كاني تاووك: قرية كوردية تفرض حظرًا كاملاً على التدخين حفاظًا على الصحة والبيئة
أربيل (كوردستان24)- وسط الجبال، وعلى بعد نحو 80 كيلومترًا شمال شرق أربيل في إقليم كوردستان العراق، تقع قرية كاني تاووك، التي أصبحت نموذجًا فريدًا للعيش المستدام بفضل قوانينها الصارمة التي تحظر التدخين بشكل كامل داخل حدودها.
تقع كاني تاووك ضمن ناحية باسرمة التابعة لقضاء شقلاوة، وتضم حوالي 40 عائلة، جميعهم ينحدرون من جد واحد يُدعى أحمد آغا شيخر، ما عزز من ترابط أهل القرية وروح التعاون بينهم. هذا الانتماء العائلي المشترك كان الأساس لوضع قواعد محلية تهدف لحماية الصحة والبيئة واستمرارية الحياة الريفية التقليدية.
اسم القرية نفسه يحمل دلالات بيئية، حيث تعني "كاني" بالكوردية النبع أو مصدر المياه، بينما "تاووك" تشير إلى نوع من الأشجار البرية المقاومة للجفاف، ما يعكس الارتباط الوثيق بين المجتمع وبيئته الطبيعية.
حظر التدخين والعادات البيئية الصارمة
واحدة من أبرز سمات القرية هي حظر التدخين منعًا باتًا، في قرار نابع من قناعة جماعية بأهمية الحفاظ على الصحة العامة والبيئة. يقول رشيد كاكو، أحد سكان القرية، لقناة "كوردستان24":
"في قريتنا، حماية البيئة أولوية؛ ليس التدخين فقط ممنوعًا، بل الصيد أيضاً، لذلك اقتربت منا الحيوانات البرية وتألف وجودنا، ونحن نوفر لها الحماية بدل أن نؤذيها."
ولم يقتصر الأمر على التدخين والصيد، بل تحظر القرية أيضًا قطع الأشجار البرية، في رسالة واضحة حول الالتزام بحماية الطبيعة المحلية.
الزراعة وتوزيع المحاصيل
تعتمد القرية بشكل أساسي على زراعة القمح والشعير، بالإضافة إلى رعاية بساتين فواكه متنوعة. ومن العادات الفريدة في كاني تاووك أن ثمار هذه البساتين، والتي تضم أنواعًا مميزة من الرمان والكمثرى، تُخصص فقط لاستهلاك سكان القرية ولا تُباع خارجها.
ويؤكد برادوست شيرزاد، أحد أبناء القرية، لكوردستان24:
"الفواكه التي نزرعها خاصة بنا؛ نزرع الرمان بأنواعه والكمثرى الصيفية والخريفية."
حياة ريفية بنكهة الاستدامة
تعد تجربة كاني تاووك مثالاً فريدًا على قدرة المجتمعات المحلية على سنّ قوانين ذاتية تضمن صحة الأفراد واستدامة البيئة. هذه القرية الصغيرة تجسد الحياة الريفية الأصيلة في كردستان، حيث تشكل العادات المتجذرة جزءاً لا يتجزأ من الهوية اليومية للسكان، وتقدم نموذجًا ملهمًا للحياة المستدامة في المنطقة.
تقرير: محمد التميمي - كوردستان24 - أربيل
