى قسمين: الأول مستوحى من أفكاره وتأملاته الشخصية حول قضايا الطبيعة والحياة والفقر، والثاني يهدف إلى خدمة التاريخ والشخصيات الأدبية والفنية الكوردية، من خلال إحياء رموز خدمت القضية الكوردية.
وحول مشاريعه الحالية، أوضح نزار أنه يعمل حالياً على إنجاز تمثال للشاعر الكوردي الكبير حاجي قادر كوي، والذي سيتم نصبه قريباً في مدينة كويسنجق. وأشار إلى أهمية النحت والهندسة المعمارية في تقييم المجتمعات، حيث قال: "عندما يزور أي ضيف مدينة السليمانية، فإن أول ما يلفت انتباهه هو الفن المعماري والتماثيل، إذ تعكس مدى اهتمام المدينة بالفن والحضارة".

وفي خطوة حديثة تعكس تطور تجربته، أعلن نزار عن إدخال تقنية QR Code إلى أعماله الجديدة، بحيث سيتمكن الزائر من خلال مسح الرمز أسفل التمثال من معرفة جميع تفاصيل المشروع: من هو صاحب التمثال، الهدف من العمل، راعي المشروع، السيرة الذاتية للنحات، إلى جانب صور ومقاطع توثق كافة مراحل التنفيذ، مع ترجمة أدبية احترافية للمحتوى بعدة لغات، بهدف نشر الثقافة الكوردية وتعزيز حضورها الفني عالميًا.